لطالما كانت تعز ولاَّدة بالمبدعين والمجيدين في شتى الألعاب التي يمارسها رياضيو بلادنا كما أن الأندية فيها أفرزت نجوماً لامعين في الرياضيات المتنوعة ، وكلما فتشت في منتخباتنا الوطنية ستجد منهم الكثيرين . وحتى عند ركود الألعاب، وجمود الحركة الرياضية لأسباب تتعلق بجفاف الدعم اللوجستي والمالي والمعنوي ، تموت الأنشطة أو تحتضر الألعاب في معظم الأندية اليمنية ، ويهجرها اللاعبون، إلاَّ الحالمة تظل تقاوم الصقيع والقحط والجدب كنبات الصبَّار ، وشجر النخيل ، وتبقى الرياضة والرياضيون فيها يتشبثون بالتفاؤل الذي تولده العزيمة والإصرار، والتفاني والإخلاص في سبيل تحقيق الانتصار على الظروف الاستثنائية . إيقاف وتجميد أكبر تجسيد لهذا الأنموذج، ألعاب الكاراتيه والكونغ فو والتايكوتندو ومعها لعبة البنجاك سيلات التي لاتذكر إلاَّ ومعها النجم المتألق، والكابتن النشط ، ومؤسسها في محافظة تعز الأخ بشير البخيتي ، الذي دفع دم قلبه ،من أجل تأسيس وتجذير لعبة البنجاك سيلات ، وتوسيع رقعتها في المحافظة الحالمة ، المتصدرة لها واقعاً .. وتطورت بفضل جهوده وتفانيه في الوقت الذي كان رئيس الاتحاد العام للعبة وأمينه العام وبقية مجلس إدارته في الاتحاد السابق والمشكل حالياً يتصارعون على مصالحهم الشخصية ، ليعلن وزير الشباب والرياضة حمود عباد عام 2008م إيقاف لعبة البنجاك سيلات وتجميد أنشطته على طريق شطبها من قائمة الألعاب . إعادة الاعتبار لتعز أما تعز فلم ينظر إليها قرار الوزير السابق حمود عباد ولم تقنعه اجتهادات الأخ بشير البخيتي رغم أنه أبقى على اللعبة واستثمر بعلاقاته الطيبة مع القطاع الخاص في سبيل إقامة الدورات والبطولات لاستيعاب المئات من لاعبي الأندية والمراكز التي تطورت بوجودها هذه اللعبة .. وكنت متتبعاً وراصداً لذلك تارةً لصحيفة الجمهورية وتارات أخرى للثورة والرياضة الأسبوعية في الوقت الذي لم تتحرك سواكن معظم الذين يتبوأون مقاعد إدارية في الاتحاد عقب إعادة النظر في تجميده وإيقاف قرار حمود عباد الوزير الأسبق لنشاط اللعبة.. ولأن الوزير الشاب معمر الإرياني استمع إلى الكابتن بشير البخيتي عندما التقاه بمكتبه في صنعاء, وهو يشرح له الجهود التي بذلها وإلى أين بلغ باللعبة رغم تنفيذ قرار التجميد, إضافة إلى تصحيح الصورة التي نقلتها تقارير بطانة التدمير, ممن يرتبطون- للأسف الشديد- بشخصيات تم تعيينها مؤخراً ضمن إدارة اتحاد البنجاك سيلات فأقنع البخيتي الوزير الإرياني بالوثائق والملف المزدحم بإنجازات لاعبي هذه اللعبة, وتواصل الاتحاد العالمي للبنجاك سيلات وتتبعه للفعاليات والمناشط والدورات التنافسية التي حافظت على اسم بلادنا ضمن الدول الممارسة لهذه اللعبة العالمية .. فقرر الوزير الإرياني إعادة الحياة للاتحاد العام للبنجاك سيلات.. لكنه نسي أن يعيد الاعتبار لتعز ولهذا الرجل والجندي المجهولة جهوده لتستفيد منه اللعبة وممارسوها.. ولايليق بأن يتم الزج ببعض الأشخاص الذين منحوا مرتبة فنية, ولانصيب لهم من الخبرة الفنية المطلوبة.. فالأسماء تقاسمت فيما بينها المناصب بالتراضي والمراضاة, وليس بالتخصص والكفاءة الإدارية والفنية.. وتم تهميش بشير البخيتي قصداً ثم منحوه عضوية في مجلس الاتحاد كمسئول علاقات بما يعني بفصيح العبارة”إفشاله” وتحجيم حقه في رئاسة الاتحاد الذي أماته هؤلاء المتقاسمون الكراسي خلال ولاية حمود عباد, فيما كان هو ينفخ في اللعبة الروح طوال التوقف, ليؤكد أنه أفضل كادر فني وإداري, يمتلك مقومات رئيس الاتحاد, إلا أن علاقاته كما يبدو مع الإدارات المعنية في الوزارة, ليست بقوة علاقات تلك الأسماء التي لاشأن لأحدها باللعبة سوى أنه مقرب من الوزير الإرياني, الذي لاندري كيف وافق على إشراك اسم شخص لاصلة له من قريب ولا من بعيد بالبنجاك سيلات, وآمل أن يقوم الأخ الذي نلمح إليه ولانصرّح به بلانسحاب من اتحاد البنجاك وعدم القبول بهذه المهمة, والتفرغ لمهامه المتصلة بمكتب الوزير معمر الإرياني, وأن يربأ بنفسه عن الدخول في إحراجات للوزير.. على أن لايعتبر هذا استقصاداً بقدر ماهو تصحيح وتصويب, لأن الصحافة لن تصمت عن ذلك.. قرار طائش.. وقرار مستعجل ولمعرفتي بالأخ عبدالحميد السعيدي الوكيل المساعد للوزارة فلا أظن أنه ومعه مدير إدارة الاتحادات والأندية الأخ عبدالله الدهبلي يوافقان على التشكيل الإداري لاتحاد البنجاك سيلات بوضعه الحالي, بعد الجحود والنكران والإجحاف الذي طال أفضل كادر فني في هذه اللعبة ومحاولة التخلص منه, رغم كفاءته وعمله الدءوب وإثباته أن الخلل كان في الشخصيات المتنازعة على مصالحها وليس في اللعبة التي استمرت خلال فترة إيقاف الاتحاد بقرار وزاري, لأن القاعدة والبنى التحتية في تعز على وجه الخصوص متواجدة واقعاً وحقيقة ملموسة, ونشاطاتها هي التي أبقت على حياة اللعبة التي تسبب قرار وزاري مستعجل في تقريب نهايتها, وابتداء انقراضها من خارطة الرياضة في بلادنا, وحرمان شريحة مهمة من الرياضيين وجمهور اللعبة.. ولاينبغي أن تتم معالجة القرار الطائش بالإيقاف بإصدار قرار تستعجل فيه وزارة الشباب والرياضة تشكيل الاتحاد مثل السندوتش والوجبة السريعة, فلا يتم البناء لأي صرح إلا باللبنات الصالحة المتوافر فيها مقومات تشييده بطريقة صحيحة.. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب تعني منح الفرصة أهل الكفاءة التقدير, وتكليفهم حسب مقدراتهم وإمكاناتهم, لتوظيفها في تطوير لعبة البنجاك سيلات, ويتفق معي الأخ الوزير معمر الإرياني, ووكلاؤه ومدراء إداراته أن تعز برهنت على استحقاقها لرئاسة اتحاد البنجاك سيلات, لأنها أفرزت كوادر كفؤة فنياً وإدارياً, وحافظت على ديمومة اللعبة, في الوقت الذي كاد المتمصلحون أن يدفعوا بالوزارة لوأدها, وقتل الحياة النابضة بهذه اللعبة بفضل الله أولاً ثم بجهود الكابتن بشير البخيتي, الذي ينجح بالإبقاء على الأمل, وكانت مجموعة الخير للمرحوم هائل سعيد أنعم فضل أيضاً في ذلك كما هو عهدنا بها في دعمها للرياضة والرياضيين.. وعليه فإن من الإنصاف ومصلحة اللعبة إعادة النظر في قوام التشكيلة الإدارية لاتحاد البنجاك سيلات.