في مطلع كل عام وأمام كل دورة برامجية جديدة تعيد إذاعة تعز صياغة قوالبها البرامجية بما يتناسب مع رغبات جمهور المستمعين، ويلبي تطلعات المرحلة الجديدة التي تواكبها احتياجات ملحة وضروريات قائمة تأخذ صدارتها في أجندة التنمية المستدامة والتحديث الإعلامي المحلي.. ولإماطة اللثام عن جديد الدورة البرامجية الجديدة للموسم يناير أبريل 2012م يطلعنا الأخ عمار المعلم مدير عام فرع المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون بتعز عما تضمنته الخطوط العامة للدورة البرامجية في إذاعة تعز.. بقاء الإذاعة لاشك أن التطورات السياسية الناجمة عن الأحداث التي مرت في بلادنا قد عكست نفسها على طبيعة أداء بعض المؤسسات الإعلامية على وجه الخصوص, فأين إذاعة تعز مما يحدث اليوم؟ إذاعة تعز التزمت منذ بداية نشأتها عام 1962م خط الانحياز إلى جانب قضايا الوطن والمواطن في تناولاتها البرامجية وتعاطيعها مع هموم الناس ومتطلبات الحياة اليومية كالقضايا الأسرية والسكانية والتنموية والشأن العام وما يلامس حياة الناس في واقع معيشتهم كالزراعة والتربية والثقافة والدين... وهي على هذا النهج تتطور مرحلياً مع تطور احتياجات المجتمع في ظل توجه الشعب اليمني نحو مرحلة الحكم المحلي واسع الصلاحيات, فبات من الضرور أن تتجه مضامين وأهداف برامجنا إلى الوسط الاجتماعي في المحليات لنقل الصورة النمطية لكيفية تفاعل الناس مع تجارب العمل الوطني في مختلف المراحل. وبهذا فإننا لا نجد صعوبة في خدمة المجتمع اليمني في ظل بقاء نظام أو تغيير سياسة معينة أو ذهاب وزير ومجيء وزير آخر، نحن نعمل لليمن وحسب, وهذا سر بقاء الإذاعة العريقة (إذاعة تعز) لما يقارب الخمسين عاماً من العطاء الإذاعي الرصين والمتزن. دورة برامجية متجددة إذاً نستطيع القول أن الإذاعة في ظل تسارع الأحداث التي تمخضت عنها حكومة الائتلاف الوطني ستقدم أنماطاً برامجية مغايرة عن السابق وبما يلبي تطلعات الحكومة الجديدة.. أليس كذلك؟ الصحيح أننا في مطلع كل عام وعلى رأس كل أربعة أشهر نعد دورة برامجية جديدة, وننشد من خلالها تلبية رغبات المجتمع اليمني وجمهور إذاعة تعز, وبما يعمل على تطور بعض البرامج الجديدة وتنفيذها بشكل إعلامي مدروس, وإذا كنا هذا العام قد صادفنا وجود متغير جديد في الواقع السياسي فإننا وبلاشك نعمد إلى تكييف وتوظيف بعض البرامج الإذاعية لما من شأنه ترسيخ قيم التسامح والمحبة والتسامي فوق الصغائر, والترفع فوق الأحقاد بين أبناء المجتمع الواحد حتى لا نوسع شرخ الهوة الاجتماعية المخيفة والعائقة لكل صيغ الوفاق الوطني في المعترك الراهن, وهي مهمة نبيلة وشاقة في ذات الوقت تتولى إذاعة تعز مع باقي المؤسسات الإعلامية الأخرى القيام بها وتجسيدها نموذجاً حياً في أوساط الجمهور اليمني. يمن اليوم ماهو جديد الإذاعة في دورتها البرامجية:يناير أبريل 2021م؟ في المجمل العام وضعت الإذاعة خارطتها البرامجية للدورة الحالية (يناير أبريل) بما يواكب تهيئة الأجواء لشباب اليمن واحتياجاتهم, ومتطلباتهم الضرورية من البرامج الشبابية والمباشرة والتي لا تقف عائقاً أمام تحولات المشهد السياسي العام, وما أفرزته معطيات الواقع الذي نجم عنه المبادرة الخليجية بشأن اليمن. ومن هذا المنطلق فإن البرامج الإذاعية تتمثل في الآتي: برنامج (يمن اليوم) ويسلط الضوء على بعض مشاهد الحياة التي تدعو إلى نبذ التعصب والتفرقة والانهزامية والتكتلات الغوغائية والتي من شأنها الإضرار بوحدة النسيج الاجتماعي لليمن. برنامج (ملتقى الشباب) هذا البرنامج يأخذ في كل حلقة من حلقاته الأسبوعية قضية مجتمعية تهم الشباب كالفراغ والبطالة والمستقبل الجامعي والابتعاث الخارجي والاتجاه نحو إحياء الحرف المهنية وتوفير فرص العمل التي تلبي احتياجات السوق المحلية والانفتاح على مدارك الزمن الجديد كالانترنت ومواقع التشبيك الاجتماعي كالفيس بوك واليوتيوب والتويتر وكيفية الاستفادة منها. برامج (واحة الثقافة), (مواهب وإبداعات), (البيت السعيد), (صحتك بالدنيا), (اليمن في قلوبنا), (منتدى المستمعين) إلى جانب العديد من البرامج الإذاعية التي من خلال استقراء رغبات الجمهور المستمع رأينا ضرورة بقائها في خارطتنا الإذاعية, كونها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً, بين الناس والإذاعة. وفي مجملها برامج تنموية تخدم المجتمع (الأرض الطيبة), (فاسألوا أهل الذكر), (شخصيات خالدة), (عيادة على الهواء), (ما يطلبه المستمعون), البرنامج اليومي الشهير والمحبوب (سعيد وسعيدة), وبرنامج (الواطن والقانون)... وغيرها من البرامج التي عرفها الناس ولا يسع المجال لذكرها. صعوبات بالجملة سؤال يبدو تقليدياً كالعادة لكننا لا نجد حرجاً في أن نورده إليك ماهي الصعوبات التي تتمثل أمام قيادة إذاعة تعز في المرحلة الراهنة وتعوق تطور العمل الإذاعي نحو الأفضل؟ هو ليس تقليدياً وإنما مطلب ملح، وهي الإمكانيات المالية والبشرية, فقديماً كنا نشكو من عدم قدرتنا على مواجهة التطور الإذاعي في ظل وجود الأجهزة العتيقة والإرسالات الإذاعية المحدودة, والحمدلله استطعنا أن نتجاوز هذه المرحلة بفضل من الله, وأصبح صوت الإذاعة اليوم يشق آفاق السماء ليغطي قرابة 14 محافظة يمنية, وهو أمر لم يكن وارداً حتى في الحلم حين كانت أصداء برامجنا الإذاعية لا تصل إلى قاع الحوبان, ثم وبفضل من الله أيضاً وتقنية الشبكة العنكبوتية (الانترنت) صار بمقدورنا أن نلمس أصداء برامجنا عبر مستمعينا في كل أنحاء العالم على الرابط الإذاعي www.taiz radio.net. لكن الصعوبة الحقيقة تتمثل بحاجتنا إلى المال الذي يمثل عصب التطور الإعلامي, فمن غير المعقول أن نظل نعمل على موازنة محدودة تم اعتمادها قبل 7 سنوات, وأنت تلاحظ الارتفاع المذهل في متطلبات الحياة, والغلاء الفاحش الذي طحن الناس, فالمذيع الذي كان يتقاضى أجراً برامجياً لا يزيد عن 20 ألف ريال قبل 7 سنوات لا يمكن أن يقبل اليوم بأقل من أربعين ألف ريال, على أقل تقدير, في حين أن موازنتنا نحن ما زالت كما هي, ولعلك تستغرب حين اقول لك ان موازنتنا مرصودة منذ كان سعر دبة البنزين 700 ريال, أما اليوم فقد قفزت إلى مصاف مهوول وارتفاع مخيف, تتوقف معه قدرتنا على تجاوز ساعات البث الإذاعي واستمرارية الفترة المسائية, وزيادة عدد ورديات العمل، بل إن الموظف في أحايين كثيرة يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى مقر العمل إذا لم يلحق باص الإذاعة الذي يتحرك في محطة الانطلاق صباحاً, والعودة مساءً فقط بعد أن كان يعمل على ست محطات متكررة. وإذا انعدم المال بهذا الشكل الملحوظ فالقياس على ذلك أمر وارد في كل الشئوون الأخرى, الهندسية والإدارية والبرامجية والصيانة والتشغيل والحوافز والنفقات التشغيلية الأخرى. السلطة المحلية تتفرج علينا أين موقع السلطة المحلية من دعم الإذاعة باعتبارها جهازاً إعلامي يلبي احتياجاتها ويواكب أنشطتها وفعالياتها؟ طرقنا أبواب السلطة المحلية مرات عديدة ووقفنا على أعتاب كل مكتب تنفيذي, وكل من اقتربنا منه شبراً, فرّ منا باعاً, والحال هو الحال, الكل يريد منا أن نسلط الضوء على مناشطه وفعالياته, والكل يريد منا التركيز على همومه وقضاياه, والكل يريد منا أن نتواجد في كل موقع وحفل وحجر أساس, لكنهم في آخر الأمر يقفون من احتياجاتنا ومتطلباتنا كجهاز محدود الموارد موقف المتفرج عديم الحيلة, على الرغم من أن كل مكتب تنفيذي لديه بند خاص بالنشاط الإعلامي والتغطية الإعلامية, ولا نعرف مصير هذه البنود الكسيحة, ولا نحب أن نعرف, دع الخلق للخالق. قناة فضائية في تعز أين وصل مشروع إنشاء قناة فضائية في تعز والتي سرت بعض المعلومات غير المؤكدة عن نية الحكومة في تنفيذها هذا العام؟ مشروع القناة الفضائية في تعز تعثر جراء هذه الأحداث التي مرت بها بلادنا, شأنه شأن كل المشاريع العملاقة التي خطط لها أن تقام في تعز وأنتم على علم كبير بها وفي مقدمتها تحلية مياه البحر وتوسعة مطار تعز وإنشاء المدينة الطبية المتكاملة وتأهيل ميناء المخا للنشاط البحري والتجاري.. الأحداث المتسارعة عكست نفسها على كل شي, بل نكاد نقول إن الحياة التنموية توقفت عشرة أشهر. وحالياً تجرى الاستعدادات لإنشاء استيديو تلفزيوني محوري في منطقة ثعبات ليتولى مهمة التغطيات التلفزيونية لمجمل محطات العالم الفضائية, باعتبار أن الأحداث الأخيرة قد فرضت على تعز أن تصبح واجهة لأنظار المحطات الفضائية, وبات من الضروري إنشاء هذا الاستيديو المزود بكافة الإمكانيات والكاميرات, وهو ما طرحناه على الأخ علي العمراني وزير الإعلام , وأبدى حماساً كبيراً لتنفيذ الفكرة, ونسأل الله أن نوفق في هذا الأمر, وأن لا يعيق التنفيذ أي عائق مستقبلي.