تقع شمال شرق العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ، على ضفّة وادي أذنه الذي بني فيه سد مأرب التاريخي وأعيد بناؤه في الثمانينيات في عهد الرئيس علي عبدالله صالح، يحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء، ومن الجنوب محافظتا البيضاءوشبوة، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي. تسمية هذه المدينة قديم جداً تعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد، فقد ذكرت في نقوش من القرن الثامن قبل الميلاد باللفظ ( م ر ي ب ) ، وفي بعض النقوش المتأخرة ظهر اسمها باللفظ ( م ر ب ). ويرجح أن التل الذي تقع عليه مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل الف عام، والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة. أهم محاصيلها الزراعية الفواكه والحبوب والخضروات، ويوجد في أراضيها بعض المعادن من أهمها الجرانيت، الاسكوريا، الملح الصخري، الجبس، الرخام والتلك. وتفيد الأبحاث الأثرية الحديثة أن مأرب العاصمة لعبت دورًا كبيرًا في نشوء وارتقاء الحضارة اليمنية، فقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمن القديمة هي دولة سبأ التي بدأت في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً، شيدت خلالها المدن، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة قوله تعالى : “ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية “ .. وقد شهدت مأرب ذروة ازدهار الحضارة اليمنية القديمة طوال المرحلة الأولى والثانية للدولة اليمنية ويرجح البعض أن مأرب لابد أن تكون قد بنيت في وقت ما من الألف الثاني قبل الميلاد؛ إذ لايعرف تاريخ نشأة المدينة على وجه الدقة بالرغم من ورود أسماء عدد من الملوك السبئيين الذين أسهموا في بناء المدينة وشيدوا بعض مرافقها خلال العصر السبئي الأول في بداية الألف الأول قبل الميلاد. على أن نشأة المدينة ربما تكون قد بدأت مع بداية ازدهار الحضارة اليمنية القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد. وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان، وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها، وقد تميزت اليمن بإنتاجها أجود أنواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار، وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكور. وقد ذكرت مدينة مأرب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من بين مخاليف اليمن، ونسب إليها الأبيض بن حمال المأربي الذي وفد على الرسول فكتب له عهدًا وأقطعه ملح مأرب. ومن معالم مدينة مأرب: المدينة القديمة، وتقع مدينة مأرب القديمة إلى الجنوب من مدينة مأرب الجديدة ، وكانت تشتمل على سور محيط بها يحتوي في داخله منشآتها المختلفة مثل المعابد، الأسواق، المنازل السكنية. -مسجد سليمان: ارتبطت تسميته بالنبي سليمان الذي زارته الملكة بلقيس، وهذا المسجد قد اندثر معظم سقوفه وبعض أجزائه خاصة الغربية، ولم يعد يستخدم للغرض الذي أنشئ من أجله. - سد مأرب العظيم: سد مأرب و كذلك يسمى سد العرم، هو سد مائي قديم في اليمن يعود تاريخه إلى نحو الألف الأول قبل الميلاد غير أن نتائج الدراسة التي قامت بها البعثة الالمانية ترى أن فكرة إنشاء السد قد مرت بمراحل عدة وعبر فترة زمنية طويلة ورجحت تاريخ انشائة الى ما بين بداية الالف الرابع والالف الخامس قبل الميلاد، ويعتبر سد مأرب أقدم سد في العالم.كما أنه يعد من روائع الإنشاءات المعمارية واعظم بناء هندسي قديم في شبه الجزيرة العربية.واثر انهيار السد هجر الكثير من سكان اليمن العرب إلى مناطق أخرى في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام. - الجنتان: وتقدر مساحتهما بأكثر من اثنين وسبعين كم مربعا، تبدأ شبكة الري بالقناة الرئيسية الخارجة من السد ثم يليها مقسمات المياه الفرعية، وقد كانت شبكة الري بكاملها مبنية بهيئة جدار تجري المياه في سطحه الذي شكل بهيئة مجرى، وتصل إلى المقسم الذي بني بشكل إسطواني يقوم بتفريع المياه إلى ثلاثة اتجاهات. -معبد عرش بلقيس: يقع هذا المعبد إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة، ويبعد عنها نحو ( 4 كم ) ، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد ( 1 كم) .- محرم بلقيس ( أوام ): يقع هذا المحرم جنوب مدينة مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنة وهو بناء كبير وضخم، تغطي الرمال معظم المنشأة المعمارية وبشكل كثيف.