«حرب البوسنة كانت حربًا بين من جيلي وإلى جيلي، وشعرت بمسؤولية كبيرة تجاهي تكمن في ضرورة معرفة ما حدث تفصيليًا، وكلما أطلعت على الجديد شعرت بالذنب لأني كنت أعرف القليل فقط عن تلك الحرب»، هكذا صرحت النجمة أنجيلينا جولي لموقع قناة «CBS» الإخبارية، والذي كشفت من خلاله عن تفاصيل فيلمها «In the Land of Blood and Honey» الذي قامت بكتابته وإخراجه وتستعرض من خلاله أحداث الحرب الضارية التي شهدتها البوسنة في بداية التسعينيات. وتعرض أنجيلينا جولي في فيلمها الذي وصفته بأنه «وحشي ومؤلم»، ماحدث في البوسنة من اغتصاب للنساء و إبادة جماعية للمدنيين، في غطاء درامي يرتكز على قصة حب تجمع جندي صربي «دانيجل» بفتاة مسلمة من البوسنة «ألجا»، وهي العلاقة المهددة لكون والد ذلك الشاب قائد في الجيش الصربي وهومن أمر بتنفيذ إبادة جماعية لمجموعة من مسلمي البوسنة الذين عانوا طوال فترة الحرب من التعذيب والاغتصاب. وأكدت أنجلينا جولي التي تعمل منذ سنوات كسفيرة الأممالمتحدة للنواي=ا الحسنة لشؤون اللاجئين خلال حوارها مع«CBS» أنها تأثرت بقصة أحد الناجيات التي نجحت في الهروب من يد الجنود الصرب، وقالت: «على الرغم من أن قصتها ليست الأكثر عنفًا أو قسوة، إلا أنها تحطمت بسببها». جولي التي سردت العديد من سبل المعاناة التي تعرض لها الشعب البوسني عمومًا والنساء خصوصًا، قالت إن أبشع الطرق التي استخدمها الجيش الصربي لاذلال النساء في البوسنة، هي ارغامه السيدات كبار السن على الرقص عاريات أمام الجنود، وقالت في حديثها لموقع «CBS»: “كانت لحظة معرفتي بالأمر مدمرة لعقلي، ولا استطيع حتى الىن تجاوز الموقف». ولقسوة الواقعة السابقة، أكدت أنجيلينا جولي أنها تفادت تجسيد ذلك المشهد الذي ترقص فيه سيدات مسنات عاريات أمام الجنود لعدم قدرتها الطلب من أي سيدة القيام بذلك المشهد، لأن الأمر سيكون تعذيبًا لها. وعند سؤال أنجيلينا جولي عن أكثر الجوانب صعوبة خلال تنفيذها فيلم «In the Land of Blood and Honey»، أجابت: «الصعوبة كانت في مدى تقديمنا لرؤية سياسية متوازنة للحدث»، وفسرت إجابتها، قائلة: «مهما كانت نوايانا جيدة ونسعى فعليا لتقديم التاريخ بشكل حقيقي، إلا أن الصعوبة في تحقيق التوازن في الرؤى السياسية تظل قائمة وتطلب منا الكثير من الجهد والنقاش، لأننا أمام ضغط ومسؤولية تفرض علينا تقديم أحداث التاريخ بشكل واقعي ومتوازن». ومن أجل تعزيز الرسالة الفنية التي يهدف إلى تقديمها فيلم جولي «في أرض الدم والعسل»، تم الاعتماد على اللغتين الصربية والإنكليزية لسرد أحداث الفيلم، الذي رشح مؤخرًا لجائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة غولدن غلوب. أنجيلينا جولي التي تدخل بفيلم «في أرض الدم والعسل» مجال الإخراج لأول مرة، بعد أن قدمت أكثر من 30 فيلمًا تحت قيادة أشهر المخرجين، اكدت على أن نتاج عملها كمخرجة في فيلمها الأول يرجع لما تعلمته من المخرجين الذين عملت معهم كممثلة. وصرحت: «تعلمت من كلينت ايستوود الذي أخرج فيلمي «Changeling» كيفية جعل العلاقة بين العاملين في موقع التصوير أشبه بعلاقة العائلة، كما تعلمت منه اقتصاديات العمل السينمائي، وكيفية وضع ميزانية لكل مشهد». «مجموعة عمل رائعة» هكذا وصفت أنجيلينا جولي كل الأفراد الذين عملوا معها من أجل تنفيذ مشروع فيلمها «في أرض الدم والعسل». وعلى الرغم من أن طاقم عمل الفيلم ضم أفراداً من جنسيات مختلفة، إلا أن جولي وجدته طاقة عمل متجانس وأشارت إلى أفراده وخاصة غير الأمريكيين منهم، أنهم ملتزمون و لديهم شغف وحماس لكل عمل له علاقة بالفن، وقالت: «من عملوا معي في ذلك الفيلم وكانوا من تلك المنطقة من العالم أي صربيا، لديهم قدرة هائلة على العطاء والالتزام والمساعدة، لذلك كان العمل معهم ممتعًا وسهلاً».