المكتب الاعلامي للفريق السامعي يوضح حول شائعات مغادرته صنعاء    أبين.. مقتل وإصابة 5 جنود بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بمودية    الشهيد علي حسن المعلم    الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع معدل سوء التغذية بين أطفال غزة    الإدارة الأمريكية تُضاعف مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي وكراكاس تصف القرار ب"المثير للشفقة"    أبناء صعدة يؤكدون في 35 مسيرة الثبات مع غزة والجهوزية لمواجهة الأعداء    200 كاتب بريطاني يطالبون بمقاطعة إسرائيل    تحذير هام من الأرصاد    خلود وخديجة.. عمرة وسلة آسيوية    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    صحيفة روسية تكشف من هو الشيباني    بايرن ميونخ يكتسح توتنهام الإنجليزي برباعية نظيفة    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    فوز شاق للتعاون على الشروق في بطولة بيسان    رونالدو يسجل هاتريك ويقود النصر للفوز وديا على ريو آفي    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    كنت هناك.. وكما كان اليوم، لبنان في عين العاصفة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الجمعة: العلماء أدّوا واجبهم وما في ذمتهم وقالوا كلمتهم وبيّنوا للناس والدور الآن على الشعب اليمني
حثّ كل الأطراف السياسية على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله انطلاقاً من دعوة علماء اليمن
نشر في الجمهورية يوم 01 - 10 - 2011

يا من أفتيتم بتحويل الجامعات والمدارس إلى ثكنات عسكرية اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم
الاستسلام المطلق لحكم الله ورسوله والطاعة المطلقة له دون تأويل أو تدليس هو الأساس ولا يكون إيمان ولا إسلام بدونهما
أدى ملايين اليمنيين أمس صلاة “جمعة الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع” في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.
وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء جدّد خطيب الجمعة الشيخ محمد صالح العميسي دعوته لكافة أبناء اليمن إلى تحكيم كتاب الله وسنة نبيه في كل أمور الحياة والاعتصام بحبل الله عملاً بقوله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”.
وقال خطيب الجمعة: “إن المسلم الصادق يكون مطيعاً لله في أوامره ونواهيه، ممتثلاً أمره ولو خالف هواه، منصاع لهديه ولو جاء على غير مزاجه، ومحك إيمان المسلم هذا الانصياع والامتثال لأمر الله ورسوله في كل كبيرة وصغيرة من غير تحفظ ولا احتراس ولا استثناء، قال سبحانه وتعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ، وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم):”لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به”.
وأضاف: “لقد بين المولى تبارك وتعالى كيف تكون أهواؤنا تبعاً لما جاء به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام فقال جل وعلا: “فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” .
وأوضح خطيب الجمعة أن الاستسلام المطلق لحكم الله ورسوله والطاعة المطلقة له دون تأويل أو تدليس هي الأساس ولا يكون إيمان ولا يتحقق إسلام بدونهما، بل ينتفي من حياة المسلم الصادق الانحراف عن هدي الله والمجانبة لأمر رسوله سواء كان ذلك في حق شخص المسلم أو في أسرته أو في جماعته أو في حزبه.
وتابع: “ولبيان هذا الاستسلام أخذ الله عز وجل ميثاقاً على أهل العلم وطلبته في بيان ذلك للناس عندما قال: “ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ”، وهذا تحذير من كتمان الحق أو التلاعب به أو فيه، قال سبحانه:”إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ”.. مهيباً بجميع المسلمين ضرورة الالتزام بهذا التوجيه الرباني، واستشعار المسؤولية، والحرص على حقن الدماء، والحفاظ على الأرواح والأنفس وعدم إزهاقها دون وجه حق.
ومضى قائلاً:”لقد تداعى علماء اليمن من كل فجّ، واجتمعوا في مؤتمر علمي، قدمت فيه الأبحاث العلمية فيما نزل بالأمة الإسلامية وحل ببلاد المسلمين من فتن وغوغاء لمدة ثلاثة أيام متتابعة بقلوب مخلصة وجهود عظيمة، وخلص اجتماعهم إلى بيان واضح للأمة لتبرئة الذمة، وليعلم أبناء اليمن أن الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان، نابعاً من ما أمر الله به ورسوله من طاعة ولي أمر المسلمين وحرمة الخروج عليه، كما هو مقرر في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأقر به أهل العلم والفضل الأوائل رحمهم الله”.
وتطرق الخطيب العميسي إلى ما تناوله علماء اليمن في اجتماعهم من الأمور المسيئة والمسببة للأزمة الراهنة، وتأكيدهم على تعظيم الحرمات بدءاً بالدماء والأنفس مروراً بالمنشآت العامة والخاصة والممتلكات وحرمة الاعتداء على الجنود المرابطين في مواقع البطولة والفداء والشرف وحرمة قطع الطريق وإزعاج الناس وتدمير البنى التحتية للأمة، وحرمة انتهاك الأعراض بالسباب والشتم والفسوق، فسباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
وأضاف:”لقد أكد علماء اليمن أن الأبطال الشرفاء من أبناء القوات المسلحة والأمن في مواقع البطولة والفداء، والذين يدافعون عن ممتلكات الشعب والأمة وعن المنشآت العامة ويصدون كل من تسوّل له نفسه المساس بها يجاهدون في سبيل الله وعليهم الثبات والمرابطة على ما يقومون به من حماية وصون للأمانة التي استأمنوا عليها، وأن ذلك من الجهاد في سبيل الله، وعلى من قتل منهم أو شاء الله جل وعلا له الشهادة أو أُعتدي عليه منهم فهو من الشهداء عند الله عز وجل”.
ولفت الخطيب إلى الدعوة التي وجّهها العلماء للجهات المعنية بسرعة البت في التحقيق بحادث جمعة ال 18 مارس الماضي من اعتداء على المعتصمين؛ لأن وسائل الفتنة والضلال تروّج بأن الجنود هم الذين قاموا بذلك، والبعض يعلم من الذي اعتدى عليهم.. مشدداً على ضرورة البت في التحقيق، وبيان ذلك للأمة الإسلامية عموماً والشعب اليمني على وجه الخصوص.
كما أشار إلى دعوة العلماء بضرورة البت في التحقيق حول الاعتداء الإجرامي في جامع دار الرئاسة، واستهدف ولي أمر البلاد وكبار قيادة الدولة، وما أفضى إليه هذا الحادث من إزهاق لأرواح عدد من المصلين من جنود ومسئولين ومنهم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني والأبطال الشرفاء الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وكشف المجرمين وتقديمهم للعدالة.
ووجّه خطيب الجمعة رسالة إلى ولي الأمر الذي جاء يحمل حمامة السلام وغصن الزيتون قائلاً:” هنيئاً لك هذا القلب الصابر والصدر الواسع، لكن للأسف إن الأطماع الدنيوية تذهب العقول وتسلب الألباب فلا يغيرك حسدهم ولا تلتفت إلى سفاهتهم، فما من يوم إلا وتزداد حباً ورفعة في قلوب اليمنيين وغيرهم، ولا نرى لك قدوة إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين رجع إلى مكة وقد طرده أهلها وأخرجوه منها، فعندما دخل في فتح مكة قال لهم: ما ترون أني صانع بكم قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، اذهبوا فأنتم الطلقاء، وأنت تشبه النبي عليه الصلاة والسلام، تعود إلى أرض الوطن وأنت تحمل حمامة السلام وغصن الزيتون والحب الصادق للجميع”.
وأضاف: “إننا لا نجد في صفاتك إلا ذلك الرجل المبشر بالجنة الذي قال عنه الرسول (صلى الله وعليه وسلم) وهو قاعد في حلقة بالمسجد قال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة في اليوم الأول، فدخل رجل يحمل حذاءه تحت إبطه يقطر ماء الوضوء من لحيته، فصلى ثم آوى إلى الحلقة، وفي اليوم الثاني يبشر النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفس البشارة فدخل نفس الرجل، ثم في اليوم الثالث دخل نفس الرجل، فتعجب الصحابة رضوان الله عليهم ماذا يصنع هذا الرجل حتى يبشره الرسول بأنه من أهل الجنة ثلاثة أيام؟”.
وتابع: “نظر عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنه - ليعرف ماذا يصنع الرجل ويأتي إليه، ويقول: أريد أن تؤويني عندك، فقال: على الرحب والسعة، فأدخله وبات عنده ليرى ماذا يصنع في الليل من تهجد وعبادات وتلاوات، فرآه في الليلة الأولى يتوضأ ويأوي إلى فراشة ولا يقوم إلا عند سماع السحر ليتوضأ ويصلي ركعتين ثم يتجه إلى المسجد، فقال عبدالله: لعل الرجل متعب، ولعله لم يقم سأنتظره في الليلة الثانية، فانتظر في الليلة الثانية ولم يرَ منه إلا ما رأى في الليلة الأولى، ثم في الليلة الثالثة والرابعة، وقال: يا رجل إن النبي (صلى الله وعليه وسلم) يبشر أنك من أهل الجنة ثلاثة أيام، لم نرَ كثرة عمل وعبادة، وإنا نقوم الليل ونتلو القرآن ونصلي أكثر منك، ماذا تصنع حتى يبشر النبي (صلى الله وعليه وسلم) أنك من أهل الجنة؟ قال له: يا بن عمر والله لا أزيد على ما رأيت، فانطلق عبدالله حتى وصل عند الباب، فقال له الرجل: ارجع فرجع قال له إلا أني إذا آويت إلى فراش ليس في قلبي ذرة حقد على أحد، فقال: عبدالله إذاً هذه”.
واستطرد قائلاً: “لا نرى للفريق الآخر مثيلاً من الذين يتمترسون وراء أهوائهم وحقدهم وحسدهم إلا المرأة التي قال عنها رسول الله (صلى الله وعليه وسلم) حين سأله الصحابة بأنها تقوم الليل وتصوم النهار لكنها تؤذي جيرانها، فقال عنها: لا خير فيها هي من أهل النار”.
وبيّن أن الإنسان الذي ترجح كفته دوماً في ميزان الإسلام هو الإنسان الصادق الصافي من الغش والحسد والضغينة، ولو كان قليل العبادة، لكن الإنسان الذي طوى صدره على مقت الناس وحسدهم وأذاهم وغشهم فإن كفته تطيش في ميزان الإسلام ولو كثرت عبادته.
ووجّه الخطيب العميسي الرسالة الثانية لمن يلمزون وينتقصون من علماء اليمن على قناة الفتنة وهم يعلمون أن العلماء مشائخهم وتربوا على أيديهم وأخذوا العلم منهم، لكنهم نكثوا العهد وخانوا الميثاق فأخذوا يلمزون في العلماء.
وقال: “لا يضير العلماء ذلك، فلقد كان المنافقون في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر حياء منهم اليوم، أما هم فقد سقط حياؤهم وإيمانهم، وأخذوا يلمزون في العلماء كما غمز المنافقون في غزوة تبوك في الصحابة رضوان الله عليهم، وقالوا: إن قراءنا - أي علماءنا، علماء الصحابة - هم أكبر بطوناً، وأخذوا يشتمونهم ويسبونهم، فأنزل الله براءة لأولئك:”يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير”.
كما وجّه رسالة إلى الجنود المرابطين في مواقع الشرف، وقال:”إن إخوانكم الذين سبقوكم بالشهادة حري بكم أن تثبتوا، فلقد سمعتم قول وإجماع علماء اليمن أن دفاعكم ومرابطتكم وحراستكم للمنشآت هو جهاد في سبيل الله، فلا يضركم ما يقوله أولئك وما يفتي به علماؤهم، إنما أنتم في جهاد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون دينه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، وأنتم تدافعون عن ممتلكات الأمة بأسرها، وعن الأمانة التي وليتم عليها”.
وأضاف:” يكفيكم شرفاً قول النبي (صلى الله عليه وسلم): “عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”.. داعياً القيادات العسكرية والأمنية إلى رفع رتبة من استشهد في مواقع الشرف والبطولة وتخصيص رواتبهم والاهتمام بأبنائهم وعائلتهم.
وتساءل لمن أفتى الشباب بأن قتال الجنود جهاد، من أين جاؤوا بهذه الفتوى؟ “كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”، أتقتلون أبناءكم؟ وتحلون دماء من يحرسكم ويؤمنكم؟ أليس لكم قلوب وأبناء؟ ألم يكن لهؤلاء الأبطال الذين يحرسونكم أبناء؟
ووجّه رسالة إلى الذين احتلوا المدارس والجامعات قائلاً:”ها هو الفصل الدراسي على وشك أن ينتصف، وأبناؤنا وبناتنا لم يذهبوا إلى المدارس بوجودكم فيها، هل هذا ما أمر الله به يا من تزعمون أنكم علماء؟ هل أمر الله بتعطيل العلم وتعطيل الجامعات والمدارس وضياع العلم، أم أمر الله بدفع الأبناء لطلب العلم؟”.. مبيناً أن أول خطاب خاطب الله به رسوله (صلى الله عليه وسلم) هو العلم عندما قال له: “اقرأ” أي تعلم العلم.
وأضاف:”يا من أفتيتم ببقاء الثكنات العسكرية وتحويل الجامعات والمدارس إلى ثكنات اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم، وأخلوا الجامعات والمدارس، واتركوا الطلاب والطالبات يطلبون العلم، ألم تزعموا أن من أهداف غوغائكم هو القضاء على الأمية؟ أنتم اليوم تؤسسون للأمية وتجعلون أبناءنا وبناتنا ينشأون على الأمية؟ أهذا من أهداف غوغائكم التي تدعون وتزعمون أنكم تريدون أن تصلوا بالشعب إليها؟”.
ولفت إلى أن النبي (صلى الله وعليه وسلم) أوضح هذه الفتن والأحداث والمخرج منها، وهو ما ذهب إليه بيان علماء اليمن ودعوتهم لتعظيم جميع الحرمات، كحرمة الدماء والأعراض وحرمة الاعتداء على حق التعليم وإغلاق المدارس والجامعات أمام طلاب العلم لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة” وحرمة ترويع وتخويف الآمنين بإطلاق الأعيرة النارية والمظاهرات والاعتصامات التي تسببت في قطع الطرقات وحرمة الاستجابة للدعوات والمخططات المغرضة الداخلية والخارجية الداعية لتفريق الأمة وتمزيق الوطن وحرمة تضليل الشباب وتعبئتهم والزج بهم في أعمال العنف والفوضى.
وخاطب الشباب :” يا من يزج بكم في أتون أنفاق مظلمة لو كان جهاداً كما يزعمون لماذا لا يجعلوا أنفسهم وأبناءهم في مقدمة الصفوف، والجميع يعرف أن أكثر القتلى من الشباب؟ لماذا لم يكن هنالك شهداء من أبناء دعاة الفتنة وكبارهم؟ لماذا يحرمون أبناءهم الشهادة ما دامت شهادة في سبيل الله كما يزعمون، وأبناؤهم وأقاربهم أولى بالشهادة؟ لماذا يحرمونهم الجنة مادامت شهادة ؟ لماذا يغررون على الضعفاء والمساكين والشباب؟.
وتابع:”لو كانت شهادة يا شباب كما يزعمون وكانوا صادقين لرأينا في القتلى من أبنائهم وأقاربهم، لكن للأسف لم نرَ واحداً منهم، ولا ممن لهم صلة بهم، إنما القتلى من المواطنين العاديين الذين يكتوون بنار الفتنة”.
ودعا كافة أبناء اليمن إلى الرجوع لبيان العلماء الصادر عنهم يوم الخميس وقراءته ونشره وتناوله عبر وسائل الإعلام وتعريف الناس الحقيقة، خصوصاً وأن هناك علماء ربانيين أفاضل يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، اجتمعوا وتدارسوا وخرجوا ببيان فيه مخرج لليمن من هذه الفتنة.. وجدّد خطيب الجمعة دعوته إلى الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع وعدم التمترس وراء الأهواء والعقول المريضة التي لا تعرف حقاً ولا تنكر منكراً، فعلماء اليمن قالوا كلمتهم بإجماع لم يسبق له مثيل، وعلى الجميع استشعار المسؤولية في تنفيذ ما أوصوا به العلماء ودعوا إليه.
وقال:”إن علماء اليمن سيظلون على منهج الكتاب والسنة والاعتصام بحبل الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) حتى تخرج اليمن من الفتنة”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.