من يقرأ بإمعان أحوال الكرة اليمنية، ويتابع بتمحيص تفاصيل ودقائق الأمور، ويلم بمجريات وخفايا الوزارة الرياضية بإداراتها والاتحادات بفروعها والأندية وإداراتها والمكونات الأخرى ذات الصلة بالقطاع الشبابي والرياضي ، فإنه لا شك سيتفق معنا أنها تعاني الإدمان على العشوائية وينطبق عليها القول الحكيم ( تؤكل الحبة من داخلها) والمعنى أن السوس تنخر في المؤسسات الرياضية ولها دبيب الأرضة التي تبدو عمياء ضعيفة وحقيقتها أنها تمتلك قدرة تدمير قياسية بمثل امتلاك سوس الوزارة والاتحادات والأندية إمكانات عالية الفولت ومهارات فائقة النوعية في ابتلاع الملايين من الريالات واليورو والدولار وإزاحة الكوادر الكفوءة والتسلق لكراسي المسئولية ومصدر القرار بحيث يتمكنون من ممارسة سياسة الاستنزاف باستراتيجية ثلاثي المتحزبين طفاح وذراعيه باقص وبعساس!!. عندنا وعند الأمم الأخرى سياسة الاستنزاف تلك تعتمد بوجه خاص على العلاقات والتربيطات والمصالح الحزبية الضيقة التي انتقلت إلى الرياضة ومؤسساتها فأصابتها بالقزمية وامتصت مخصصاتها المالية وتوقفت الإبداعات وغابت الكوادر وذهبت السياسة بروح الرياضة سواءً أكان ذلك في وزارة الشباب أم في الاتحادات أو حتى في مكاتب الوزارة والأندية إذ يتلقى مسئولوها التوجيهات من أحزابهم كأن الأندية فروع لها هذا عندنا.. أما في العالم كله تمضي الأمم تتقدم كروياً في دروب النجاحات وتتطور لديها فلسفة اللعبة العالمية – كرة القدم – وتحرز البطولات والألقاب والكؤوس القارية والدولية ويتواجد رياضيوها في المسابقات الأولمبية والبطولات العالمية، سفراء لبلدانهم فيؤدون أفضل من السفارات الدبلوماسية ويتعرف عليهم الملايين من سكان المعمورة ويثبتون أسماء أوطانهم ويؤكدون امتلاكهم للقدرات والإمكانات والمواهب الفطرية والمهارات التي ناضلوا واجتهدوا كثيراً ليمتازوا بها وينالوا الإعجاب والجوائز وتعزف لهم النشيد الوطني لبلدانهم وترفرف أعلامهم ويقف الجميع تقديراً واحتراماً لهم لأنهم فازوا بالميداليات والكؤوس والدروع وألوان الجوائز العالمية في الرياضة وبخاصة كرة القدم. كل ذلك لان أولئك استطاعوا تنفيذ استراتيجيات واضحة وخطوا خطوات مدروسة مبنية على العمل المتفاني والمخلص والتفعيل الصحيح للقاعدة السليمة في معطياتها والطبيعية في نتائجها والتي تنص على أن : تطويع السياسة لخدمة الرياضة يفضي إلى التقدم الرياضي وحصد الألقاب المحلية والقارية والعالمية، وتبعية الرياضة للسياسة يفرغها من مضمونها الإنساني الثقافي والتنافس بين القدرات والمهارات الرياضية ويجعلها فرعاً سياسياً بلافتة رياضية.. الكلمة الأولى فيها للنزاع الحزبي والفلسفة التي تفضلها التنظيمات والحركات السياسية فلا تنمو رياضياً ويكون مآلها إلى اندثار وفناء وضحالة وضعف كما هو حاصل عندنا منذ عقود. إسقاط «هبل السياسة» إن المؤسسات الرياضية باتت تطالب بثورة مماثلة لثورات الربيع العربي للتخلص من تسلط السياسيين عليها وصولاً إلى الانعتاق من داء الأدواء وأسوأ المعضلات التي أرهقت كاهل الشباب والرياضيين متجسداً (بهبل السياسة) وبدلاً عن شعار ثورات الربيع العربي الشعب يريد إسقاط النظام، سيخرج الشباب مرددين (الرياضيون يريدون إسقاط هبل) والرياضيون يبحثون هذه الأيام عن مواضع لخيهمم للاعتصام ورفع شعار ثورتهم (ارحل ياطفاح) و(برع برع ياباقص) و(حاكموا بعساس الرياضة)!! فقد بلغت بالشباب والرياضيين الحلقوم منذ تمت إزاحة الكوادر القادرة على تمثيل بلادنا في المحافل الدولية خير تمثيل.. وداهن المتحزبون في الرياضة المنتمين إليهم والمقربين منهم نسباً وصهراً ولما تفلت منهم بعض المبدعين واستطاعوا بقدراتهم إثبات جدارتهم وإحراج الثلاثي الحزبي طفاح وباقص وبعساس.. ومنهم لاعب الجودو والذهبي الدولي علي خصرف خصروف والجمبازي الذهبي ونشوان الحرازي وهناك رياضيون وشباب ضحايا «هبل السياسة» غادروا الحياة الرياضية في شبابهم وعمرهم الربيعي بسبب تسلط المتحزبين الذين يؤدون دور السوس بسياستهم القاتلة للرياضة والمؤسسة للحزبية في محاضن الرياضة وألعاب القوى، لأن ذلك حسب أجنداتهم السياسية من شأنه الإسهام في التفوق على منافسيهم في الانتخابات النيابية والرئاسية بجمع عدد كبير من الوسط الرياضي إلى صفوفهم بعد أن يعمدوا إلى تقديم بعض التسهيلات و(الجمائل) كديون ينبغي الوفاء بها بالتصويت عند الاقتراع في الانتخابات أو تحويل جزء من هؤلاء الشباب إلى بلاطجة عند اللزوم في صورة تجسد الفوضى الذهنية للإدارات الرياضية، القادمة من أنفاق ودهاليز الأحزاب السياسية وإن شئتم التثبت مما نزعم ليس عليكم سوى النظر إلى إدارات الأندية لتروا أنها مركبة من وكيل وزارة أو وكيل محافظة أو مدير عام مرفق حكومي ونادراً ما تجد في التشكيل الإداري فرداً خالياً من الأمراض السياسية أو قادماً من الوسط الرياضي غير المسيس. بإيجاز شديد الرياضة تريد إسقاط هبل السياسة وتصفية أزلامه طفاح وباقص وبعساس ممن يدمرون ولا يبنون وينهبون ولا يهبون ويدعممون ولا يدعمون ويفهمون اللف والدوران والخداع والمكر وإقفال ومغلقون فيما له صلة بالشباب والرياضة .. والله يشفى رياضتنا من (علعلة) المتحزبين أياً كانت انتماءاتهم.. آمين