ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيتام الدار: حرمنا منذ 3 سنوات من تنوع الغذاء وتوفر الدواء والملبس ومنذ 4 سنوات بلا أنشطة وما زلنا في زمن المطالبة بالعشرة ريالات !
دور الأيتام في اليمن بين العوز وتخلي المعنيين
نشر في الجمهورية يوم 03 - 05 - 2012

تعتبر دار الأيتام بصنعاء من أوائل دور الأيتام في اليمن والخليج العربي تأسست عام 1922م ,مرت الدار بمراحل متعددة وشهدت تحولات كبيرة منذ تأسيسها , وانتقلت من مكان لآخر فكانت البذرة الأولى هي مكتب الأيتام حتى استقرت بشكلها الحالي في شارع تعز بالعاصمة صنعاء وقد أعادت حكومة المملكة العربية السعودية بناءها عام 1978م, يتواجد في الدار اليوم أكثر من 600يتيم وتضم الدار مدرسة الأيتام التعليمية الشهيرة والتي تخرج منها عدد من القيادات اليمنية البارزة التي تقلدت مفاصل عديدة ومرموقة في الدولة, لكنهم اليوم يتنكرون لها متجاهلين ما تعانيه اليوم من عديد المشكلات التي يرويها لنا الأيتام الذين خرجوا في إحدى الجمع ليلفتوا فيها أنظار الساسة الذين يتصارعون على مصالح يقال إنها وطنية .. في هذا التحقيق نصول ونجول في أروقة الدار لنتلمس معاناة الأيتام الذين تتفجر منهم الإبداعات والمواهب المختلفة:
المهام والمطالب
كانت البداية في صالة الطعام الكبرى في الدار دخلنا لنشارك الأيتام تناول طعام الغداء فوجدنا منظراً مؤثراً فمئات الأيتام الذين تتراوح أعمارهم من 7-18سنة يجلسون حول الطاولات متراصين ويقوم بخدمتهم والإشراف عليهم عدد من الجماعات الشبابية الطوعية من الكشافة واللجان الطلابية ولجان الهلال الأحمر من الأيتام أنفسهم.. المشهد رائع ويدلل بأن منتسبي الدار أصبحوا وكأنهم أسرة واحدة
- محمد الجبري 18 سنة طالب ورئيس جماعة الهلال الأحمر في الدار يقول: نحن جماعة طوعية مكونة من 40 يتيماً, نقوم بشكل يومي بتنظيم الوجبات الغذائية الثلاث الفطور والغداء والعشاء ومراقبة الطباخين ومنع أي ظواهر سلبية ترافق عملية الطبخ مثل تدخين الطباخين وغيره, والتوعية المستمرة للطلاب خصوصا ما يخص النظافة الشخصية لاسيما لصغار السن ونهتم بأدق التفاصيل مثل تقليم الأظافر وسواك الأسنان كما أننا نقوم بمساعدة إخوتنا المرضى في الدار عن طريق إسعافهم إلى المركز الصحي التابع للدار , وأتمنى من الجهات المعنية أن تقدم لنا الدعم اللازم لتوسيع نشاطنا خصوصا في تنظيم دورات في الإسعافات الأولية لتطوير أنفسنا.
تواضع الخدمة الصحية وأجرها
اتجهنا بعد ذلك إلى المركز الصحي التابع للدار والتقينا بالأخ عائش أحمد مرداس مشرف صحي ومناوب في المركز فقال: يعتبر المركز متواضعا إلى حد ما وعملنا أساسا إجراء الإسعافات الأولية وتقديم الاستشارات الصحية عن طريق كادر طبي متواضع في المركز، يضم طبيب باطنية وطبيب أسنان ومساعد طبيب ومخبريين ومجارحين وصيدلانيا والدوام في المركز 24 ساعة يوميا، لكننا نواجه مشكلات تختص بالحالات المستعصية فيتم تحويلها إلى مستشفى الثورة الحكومي بموجب اتفاق بين المستشفى والدار وأغلب الحالات التي تأتي إلى المركز تحمل أمراضا سببها سوء التغذية إما نتيجة الدعم الذي يأتي للمركز فجزء منه من ميزانية الدار العامة وجزء كبير من فاعلي الخير الذين يقدمون الأدوية اللازمة والمركز يحتاج لسيارة إسعاف تقوم بنقل المرضى إلى المستشفيات المتواجدة خارج الدار, كما أن المركز يفتقر لأسرة تستوعب المرضى ,ولدينا مطالب بتحسين أجورنا فأنا لا أتقاضى سوى 15ألف ريال طيلة الشهر وزميل آخر لي لا يتقاضى إلا خمسة آلاف ريال على مدى الشهر بالرغم أننا متعاقدون لأكثر من ثماني سنوات فمشاكل العاملين في المركز الصحي كمشاكل الطلاب الأيتام في الدار.
برلمان الأطفال
لفت أنظارنا تجمع لعدد من الأيتام يتحدثون عن انتخابات قادمة في دار الأيتام فسألنا عن ماهية تلك الانتخابات فساقونا إلى الأخ عدنان المطري طالب وعضو سابق في برلمان الأطفال وعضو حالي في مجلس شورى الشباب في المدرسة الديمقراطية بصنعاء التقيناه فقال بأنه فخور مثل إخوانه في الدار بممارسة الديمقراطية حيث يتم في كل دورة انتخابية تقررها المدرسة الديمقراطية إجراء انتخابات لبرلمان الأطفال لصفوف الثامن والتاسع إعدادي ويتم التنافس بين المرشحين للحصول على لقب عضو برلمان الأطفال عن دار الأيتام لكي يتم تمثيل الأيتام في كل المحافل.
تجاهل المسئولين
ويستطرد عدنان حديثه: عندما كنت عضواً في برلمان الأطفال كنت ألتقي بالمسئولين كل في تخصصه لعرض مشاكل الأيتام الخاصة بالتغذية وعدم توفير المصروف الشخصي المعتمد وهو عشرة ريالات يمني لكل يتيم كل يوم, وعدم توفير الملابس وخاصة الثلاث البدلات التي كانت تقدم سنوياً, ودائما هناك وعود من مسئولين ووزراء بتلبية مطالبنا، لكن تلك الوعود لا تنفذ، حتى إن هناك أشياء بسيطة لكنها كبيرة وتحز في نفوسنا مثل حضور بعض المسئولين من وزارة التربية والتعليم لتكريم الطلبة الأوائل في المدارس الخاصة وعدم الاستجابة لنا في حضور تكريم الطلبة الأوائل في مدرسة الأيتام.
أبطال خارج العناية
وأثناء سيرنا في ساحات الدار إذا بوجوه شابة عليها علامات الحيرة وهم يهمون بأن يقضوا وقتاً للعب كرة القدم فالتقينا بالأخ عبده صبيح 19سنة طالب وأحد الرياضيين في الدار فقال لنا:
إنه منذ أربع سنين ونحن عشاق الرياضة داخل الدار نعاني توقف الأنشطة الرياضية من قبل إدارة الدار حتى إن بعض الأنشطة الكشفية توقفت بالرغم من وجود ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة والتنس داخل الدار وتم إيقاف الدوري الرياضي في الدار بسبب عدم وجود الأدوات الرياضية كالكرات والملابس والجوائز التشجيعية وهناك مشكلة كبيرة وهي عدم تشجيع الطلاب الموهوبين، بل عدم الاهتمام بهم وإهمالهم من قبل إدارة الدار فلدينا نجوم في الرياضة أمثال البطلين الرياضيين فائز المغربي بطل العدو ونايف الأرحبي واللذين حصلا على جوائز كثيرة وكرما من جهات متعددة في اليمن وخارجها, وعبده عولقي الذي ضاع بين إهمال الدار ونادي الشعب.
زمن العشرة ريالات والاختلاسات !
التقينا أحد القيادات الشابة في الدار الأخ عبد الله الكوكباني 20سنة طالب ورئيس منتدى تثقيف النظائر ليلخص لنا أهم المشكلات التي يعانيها الطلاب الأيتام في الدار يقول عبد الله:
اكبر معاناتنا فشل وسوء الإدارة بسبب الفساد المستشري فيها وتتوالى مشكلاتنا من حرمان أيتام الدار من مصروف الجيب فمنذ ثلاث سنوات لم يحصل أيتام الدار على العشرة ريالات! تخيلوا معي: عشرة ريالات فقط ! قررت لنا من سابق تم إيقافها, كما أننا محرومون من الزي المدرسي والأدوات المدرسية كالدفاتر والقرطاسية وبعض الكتب التعليمية، كما أننا نعاني من عدم تنوع في الوجبات الغذائية الثلاث ويمتد حرماننا لمدة ثلاث سنوات من الملابس وإن قدمت فدائما تأتي مستعملة وبالية وكأننا ناقصون في المجتمع, وهناك عدم اهتمام بالأنشطة المختلفة ومن ضمنها الأنشطة المسرحية والموسيقية والرحلات العلمية والترفيهية وعدم تفعيل القاعات العلمية وقاعة الحواسيب الالكترونية,وملفات الفساد كبيرة حيث أن سرقات تحدث داخل الدار من قبل أشخاص مجهولين بشكل استفزازي للطلاب وللموظفين الشرفاء, وهذا ينبغي أن لا يمر بدون حساب وما خروج الأيتام في إحدى الجمع للمطالبة بتغيير مدير الدار السابق إلا دليل على الملل من الفساد ,وتستمر معاناتنا كأيتام بعد حصولنا على الثانوية العامة ولا توجد الكفالة اللاحقة التي كانت تفعل سابقاً من خلال استيعابنا في الوظائف الحكومية أو الدراسة لمن يرغب في مواصلة الدراسة في الجامعات اليمنية، لكنني وللأمانة لا أنسى التسهيلات التي قدمها رئيس جامعة صنعاء السابق الدكتور خالد طميم جزاه الله خير حيث أعفى الأيتام من أي رسوم جامعية وكان يوجه باستيعابنا في جميع كليات الجامعة وكان متعاونا معنا بصفة دائمة.
انتهاكات العاملين وتدهور المبنى
لا تقتصر معاناة الدار على الأيتام فقط فللموظفين في الدار هموم ومعاناة دائمة يبدأ سردها الأستاذ ناجي الضبياني مدير الرقابة بالدار سابقاً يقول الضبياني:
عندما مارست عملي وقمت برفع تقرير خاص بما يحدث في الدار من إهمال وفساد تفاجأت بعدم الاهتمام واللامبالاة والتشكيك بتلك التقارير من قبل إدارة الدار السابقة, بعد أن صدمت من مواقف الإدارة تجاهي لجأت إلى الأستاذ محمد الفضلي احد المعنيين في الدار لكن دون جدوى, ومرة أخرى تفاجأت أن قامت بعض العناصر في إدارة الدار باحتجازي وسجني داخل الدار بطريقة مخالفة للقانون وفوق ذلك تم إيداعي في أحد السجون التابعة لأقسام الشرطة في أمانة العاصمة بتواطؤ من بعض المسئولين النافذين في الدولة، هناك أشياء كثيرة تستدعي إنقاذ الدار من الانهيار وتتمثل بعدم حضور الموظفين المحسوبين على الدار لأداء أعمالهم المفترض أن يقوموا بها, وهناك سرقات منظمة تحدث داخل الدار , كما أن بعض المباني آيلة للسقوط بسبب الإهمال في الترميمات, وهناك عدم شفافية بما يخص المسائل المالية للدار, وهناك مشكلة كبيرة تتمثل بقيام إدارة الدار باستدعاء رجال الشرطة في كل مشكلة صغيرة تحدث بين الطلاب الأيتام، وهذا أكبر خطأ قد يحول الطالب اليتيم إلى مجرم بسبب تلك الممارسات الخاطئة.
غياب التأهيل
أحد المدرسين فضل عدم ذكر اسمه يقول:
وضع الطلاب في المدرسة سيئ فللأسف الطالب دائما شارد الذهن بسبب أن المشرفين على الطلاب الأيتام في الأقسام الداخلية لا يقومون بأداء عملهم على أكمل وجه بمعنى آخر أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بدور الأب من خلال المعاملة مع الطلاب الأيتام المحتاجين للحنان، كذلك المدرس نفسه يعاني من مشكلات متعددة فتخيل ان21سنه مرت عليا ولم تقدم لي أي دورة تدريبية تنشيطية ,كذلك لا يوجد أي دعم لاستخدام الوسائل التعليمية الحديثة المتبعة في العالم الذي نتأخر عنه بمئات السنين، المدرس نفسه يعاني ماديا فلا مكافئات ولا حوافز ولا أي ميزة من وزارة التربية والتعليم لمدرسي مدرسة الأيتام ,تصدق أننا نقوم بشراء الطباشير ونقوم بطباعة أوراق الامتحانات للطلاب من جيوبنا الخاصة لأننا لا نتحرج من اليتيم ونشفق عليه من تحميله مثل هذا وهو لا يجد شيء, وأنا أحمل وزير التربية والتعليم مسئولية تدهور المدرسة التي كانت في قديم الزمان منارة للعلم في اليمن.
عوز تدريس القرآن
الحسن الحسني مدرس في مركز تعليم القرآن في الدار يقول:
مركز تعليم القرآن الكريم في الدار ينقسم إلى 4 جماعات وكل جماعة تتخصص بفئات محددة في الدار بحسب الإمكانات والفروق العقلية والعمرية للطلاب, وحقق المركز بفضل الله إنجازات كبيرة في مجال حفظ كتاب الله ومنها فوز طلاب المركز في الدار بالمركز الثاني في مسابقة القرآن الكريم التي نظمتها وزارة الأوقاف في رمضان الفائت والمركز يواجه عدة إشكاليات أولها أنه إلى الآن لا يوجد مبنى للمركز والدراسة تتم في المسجد التابع للدار والحمامات التابعة للمسجد لا تصلح للاستخدام وهناك حمامات تم بناؤها لكنها انهارت بسبب الإهمال والغش, كما أننا نحن المدرسين نعمل مجاناً ولا نتقاضى أية مبالغ ونحتاج أن تتم معاملتنا كبقية المدرسين ونناشد وزارة الأوقاف أو التربية والتعليم بأن بالنظر إلينا.
عتاب للوزير
بعد أن مررنا بطلاب الدار والعاملون فيه واستعرضنا جوانب القصور والفساد توجهنا إلى الأخ فخر الدين العماد مدير المدرسة التعليمية في دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء يقول: حال المدرسة التعليمية التابعة للدار كحال المدارس في بقية المدارس الحكومية في الجمهورية وربما أسوأ فالطالب اليتيم لا يأخذ حقه بالشكل المطلوب فهناك إشكاليات كثيرة يعاني منها الطلاب وكذلك المدرسين فلا أحد يأخذ حقه بالشكل المطلوب نتيجة لنقص الإمكانات التي لم تستطع أن تقدمها الدولة وكذلك هناك مشكلة مؤرقة تتمثل بتسجيل إدارة الدار للطلاب الراسبين والمطرودين من مدارسهم إلى مدرسة الدار وكأن مدرسة الدار وجدت للفاشلين وهذا خطأ فادح وصدقوني أن المدرسة التعليمية لدار الأيتام بشارع تعز بصنعاء تخرج منها عدد كبير من الموهوبين والمبدعين في مجالات عدة كما انه تخرج منها عدد من قيادات الدولة، فقبل فترة من الفترات كان هناك عشرة وزراء كانوا من خريجي مدرسة الأيتام، وأنا نفسي يتيم وخريج مدرسة الأيتام، وأنا أعتب كثيراً على وزير التربية والتعليم الجديد الذي لم يقم بزيارة للدار إلى الآن، فأنا أقول إذا لم تهتم الدولة بالدار فهي في طريقها للانهيار، لكن وللأمانة هناك جهود شخصية يبذلها الأستاذ محمد الفضلي والأستاذ أمين جمعان بما يخص مشكلات الدار فكان آخر تلك الجهود ضم إيجارات الدكاكين القريبة من الدار إلى ميزانيته وتوفير مدرسين جدد قادرين على التعامل مع طلاب المدرسة والمساعدة الدائمة لتوفير الوجبات الغذائية وهما مشكوران على ذلك لكن الاهتمام من الدولة شيء مطلوب وبشكل عاجل.
مكونات الدار
قمنا بطرح القضايا والمشكلات التي طرحها علينا طلاب ومدرسو الدار على الأستاذ عدنان السعيدي عضو مجلس إدارة الدار فقال: في البداية أحب أن أنوه أن دار الأيتام تؤوي في داخلها أهم شرائح المجتمع وهم الأيتام الذين ابتلوا باليتم ,فقبل كل شيء يجب على المجتمع أن يعوضهم ما فقدوه من حرمان لحنان وعطف الوالدين وجو الأسرة, ونحن في هذه المؤسسة نسعى جاهدين لتكون الأسرة التي تضم الأيتام من كل محافظات الجمهورية ,دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء بنيت في أوائل القرن الماضي وقد تجاوزت العقد التاسع في عمرها المديد، وهي مؤسسة ترفد المجتمع بكوادر مؤهلة تخدم المجتمع، والدار مكون في الوقت الحالي من أربعة مبان، مبنى 26 سبتمبر، ومبنى 14اكتوبر, ومبنى 22مايو، ومبنى الأم البديلة لصغار السن ,وبالإضافة إلى المبنى الذي خصص لتنمية مهارات اليتيم، كما يضم الدار المدرسة التعليمية وعدد من الملاعب الرياضية ومسرحين وعدد من المعامل وحديقة , وعدد الأيتام المسجلين لدينا في الوقت الحالي يصل إلى 600 يتيم. أما كادرنا من المدرسين والمشرفين والاختصاصيين فعددهم يصل إلى 120 موظفاً، وسأبدأ بالإجابة عن الإشكاليات والقضايا التي طرحتها لنا كإدارة للدار.
فسأبدأ من إشكالية عدد طلاب الدار فللأسف أننا وقعنا بين نقيضين، فالإدارة السابقة للدار حرصت على زيادة عدد الأيتام في الدار أي إنها اهتمت في الكم ولم تهتم بالكيف فوصل عدد الأيتام في الدار إلى 1200 يتيم فلم تستطع أن تنظم الأمور الداخلية في الدار مما سبب لها إرباكا ما أدى إلى مطالبة الأيتام بإقالتها وهذا ما حدث , وللإدارة الجديدة لديها كما نحس سياسة تقوم على تقليص عدد الأيتام في الدار وأقول بصراحة إننا ورثنا أخطاء الإدارة السابقة التي تساهلت في أشياء كثيرة تخص اليتيم المسكين.
يضيف السعيدي: أما عن ما يشاع من قبل إدارة الدار للطلاب غير الأيتام فلدينا نظام متبع أننا لا نقبل أي يتيم في السكن الداخلي أو في المدرسة التعليمية إلا بحكم قضائي من محكمة يكون في الحكم أن فلانا يتيم ومع ذلك فخططنا في الفترة القادمة ستتمثل بشروط جديدة منها إحضار شهادة الوفاة، وحلف اليمين من قبل ولي الأمر الذي سيأتي باليتيم إلى الدار، بالإضافة إلى تقديم تعهد من الذي سيأتي باليتيم من أنه في حالة عدم صحة أن الشخص الذي يؤتى به على أنه يتيم بتغريمه كل ما صرف على اليتيم خلال فترة تواجده في الدار وبذلك نكون قد ضيقنا الخناق على بعض النفوس المريضة المستغلة والتي لا تخاف الله ولا تنظر للجوانب الإنسانية المتعلقة بفئة الأيتام. في دارنا نقبل اليتيم من بدايات العمر حتى سن التاسعة عشرة أي إننا نتابع بعد الثانوية العامة وضع الأيتام المنتسبين للدار وذلك بمراسلة المعاهد والجامعات الموجودة في اليمن لاستيعاب من يرغب مواصلة التعليم، تعتبر الدار بيت الأيتام فالدولة وفرت السكن كما أنها وفرت التغذية.
وسأحدثك عن موضوع التغذية المتمثلة بالوجبات الثلاث المقدمة للأيتام وعدم تنوعها فالإشكالية سببها أن المقاول الذي يقوم بطباخة الوجبات يعاني من مماطلة الدولة في تسديد مستحقاته المالية، وللأسف لا يوجد بند في ميزانية الدار ما يخصص للتغذية فقط فالميزانية العامة للدار 67مليون ريال سنويا والتغذية المثالية تتطلب 100 مليون ريال لأجل ذلك لا يوجد تنوع في الوجبات، أما عن موضوع الملابس فتخيل انه في الأعياد الماضية لم نستطع توفير ملابس عيدية للأيتام وهذا الشيء يحز في النفس والدولة ترد علينا بأنها لا تستطيع توفير الملابس ,المشكلة الحقيقية التي يعانيها دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء هو تخلي وزارة التربية والتعليم عن الدار وإسناده إلى أمانة العاصمة والدار عندما انتقل لم يكن لديه وإلى الآن ذمة مالية مستقلة تكفي الدار من تغذية وكسوة ومصروف ,وكانت قد تعهدت أمانة العاصمة أنها ستتكفل باحتياجات الدار لكنها لم تستطع ,علينا أن نوضح شيء : على الدولة أن لا تمن على اليتيم بأنها تقدم احتياجاته لماذا ؟ لأنه واجب عليها رعاية اليتيم ,أما عن إشكالية الأساليب التربوية المستخدمة في التعامل مع الأيتام وبالتحديد الانتقادات الموجهة لنا عندما نقوم باستدعاء الشرطة في بعض القضايا , أقول إن هناك قضايا تستدعي تدخل رجال الشرطة خصوصا بعض المشكلات الجنائية وموضوع السرقات التي تحدث في الدار مبالغ فيه فهو موضوع عادي يحدث حتى داخل البيوت في المجتمع وأنا أقول لكم شيء: نحن نعالج مشكلاتنا الداخلية في الدار بحسب خبرتنا ومعرفتنا بالطرق المناسبة للحل والمعالجة ,
أما موضوع عدم تفعيل الأنشطة المختلفة في الدار فأنا لا ألوم من ينتقد مشرفي الأنشطة، كما أنني لا ألوم المشرفين لأن السبب الحقيقي لعدم تفعيل الأنشطة هي الدولة التي لم تقدم اللازم لتفعيل تلك الأنشطة ومع ذلك يشارك طلابنا في المسابقات المحلية والخارجية وفي الدوريات الرياضية والثقافية والعديد من المناسبات.
دار الرئيس السابق والحزبية
أما عن الفساد في الدار فأنا لا أنفي ولا أؤكد وجوده، فأساساً لا توجد نفقات تشغيلية كبيرة في الدار لذلك بعض الأنشطة معطلة مثل النشاط المسرحي والموسيقي كما أن المكتبة الثقافية تحتاج لرفدها بكتب جديدة تتناسب مع عقليات الأطفال في الدار, وهناك إشكالية تتمثل في مركز رئيس الجمهورية للأيتام في شارع الستين الذي سحب البساط وغطى على الدار الأصل وهو دار اليتيم بشارع تعز بصنعاء وفي الحقيقة إن لدى إدارة ذلك المركز أفكار إدارية ناجحة عملت وأنا أدعو القطاع الخاص ورجال المال والأعمال وأصحاب الخير أن يدعموا الدار بما يستطيعون، واستقطاب قيادات الدولة في دعم المركز حتى أنهم كانوا يستطيعون إقناع رئيس الجمهورية السابق حضور المهرجانات التي كانوا يقيموها.
وأحب أن أنوه إلى شيء مهم وهو استخدام الحزبية المقيتة في العمل الخيري هذا الأسلوب يدمر العلاقات الإنسانية وأنا أعتبر أن ممارسة الحزبية أثناء العمل الخيري يعتبر جرم خصوصا استخدام الأيتام في هذا المكايدات السياسية والحزبية ,ومن الأسباب التي أهمل فيها الدار تقوقع الإدارة السابقة في أفكار قديمة وعدم الشفافية وعدم تفعيل وسائل التوثيق والإعلام في الدار وعدم خبرة الدار في التعامل مع الروتين المتبع في الوزارات والجهات الحكومية وكل هذا أدى لمطالبة الأيتام بتغيير المدير السابق وخروجهم للصلاة يوم الجمعة ليلفتوا أنظار الناس لمشكلاتهم, وأقول: إننا لا ينبغي أن نلام على ما سبق وعلينا أن ننظر إلى المستقبل ,وقد قمنا بتشكيل مجلس لإدارة الدار يعاون المدير المكلف الأخ مرزاح هاشم في إدارة شئون الدار وحقيقة هو رجل متعاون وصبور مع الجميع. قبل أن أنهي حديثي أطالب الدولة بتثبيت الموظفين المتعاقدين في الدار، وأطالبها بإنشاء صندوق لرعاية الأيتام على غرار صندوق رعاية النشء والشباب ونطالب بتفعيل المعهد الصناعي المهني الذي أنشأته مجموعة هائل سعيد التجارية وأشكر صحيفة الجمهورية على تلمس همومنا وأوضاعنا وزيارتها الكريمة للدار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.