تلاسن أو خلاف بسيط يفتتح فصولاً دامية يذهب ضحيته عشرات الأرواح وتتشرد بسببه عشرات الأسر وذلك بسبب غياب مسئولي الضبط والحل للصراعات القبلية ........حول أسباب الثارات في عزلة إرياب بمحافظة إب و الآثار الناتجة عنها كان الاستطلاع التالي: قرية المنزل تعتبر قرية المنزل الواقعة في عزلة ارياب أشهر قرية للثأر القبلي؛ حيث تبدو النتائج الكارثية للثأر واضحة للعيان أما بداية المشكلة فخلاف بين شخصين من بني حسين وبني صلاح في العام 2004، ولم يتم حسم القضية في حينها وترك الأمر للعداوة بين الطرفين لتكبر حتى وصلت إلى اشتباك ناري في سوق منطقة كتاب تسبب في مقتل أربعة أشخاص، تبعه اشتباك آخر في نفس سوق المنطقة نتج عنه مصرع أربعة أشخاص، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين الذين يرتادون السوق، وليس لهم في النزاع لا ناقة ولا جمل، لكنهم كانوا ضحية للمتصارعين. يقول الحاج زيد عبده علي قعشة – عضو مجلس محلي سابق وأحد الوجاهات الاجتماعية بالمنطقة: بعد هذه الأحداث قامت الدولة بإرسال أطقم على بني حسين تمركزوا في قرية المنزل لفترة طويلة، دون أن يتم القبض على خمسة مطلوبين من بني حسين مما أدى إلى تطور القضية واستمرار الاشتباكات. وساطات عدد من مشائخ ووجاهات العزلة والعزل المجاورة قاموا بوساطات عديدة لحل النزاع، لكنها لم تنهِ تدفق الدم الساخن من أجساد ساكني القرية.. يؤكد الحاج زيد أن أول وساطة كانت من قبل الشيخ علي صالح قعشة – عضو مجلس النواب عن الدائرة، والشيخ محمد راجح العراسي، والشيخ الجعابي، ومجموعة من مشائخ العزلة إلا أنها لم تؤد لحل نتيجة عدم التزام طرفي النزاع، جاءت بعدها وساطات متعددة، ومحاولات كثيرة لإيقاف القتال. توقف وتجدد يضيف الحاج زيد: بعدها بثلاثة أشهر تم تفريغ البيوت المتداخلة من ساكنيها مع قيام أسر أخرى داخل القرية بممارسة مهام حراسة المنازل لتهدأ الأمور لثلاثة أشهر فقط، ومع قدوم موسم الزراعة بنهاية الشتاء مُنع أفراد من بني حسين من الزراعة، ليتجدد الصراع مرة أخرى. (30) قتيلاً ويزيد الحاج زيد قعشة بالقول: واستمر القتال بعد ذلك خاصة بعد مقتل الشيخ عبده أحمد علي – شيخ بني صلاح الأمر الذي أثار أصحابه، حيث قاموا بتخريب البيوت والمنازل التابعة لبني حسين، وقد بلغ القتلى حتى الآن 30 قتيلاً. قرية الدخلة صراع قبلي آخر يدور حالياً في قرية الدخلة بين بني المناري وأسرة بني سعد حسن، بدأ هذا الصراع في العام 2004بسبب خلاف على “1800” ريال سعودي، كانت بحوزة شخص من بني سعد حسن، بسببها تم منعه من السفر وأدى ذلك لتبادل إطلاق رشقات نارية كان نتائجه مقتل فرد من بني سعد. حسن. تحركت العزل حسب قول الحاج زيد – مع الشيخ علي صالح قعشة وتم تهدئة الوضع وتسليم المتهم للسجن لحل القضية إلا أن إطالة انتظار الحسم في القضية وعدم الوصول إلى حل أضاف إلى القتيل مقتل شخصين آخرين بشكل غامض أحدهما من بني المناري. تضاعف عدد القتلى إلى ثمانية أشخاص أربعة منهم ينتمون إلى بني سعد حسن وأثنان من بني المناري، كانوا حصيلة هذا النزاع – حسب محمد زيد قعشة – مدير مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة كتاب. ويوضح الحاج زيد عبده قعشة أن هناك عشرة آلاف عصبة ممنوعة من الحرث والزراعة، بعد أن تم تشريد أسرة المناري من القرية. قرية الخربة لم تقتصر النزاعات على القريتين الآنفتي الذكر، بل تمتد إلى قرى أخرى ولها بؤر متعددة، يسيل صديدها ودمها في قرية (الخربة) (خربة إرياب) أو (خربة سوق الثلوث) في عزلة إرياب منذ بداية العام الماضي 2009 من كل من بني الرعيني، الصريمي، الصنعاني، الردمي، المشرقي والعايدي. خلاف على أرض ويحدد الحاج زيد عبده علي قعشة سبب هذا النزاع بالقول: كانت البداية الاختلاف على ثلاث جرب (قطع أرض) تابعة لأولاد علي ناجي سرحان، والسبب الأول أنه كانت تجري الاستعدادات لشق طريق من إحداها وحصل اختلاف عندما قام أفراد من بني الرعيني بالدخول بشكل تعسفي لهذه الجربة التابعة لأولاد علي ناجي سرحان، الذين منعوهم من عبور الطريق، وبدأ إثر ذلك احتكام الطرفين أمام محاكم يريم. عدم البت جدد النزاع ويضيف زيد: لم يتم البت الحاسم في القضية في العام الماضي وكرد فعل منع ناجي سرحان من سقاية أرضه، ورغم أنه قام بشراء وايت ماء لسقاية أرضه إلا أنه منع من ذلك أيضاً، تداعى عدد من وجهاء المنطقة للجمع بين أطراف النزاع والبحث عن حل مرضٍ لهما، إلا أن الصراع تجدد بعد عيد عرفة 1429ه - 2008 لينتج عنه إصابة شخصين من بني الصريمي ومقتل شخص من بني الرعيني وإصابة فتاة بجرح بسيط. إثر ذلك اجتمع عدد من المشائخ منهم الشيخ غلاب والشيخ علي صالح قعشة لعقد صلح وحل القضية وأثناء ذلك قام بني الرعيني بقتل شخص آخر من بني الصنعاني وإصابة آخر.. ووصل عدد القتلى إلى (10) أشخاص يتوزعون إلى قتيل من بني الصريمي، ثلاثة من بني الصنعاني، ،قتيلين من بني طيبة، وأربعة من بني الردمي، إضافة إلى تشرد عدد كبير من أسر هذه القرية. شظايا إضافة إلى ما حصده الثأر من الأرواح والأنفس نتيجة النزاعات المذكورة سابقاً، وإضافة إلى ما أحدثته الثأرات من تشريد وإعاقات،فإن هناك شظايا أخرى تلقي بظلالها الداكنة على منطقة كتاب التي أصبحت مأوى للنازحين الذين وصل عددهم إلى (13) أسرة، ورغما عن نزوحهم مازالوا يتعرضون لهجمات من قبل غرمائهم وهو ما أدى لسقوط ضحايا آخرين لا صلة لهم بالنزاعات السابقة وعدم استتباب الأمن كذلك. غياب للسلطات الأمنية والمحلية وعلى الرغم من الوساطات المتعددة التي تم القيام بها من قبل عدد من مشائخ ووجهاء العزلة والعزل المجاورة لإنهاء مسلسل الدم من بؤر الصراع والنزاعات السابقة، إلا أن انعدام صفة الضبط والتنفيذ للقائمين بالوساطات السابقة كان سبباً لعدم نجاح هذه الوساطات وهو ما يقودنا للتساؤل عن دور السلطة المحلية والأمنية بالمديرية بالمحافظة في حل هذه النزاعات.