يظل الحديث عن نجوم الزمن الجميل في كرة القدم حديث ذو شجون وسوف يظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإذا ما عرجنا على بعض نجوم تلك الحقبة الذهبية في رياضتنا اليمنية خصوصاً في مطلع العقد السادس وبدايات العقد السابع من القرن المنصرم فإننا سنتوقف عند كثير من القامات السامقة والعطاءات العملاقة كما هو الحال مع نجم هذه الإطلالة من حديث الذكريات والذي يعد من أبرز نجوم كرة القدم اليمنية إبان تلك الفترة الذهبية التي كان عنوانها الأبرز الإمتاع والإبداع في آن واحد. أتدرون من هو؟ إنه اللاعب الأنيق والمهاري الأروع فاروق عبده قائد ومن منا لايعرف فاروق وإبداعاته وعطاءاته التي طالما سحرت الألباب ومنعت الأحباب حيت برزت نجوميته في ملاعبنا المستطيلة غير المعشبة في مطلع السبعينات من القرن المنصرم عبر ناديه طليعة تعز نفذ كان نجمنا الجميل محط إعجاب الكثيرين في ناديه وفي غير ناديه على مدى أكثر من عقد من الزمن بعد أن قدم لمحبيه ولناديه الطليعة أرقى وأعذب السمفونيات الكروية كأفضل لاعب وسطعها جم عرفته ملاعبنا المستطللة خلال فترة السبعينات وهي الفترة التي كانت تعج بكوكبة من أفضل نجوم الكرة اليمنية في كل من تعز وإب وصنعاء والحديدة. يوم أن كان يشار إليه بالبنان في أكثر من مواجهة كروية خصوصاً تلك المواجهات التي كانت تجمع فريقه الطليعة مع خصمه التقليدي أهلي تعز وعلى وجه التحديد الفترة التي أنتقل فيها اللاعب الكبير عبدالعزيز القاضي من فريق الصحة إلى النادي الأهلي والذي استعان به في احدى مواجهاته الكرويه في القرن الأفريقي ومن ثم وقع معه عقد أعلى فني الطائرة التي أقلت الفريق. وفي تلك ا لمواجهات التي كانت تجمع الفريقين كان نجمنا الأروع فاروق عبده قائد يسخر الكثير من امكاناته الفنية كي يمنع نفسه أولاً ويمنع جمهور المشاهدين ثانياً ولم يجد فاروق عبده قائد من وسيلة على طريق ذلك الإمتاع سوى البحث عن صانع الألعاب عبدالعزيز القاضي كي يستخلص منه الكرة ويضطلع بكم ترقيصه مستعرضاً مهاراته التي طالما انتزع من خلالها آهات الاعجاب حتى من لدن الخصوم ونظراً لعشقه الجم في إبراز تلك المهارات التي كانت تروق الكثيرين حتى وإن لم تخدم مجمل الأداء الكروي لفريقه كان يبرز مابين الفينة والأخرى من زملائه في الفريق من يطالبه باللعب السريع أو الون تو وفي واحدة من المواجهات المفصلية لفريقه الطليعة أمام الأهلي وخلال الوقت الذي ظل فيه مسيطراً على الكرة وهو ينططها من القدم إلى الرأس إلى الركبة ومتقدماً نحو الأمام ولكن بطريقة استعراضية جاءه زميله المهاجم جميل. وخطف منه الكرة ليقول له يا أخي مش وقت وأنطلق بها صوب المرمى الأهلاوي وفي اعتقادي لو أن فاروق عبده قائد سخر تلك الإمكانات المهارية الفائقة لخدمة الفريق الطلعاوي وليس فقط لحالات الامتاع والابداع لكان خطف الأضواء من عديد النجوم أمثال القاضي وبشير وسالم عبدالرحمن وغيرهم من نجوم الوسط والمقدمة لكن إبان تلك الحقبة الإفصاح عما بداخله من ملكات وإبداعات كروية ربما لم تتوفر إلا لدى القليل من أقرانه وفي اعتقادي بأن مرحلة دراسته للحقوق في دولة الكويت خلال الفترة من 73-77م ساعدته كثيراً على صقل وتنمية تلك المهارات يوم أن كانت الكرة الكويتية تعيش في أوج مجدها وألقها وعنفوانها بوجود كوكبة من أبرز النجوم أمثال جاسم يعقوب – فيصل الدخيل – فتحي كمبل – حمد بوحمد – الطرابلسي – عبدالله معيوف – مسعد الحوطي وآخرين لايتسع المجال هنا لذكرهم حيث كانت متابعته ومشاهدته لعطاءاتهم الكروية عبر المنتخب الوطني وعبر النادي الملكي القادسية كبير الأثر في تعزيز تلك الإمكانات التي كان يحرص على تنميتها وتطويرها بصفة مستديمة عبر اسهاماته الفاعلة في تأسيس فرع لنادي الطليعة في دولة الكويت من خلال كوكبة من الطلبة النجوم. الذين كانوا يشاركوا في عديد المنافسات الكروية لجامعية ولهذا وذاك كلما كان يغادر دولة الكويت إلى أرض الوطن كان يسهم مع فريقه طليعة تعز بجاهزيه بدنيه وفنيه وذهنيه غاية في الروعة والجمال وخلال مشاركاته الكرويه مع فريقه كلية الحقوق بجامعة الكويت والذي مثل الجامعة خير تمثيل جاءه مدرب سن 16سنة وخاطبه بإعجاب جم وبأسف شديد قاتلاً لو لم يكن قرار المنع للاعبين الأجانب سارياً ولم يدخل حيز التنفيذ لكنت سجلتك ضمن فريق القادسية لتلعب بجانب نجوم الفريق والمنتخب جاسم يعقوب – فيصل الدخيل إلخ فالإمكانات التي تتمتع بها لاتقل شأناً عن أولئك النجوم وفي دولة الكويت أيضاً برزت نجومية الداهية الفنان فاروق عبده قائد ضمن فريق فرع الطليعة الذي أسهم شخصياً في جعله فرعاً للطليعة بتعز يوم أن كان يشارك في المنافسات الكروية للجالية اليمنية التي كانت تمتلك 25فريقاً من الشمال والجنوب في دولة الكويت وكان فاروق والطليعة ممن يشار إليهما بالتقدير والإعجاب. وعلى مستوى المواجهات المحلية مع طليعة تعز تظل مواجهة الطليعة مع وحدة صنعاء من أهم المواجهات التي خاضها فاروق مع لقبه الأبيض وهي المواجهة التي أنتهت بالتعادل الايجابي بهدف لمثله حيث كان الفريقان يضمان في صفوفهما ألمع نجوم الكرة مثل العذري والجرادي وبشير في الوحدة وفاروق وباقي أعضاء الكتبية البيضاء وفي تلك المباراة جاء هدف التعادل بواسطة النجم فاروق عبده قائد الذي استغل خروج حارس المرمى الوحداوي ليسدد كرة ذكية ومتقنة ومن مسافة بعيدة لم ينتبه الحارس لها إلا وهي تهز الشباك وعقب انتهاء المباراة وفي حالة غريبة ونادرة نزلت جماهير الوحدة من المدرجات لتهرول بفرح منقطع النظير صوب النجم الأروع فاروق عبده قائد. لتعانقه وتقبله تعبيراً عن إعجابها الشديد بلمساته الجميلة طوال المباراة والتي عززها بهدفه التاريخي في مرمى الفريق الذي تؤازره لكنه الاعتراف بروعة العطاء والإبداع الذي تواصل حتى اليوم في نجمنا فاروق ولكن في مجال الحقوق والمحاماه.. وللحديث بقيه إن شاء الله.