المنبه وعيناه لا تزالان مغمضتين، نعتني بالفاشل وأيقظني بكسل. مثقلاً ببقايا النوم أفرغ محتويات الدولاب، جميع ملابسي غير مهيأة للارتداء. أسحبني إلى المرآة.. فيها أشاهد بابتسامهَ ثور الشيب يحرث شعري الأسود حدقاتي تركت حواف سوداء وعادت أمتاراً إلى الداخل كان ذقني الكثيف من ينمو..فلمن يا شفرات الحلاقة استخدمك.!. عدت إلى الفراش لأضع حملي الناعس..لفت انتباهي شخير المنبه تحت اللحاف.. أشفقت عليه وقعدت أتأمل النوافذ.. “1” فتحت نافذة الوطن ورأيت: البنادق تسقي الضيعة الورود تحمي الشوك. و مجموعة نجارين يشذبون الأشجار.! الفؤوس تعلف الحشائش وتجني القطاف. كان البستاني في الزريبة.. وكانت الذئاب قد انقسمت حين شحذت سكاكينها في ليالي الاختلاف. وكنت حين أراها في الصباح قد توقفت تحلب البقرة. الحظيرة تتسع فقط..والذئاب تحرسها من السرقة.!. “2” فتحت نافذة المستقبل: رأيته يمارس مهنته القذرة في نصب الفِخاخ انتقاء الضمائر التالفة وضمها رأيته في الحانة يسكر ويدس في نهود الراقصة مبلغاً من المال.. للأسف، لازلنا نلعب معه “الغميضة” ونغفر خداعه. وسيف التشرد قد سبق اكتشافنا. “3” فتحت نافذة القلب: السلطان “نيكوتين” لا يزال نائماً الحب في المعتقل والكريات الحمراء تغلي في الشرايين.. الإرادة في غرف التعذيب.. والأمل مَخفي قسراً. فيما عمال مضخة الدم يوزعون المنشورات تمهيداً للإضراب، وسيثورون حتماً. سَبقت عاصفة الصباح إغلاقي النافذة وولجَت.. كتبت على المقتنيات التي بَعثرتهَا في الغرفة، الأرض خراب والحزن بصحة جيدة. وفيما الحقيقة من غيابها تضحك علينا كُلنا وتَشفِق، كان المجنون وحده من يرى ذلك. فيا جلجامش: فتاة ألحان التي سألتك إلى أين تمضي وأنت تبحث عن الخلود، كانت محقة وهي تقول لك:“الحياة التي تبحث عنها لن تجدها”.. فوجدتها ملحمتك الباقية..و (كافتيريا) ليهودي عراقي في إنجلترا تحمل اسمك، ما تركته لك الأفعى من النبتة. أُنادمك يا شبيهُنا: تلك الأرض، وهذا الأفق.. تأكلنا الأفاعي الآن.. نمضي للضياع حيث الأشرار خالدون فقط.. وحيث سكاكينهم المغروزة على خواصرنا الدليل، في الأفق رذاذ غبار يطرح الشمس أرضاً.. و مطر لا يعرف أين يهطل.!