على إيقاع الطبول ووسط حشد غير مسبوق وزغاريد وأهازيج أدلى شباب ساحة التغيير في العاصمة صنعاء بأصواتهم لمرشّح التوافق الوطني عبدربه منصور هادي بالمراكز الانتخابية في كلية التجارة وكلية الشريعة وكلية التربية. وقد اصطف المئات في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم, مؤكدين أن ال21 من فبراير أنهى حكم صالح إلى الأبد والدخول في مرحلة جديدة تستمر معها الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها, وانتظم المعتصمون في مسيرات حاشدة متجهين صوب مراكز الاقتراع مردّدين: “من أجلك يا بلادي، رشحنا منصور هادي”. وشهدت مراكز الاقتراع زحاماً شديداً منذ الدقائق الأولى للاقتراع, وتوزعت في الساحة كاميرات مراسلي القنوات ووسائل الإعلام المحلية والخارجية تتابع الحدث التاريخي الذي تعيشه اليمن. وكان عدد من المعتصمين في جوار المنصة يؤدون الرقصات الشعبية ويرددون الأهازيج الشعبية, وجرت عملية الاقتراع في مراكز الرجال والنساء بصورة رائعة رغم الزحام. وفي كلية التربية المركز الخاص بالنساء كان الحشد كبيراً, وقد أدلت الناشطة توكل كرمان - الحائزة على جائزة نوبل للسلام - بصوتها صباح أمس إلى جانب مجاميع كبيرة من شباب ساحة التغيير في العاصمة صنعاء. وفي كلمة مقتضبة وجّهت توكل كرمان التهاني لكافة اليمنيين والشباب في كافة الساحات بانتصار أول مرحلة من مراحل الثورة الشبابية الشعبية, ووصفت توكل هذا اليوم بالإنجاز الثوري، وأنه يمثّل يوماً تاريخياً فارقاً في حياتهم وعيداً لكل اليمنيين الذين يدشنون اليوم مرحلة بناء اليمن الجديد. وعبّرت عن هذا اليوم بأن هذا اليوم الذي يعيشه اليمنيون في كل ربوع اليمن ليس إلا نتاج تلك التضحيات التي ضحّى من أجلها شباب الثورة، ونتيجة صبرهم لعام كامل في ميادين الساحات والتغيير. وقالت: عنوان المرحلة القادمة (معاً) وسنبني معاً اليمن الجديد برئيس جديد لفترة محددة بسنتين يقوم فيها عبدربه مع كل اليمنيين وشركاء اليمن في الداخل والخارج بتحقيق أهداف الثورة الشعبية اليمنية. وفي الكلمة دعت الرئيس الانتقالي ورئيس الحكومة الانتقالية إلى العمل على تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية، وأن شباب الثورة سيكونون مراقبين على أدائهم وشركاء في صياغة جميع تفاصيل المرحلة الانتقالية وصولاً إلى الدولة المدنية الحديثة.