تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    بدء إجراءات صرف مرتبات موظفي الدولة لشهر نوفمبر وفق "الآلية الاستثنائية"    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    الكثيري: تظاهرات سيئون تفويض شعبي للقوات الجنوبية    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    احتجاجات واسعة في مقديشو تنديدًا باعتراف العدو الصهيوني بإقليم أرض الصومال    عاجل: مصرع القيادي الإرهابي رويس الرويمي وخمسة من عناصر القاعدة في عملية أمنية بحضرموت    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    لسنا بنادق للإيجار.. كاتب جنوبي يؤكد الشراكة مع التحالف ويحذر من استهداف قضية الجنوب    أكد موقف اليمن الثابت مع الصومال ضد العدو الاسرائيلي .. قائد الثورة: أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال سيكون هدفاً عسكرياً لقواتنا المسلحة    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    فلسطين الوطن البشارة    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيتام الدار: حرمنا منذ 3 سنوات من تنوع الغذاء وتوفر الدواء والملبس ومنذ 4 سنوات بلا أنشطة وما زلنا في زمن المطالبة بالعشرة ريالات !
دور الأيتام في اليمن بين العوز وتخلي المعنيين
نشر في الجمهورية يوم 03 - 05 - 2012

تعتبر دار الأيتام بصنعاء من أوائل دور الأيتام في اليمن والخليج العربي تأسست عام 1922م ,مرت الدار بمراحل متعددة وشهدت تحولات كبيرة منذ تأسيسها , وانتقلت من مكان لآخر فكانت البذرة الأولى هي مكتب الأيتام حتى استقرت بشكلها الحالي في شارع تعز بالعاصمة صنعاء وقد أعادت حكومة المملكة العربية السعودية بناءها عام 1978م, يتواجد في الدار اليوم أكثر من 600يتيم وتضم الدار مدرسة الأيتام التعليمية الشهيرة والتي تخرج منها عدد من القيادات اليمنية البارزة التي تقلدت مفاصل عديدة ومرموقة في الدولة, لكنهم اليوم يتنكرون لها متجاهلين ما تعانيه اليوم من عديد المشكلات التي يرويها لنا الأيتام الذين خرجوا في إحدى الجمع ليلفتوا فيها أنظار الساسة الذين يتصارعون على مصالح يقال إنها وطنية .. في هذا التحقيق نصول ونجول في أروقة الدار لنتلمس معاناة الأيتام الذين تتفجر منهم الإبداعات والمواهب المختلفة:
المهام والمطالب
كانت البداية في صالة الطعام الكبرى في الدار دخلنا لنشارك الأيتام تناول طعام الغداء فوجدنا منظراً مؤثراً فمئات الأيتام الذين تتراوح أعمارهم من 7-18سنة يجلسون حول الطاولات متراصين ويقوم بخدمتهم والإشراف عليهم عدد من الجماعات الشبابية الطوعية من الكشافة واللجان الطلابية ولجان الهلال الأحمر من الأيتام أنفسهم.. المشهد رائع ويدلل بأن منتسبي الدار أصبحوا وكأنهم أسرة واحدة
- محمد الجبري 18 سنة طالب ورئيس جماعة الهلال الأحمر في الدار يقول: نحن جماعة طوعية مكونة من 40 يتيماً, نقوم بشكل يومي بتنظيم الوجبات الغذائية الثلاث الفطور والغداء والعشاء ومراقبة الطباخين ومنع أي ظواهر سلبية ترافق عملية الطبخ مثل تدخين الطباخين وغيره, والتوعية المستمرة للطلاب خصوصا ما يخص النظافة الشخصية لاسيما لصغار السن ونهتم بأدق التفاصيل مثل تقليم الأظافر وسواك الأسنان كما أننا نقوم بمساعدة إخوتنا المرضى في الدار عن طريق إسعافهم إلى المركز الصحي التابع للدار , وأتمنى من الجهات المعنية أن تقدم لنا الدعم اللازم لتوسيع نشاطنا خصوصا في تنظيم دورات في الإسعافات الأولية لتطوير أنفسنا.
تواضع الخدمة الصحية وأجرها
اتجهنا بعد ذلك إلى المركز الصحي التابع للدار والتقينا بالأخ عائش أحمد مرداس مشرف صحي ومناوب في المركز فقال: يعتبر المركز متواضعا إلى حد ما وعملنا أساسا إجراء الإسعافات الأولية وتقديم الاستشارات الصحية عن طريق كادر طبي متواضع في المركز، يضم طبيب باطنية وطبيب أسنان ومساعد طبيب ومخبريين ومجارحين وصيدلانيا والدوام في المركز 24 ساعة يوميا، لكننا نواجه مشكلات تختص بالحالات المستعصية فيتم تحويلها إلى مستشفى الثورة الحكومي بموجب اتفاق بين المستشفى والدار وأغلب الحالات التي تأتي إلى المركز تحمل أمراضا سببها سوء التغذية إما نتيجة الدعم الذي يأتي للمركز فجزء منه من ميزانية الدار العامة وجزء كبير من فاعلي الخير الذين يقدمون الأدوية اللازمة والمركز يحتاج لسيارة إسعاف تقوم بنقل المرضى إلى المستشفيات المتواجدة خارج الدار, كما أن المركز يفتقر لأسرة تستوعب المرضى ,ولدينا مطالب بتحسين أجورنا فأنا لا أتقاضى سوى 15ألف ريال طيلة الشهر وزميل آخر لي لا يتقاضى إلا خمسة آلاف ريال على مدى الشهر بالرغم أننا متعاقدون لأكثر من ثماني سنوات فمشاكل العاملين في المركز الصحي كمشاكل الطلاب الأيتام في الدار.
برلمان الأطفال
لفت أنظارنا تجمع لعدد من الأيتام يتحدثون عن انتخابات قادمة في دار الأيتام فسألنا عن ماهية تلك الانتخابات فساقونا إلى الأخ عدنان المطري طالب وعضو سابق في برلمان الأطفال وعضو حالي في مجلس شورى الشباب في المدرسة الديمقراطية بصنعاء التقيناه فقال بأنه فخور مثل إخوانه في الدار بممارسة الديمقراطية حيث يتم في كل دورة انتخابية تقررها المدرسة الديمقراطية إجراء انتخابات لبرلمان الأطفال لصفوف الثامن والتاسع إعدادي ويتم التنافس بين المرشحين للحصول على لقب عضو برلمان الأطفال عن دار الأيتام لكي يتم تمثيل الأيتام في كل المحافل.
تجاهل المسئولين
ويستطرد عدنان حديثه: عندما كنت عضواً في برلمان الأطفال كنت ألتقي بالمسئولين كل في تخصصه لعرض مشاكل الأيتام الخاصة بالتغذية وعدم توفير المصروف الشخصي المعتمد وهو عشرة ريالات يمني لكل يتيم كل يوم, وعدم توفير الملابس وخاصة الثلاث البدلات التي كانت تقدم سنوياً, ودائما هناك وعود من مسئولين ووزراء بتلبية مطالبنا، لكن تلك الوعود لا تنفذ، حتى إن هناك أشياء بسيطة لكنها كبيرة وتحز في نفوسنا مثل حضور بعض المسئولين من وزارة التربية والتعليم لتكريم الطلبة الأوائل في المدارس الخاصة وعدم الاستجابة لنا في حضور تكريم الطلبة الأوائل في مدرسة الأيتام.
أبطال خارج العناية
وأثناء سيرنا في ساحات الدار إذا بوجوه شابة عليها علامات الحيرة وهم يهمون بأن يقضوا وقتاً للعب كرة القدم فالتقينا بالأخ عبده صبيح 19سنة طالب وأحد الرياضيين في الدار فقال لنا:
إنه منذ أربع سنين ونحن عشاق الرياضة داخل الدار نعاني توقف الأنشطة الرياضية من قبل إدارة الدار حتى إن بعض الأنشطة الكشفية توقفت بالرغم من وجود ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة والتنس داخل الدار وتم إيقاف الدوري الرياضي في الدار بسبب عدم وجود الأدوات الرياضية كالكرات والملابس والجوائز التشجيعية وهناك مشكلة كبيرة وهي عدم تشجيع الطلاب الموهوبين، بل عدم الاهتمام بهم وإهمالهم من قبل إدارة الدار فلدينا نجوم في الرياضة أمثال البطلين الرياضيين فائز المغربي بطل العدو ونايف الأرحبي واللذين حصلا على جوائز كثيرة وكرما من جهات متعددة في اليمن وخارجها, وعبده عولقي الذي ضاع بين إهمال الدار ونادي الشعب.
زمن العشرة ريالات والاختلاسات !
التقينا أحد القيادات الشابة في الدار الأخ عبد الله الكوكباني 20سنة طالب ورئيس منتدى تثقيف النظائر ليلخص لنا أهم المشكلات التي يعانيها الطلاب الأيتام في الدار يقول عبد الله:
اكبر معاناتنا فشل وسوء الإدارة بسبب الفساد المستشري فيها وتتوالى مشكلاتنا من حرمان أيتام الدار من مصروف الجيب فمنذ ثلاث سنوات لم يحصل أيتام الدار على العشرة ريالات! تخيلوا معي: عشرة ريالات فقط ! قررت لنا من سابق تم إيقافها, كما أننا محرومون من الزي المدرسي والأدوات المدرسية كالدفاتر والقرطاسية وبعض الكتب التعليمية، كما أننا نعاني من عدم تنوع في الوجبات الغذائية الثلاث ويمتد حرماننا لمدة ثلاث سنوات من الملابس وإن قدمت فدائما تأتي مستعملة وبالية وكأننا ناقصون في المجتمع, وهناك عدم اهتمام بالأنشطة المختلفة ومن ضمنها الأنشطة المسرحية والموسيقية والرحلات العلمية والترفيهية وعدم تفعيل القاعات العلمية وقاعة الحواسيب الالكترونية,وملفات الفساد كبيرة حيث أن سرقات تحدث داخل الدار من قبل أشخاص مجهولين بشكل استفزازي للطلاب وللموظفين الشرفاء, وهذا ينبغي أن لا يمر بدون حساب وما خروج الأيتام في إحدى الجمع للمطالبة بتغيير مدير الدار السابق إلا دليل على الملل من الفساد ,وتستمر معاناتنا كأيتام بعد حصولنا على الثانوية العامة ولا توجد الكفالة اللاحقة التي كانت تفعل سابقاً من خلال استيعابنا في الوظائف الحكومية أو الدراسة لمن يرغب في مواصلة الدراسة في الجامعات اليمنية، لكنني وللأمانة لا أنسى التسهيلات التي قدمها رئيس جامعة صنعاء السابق الدكتور خالد طميم جزاه الله خير حيث أعفى الأيتام من أي رسوم جامعية وكان يوجه باستيعابنا في جميع كليات الجامعة وكان متعاونا معنا بصفة دائمة.
انتهاكات العاملين وتدهور المبنى
لا تقتصر معاناة الدار على الأيتام فقط فللموظفين في الدار هموم ومعاناة دائمة يبدأ سردها الأستاذ ناجي الضبياني مدير الرقابة بالدار سابقاً يقول الضبياني:
عندما مارست عملي وقمت برفع تقرير خاص بما يحدث في الدار من إهمال وفساد تفاجأت بعدم الاهتمام واللامبالاة والتشكيك بتلك التقارير من قبل إدارة الدار السابقة, بعد أن صدمت من مواقف الإدارة تجاهي لجأت إلى الأستاذ محمد الفضلي احد المعنيين في الدار لكن دون جدوى, ومرة أخرى تفاجأت أن قامت بعض العناصر في إدارة الدار باحتجازي وسجني داخل الدار بطريقة مخالفة للقانون وفوق ذلك تم إيداعي في أحد السجون التابعة لأقسام الشرطة في أمانة العاصمة بتواطؤ من بعض المسئولين النافذين في الدولة، هناك أشياء كثيرة تستدعي إنقاذ الدار من الانهيار وتتمثل بعدم حضور الموظفين المحسوبين على الدار لأداء أعمالهم المفترض أن يقوموا بها, وهناك سرقات منظمة تحدث داخل الدار , كما أن بعض المباني آيلة للسقوط بسبب الإهمال في الترميمات, وهناك عدم شفافية بما يخص المسائل المالية للدار, وهناك مشكلة كبيرة تتمثل بقيام إدارة الدار باستدعاء رجال الشرطة في كل مشكلة صغيرة تحدث بين الطلاب الأيتام، وهذا أكبر خطأ قد يحول الطالب اليتيم إلى مجرم بسبب تلك الممارسات الخاطئة.
غياب التأهيل
أحد المدرسين فضل عدم ذكر اسمه يقول:
وضع الطلاب في المدرسة سيئ فللأسف الطالب دائما شارد الذهن بسبب أن المشرفين على الطلاب الأيتام في الأقسام الداخلية لا يقومون بأداء عملهم على أكمل وجه بمعنى آخر أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بدور الأب من خلال المعاملة مع الطلاب الأيتام المحتاجين للحنان، كذلك المدرس نفسه يعاني من مشكلات متعددة فتخيل ان21سنه مرت عليا ولم تقدم لي أي دورة تدريبية تنشيطية ,كذلك لا يوجد أي دعم لاستخدام الوسائل التعليمية الحديثة المتبعة في العالم الذي نتأخر عنه بمئات السنين، المدرس نفسه يعاني ماديا فلا مكافئات ولا حوافز ولا أي ميزة من وزارة التربية والتعليم لمدرسي مدرسة الأيتام ,تصدق أننا نقوم بشراء الطباشير ونقوم بطباعة أوراق الامتحانات للطلاب من جيوبنا الخاصة لأننا لا نتحرج من اليتيم ونشفق عليه من تحميله مثل هذا وهو لا يجد شيء, وأنا أحمل وزير التربية والتعليم مسئولية تدهور المدرسة التي كانت في قديم الزمان منارة للعلم في اليمن.
عوز تدريس القرآن
الحسن الحسني مدرس في مركز تعليم القرآن في الدار يقول:
مركز تعليم القرآن الكريم في الدار ينقسم إلى 4 جماعات وكل جماعة تتخصص بفئات محددة في الدار بحسب الإمكانات والفروق العقلية والعمرية للطلاب, وحقق المركز بفضل الله إنجازات كبيرة في مجال حفظ كتاب الله ومنها فوز طلاب المركز في الدار بالمركز الثاني في مسابقة القرآن الكريم التي نظمتها وزارة الأوقاف في رمضان الفائت والمركز يواجه عدة إشكاليات أولها أنه إلى الآن لا يوجد مبنى للمركز والدراسة تتم في المسجد التابع للدار والحمامات التابعة للمسجد لا تصلح للاستخدام وهناك حمامات تم بناؤها لكنها انهارت بسبب الإهمال والغش, كما أننا نحن المدرسين نعمل مجاناً ولا نتقاضى أية مبالغ ونحتاج أن تتم معاملتنا كبقية المدرسين ونناشد وزارة الأوقاف أو التربية والتعليم بأن بالنظر إلينا.
عتاب للوزير
بعد أن مررنا بطلاب الدار والعاملون فيه واستعرضنا جوانب القصور والفساد توجهنا إلى الأخ فخر الدين العماد مدير المدرسة التعليمية في دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء يقول: حال المدرسة التعليمية التابعة للدار كحال المدارس في بقية المدارس الحكومية في الجمهورية وربما أسوأ فالطالب اليتيم لا يأخذ حقه بالشكل المطلوب فهناك إشكاليات كثيرة يعاني منها الطلاب وكذلك المدرسين فلا أحد يأخذ حقه بالشكل المطلوب نتيجة لنقص الإمكانات التي لم تستطع أن تقدمها الدولة وكذلك هناك مشكلة مؤرقة تتمثل بتسجيل إدارة الدار للطلاب الراسبين والمطرودين من مدارسهم إلى مدرسة الدار وكأن مدرسة الدار وجدت للفاشلين وهذا خطأ فادح وصدقوني أن المدرسة التعليمية لدار الأيتام بشارع تعز بصنعاء تخرج منها عدد كبير من الموهوبين والمبدعين في مجالات عدة كما انه تخرج منها عدد من قيادات الدولة، فقبل فترة من الفترات كان هناك عشرة وزراء كانوا من خريجي مدرسة الأيتام، وأنا نفسي يتيم وخريج مدرسة الأيتام، وأنا أعتب كثيراً على وزير التربية والتعليم الجديد الذي لم يقم بزيارة للدار إلى الآن، فأنا أقول إذا لم تهتم الدولة بالدار فهي في طريقها للانهيار، لكن وللأمانة هناك جهود شخصية يبذلها الأستاذ محمد الفضلي والأستاذ أمين جمعان بما يخص مشكلات الدار فكان آخر تلك الجهود ضم إيجارات الدكاكين القريبة من الدار إلى ميزانيته وتوفير مدرسين جدد قادرين على التعامل مع طلاب المدرسة والمساعدة الدائمة لتوفير الوجبات الغذائية وهما مشكوران على ذلك لكن الاهتمام من الدولة شيء مطلوب وبشكل عاجل.
مكونات الدار
قمنا بطرح القضايا والمشكلات التي طرحها علينا طلاب ومدرسو الدار على الأستاذ عدنان السعيدي عضو مجلس إدارة الدار فقال: في البداية أحب أن أنوه أن دار الأيتام تؤوي في داخلها أهم شرائح المجتمع وهم الأيتام الذين ابتلوا باليتم ,فقبل كل شيء يجب على المجتمع أن يعوضهم ما فقدوه من حرمان لحنان وعطف الوالدين وجو الأسرة, ونحن في هذه المؤسسة نسعى جاهدين لتكون الأسرة التي تضم الأيتام من كل محافظات الجمهورية ,دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء بنيت في أوائل القرن الماضي وقد تجاوزت العقد التاسع في عمرها المديد، وهي مؤسسة ترفد المجتمع بكوادر مؤهلة تخدم المجتمع، والدار مكون في الوقت الحالي من أربعة مبان، مبنى 26 سبتمبر، ومبنى 14اكتوبر, ومبنى 22مايو، ومبنى الأم البديلة لصغار السن ,وبالإضافة إلى المبنى الذي خصص لتنمية مهارات اليتيم، كما يضم الدار المدرسة التعليمية وعدد من الملاعب الرياضية ومسرحين وعدد من المعامل وحديقة , وعدد الأيتام المسجلين لدينا في الوقت الحالي يصل إلى 600 يتيم. أما كادرنا من المدرسين والمشرفين والاختصاصيين فعددهم يصل إلى 120 موظفاً، وسأبدأ بالإجابة عن الإشكاليات والقضايا التي طرحتها لنا كإدارة للدار.
فسأبدأ من إشكالية عدد طلاب الدار فللأسف أننا وقعنا بين نقيضين، فالإدارة السابقة للدار حرصت على زيادة عدد الأيتام في الدار أي إنها اهتمت في الكم ولم تهتم بالكيف فوصل عدد الأيتام في الدار إلى 1200 يتيم فلم تستطع أن تنظم الأمور الداخلية في الدار مما سبب لها إرباكا ما أدى إلى مطالبة الأيتام بإقالتها وهذا ما حدث , وللإدارة الجديدة لديها كما نحس سياسة تقوم على تقليص عدد الأيتام في الدار وأقول بصراحة إننا ورثنا أخطاء الإدارة السابقة التي تساهلت في أشياء كثيرة تخص اليتيم المسكين.
يضيف السعيدي: أما عن ما يشاع من قبل إدارة الدار للطلاب غير الأيتام فلدينا نظام متبع أننا لا نقبل أي يتيم في السكن الداخلي أو في المدرسة التعليمية إلا بحكم قضائي من محكمة يكون في الحكم أن فلانا يتيم ومع ذلك فخططنا في الفترة القادمة ستتمثل بشروط جديدة منها إحضار شهادة الوفاة، وحلف اليمين من قبل ولي الأمر الذي سيأتي باليتيم إلى الدار، بالإضافة إلى تقديم تعهد من الذي سيأتي باليتيم من أنه في حالة عدم صحة أن الشخص الذي يؤتى به على أنه يتيم بتغريمه كل ما صرف على اليتيم خلال فترة تواجده في الدار وبذلك نكون قد ضيقنا الخناق على بعض النفوس المريضة المستغلة والتي لا تخاف الله ولا تنظر للجوانب الإنسانية المتعلقة بفئة الأيتام. في دارنا نقبل اليتيم من بدايات العمر حتى سن التاسعة عشرة أي إننا نتابع بعد الثانوية العامة وضع الأيتام المنتسبين للدار وذلك بمراسلة المعاهد والجامعات الموجودة في اليمن لاستيعاب من يرغب مواصلة التعليم، تعتبر الدار بيت الأيتام فالدولة وفرت السكن كما أنها وفرت التغذية.
وسأحدثك عن موضوع التغذية المتمثلة بالوجبات الثلاث المقدمة للأيتام وعدم تنوعها فالإشكالية سببها أن المقاول الذي يقوم بطباخة الوجبات يعاني من مماطلة الدولة في تسديد مستحقاته المالية، وللأسف لا يوجد بند في ميزانية الدار ما يخصص للتغذية فقط فالميزانية العامة للدار 67مليون ريال سنويا والتغذية المثالية تتطلب 100 مليون ريال لأجل ذلك لا يوجد تنوع في الوجبات، أما عن موضوع الملابس فتخيل انه في الأعياد الماضية لم نستطع توفير ملابس عيدية للأيتام وهذا الشيء يحز في النفس والدولة ترد علينا بأنها لا تستطيع توفير الملابس ,المشكلة الحقيقية التي يعانيها دار الأيتام بشارع تعز بصنعاء هو تخلي وزارة التربية والتعليم عن الدار وإسناده إلى أمانة العاصمة والدار عندما انتقل لم يكن لديه وإلى الآن ذمة مالية مستقلة تكفي الدار من تغذية وكسوة ومصروف ,وكانت قد تعهدت أمانة العاصمة أنها ستتكفل باحتياجات الدار لكنها لم تستطع ,علينا أن نوضح شيء : على الدولة أن لا تمن على اليتيم بأنها تقدم احتياجاته لماذا ؟ لأنه واجب عليها رعاية اليتيم ,أما عن إشكالية الأساليب التربوية المستخدمة في التعامل مع الأيتام وبالتحديد الانتقادات الموجهة لنا عندما نقوم باستدعاء الشرطة في بعض القضايا , أقول إن هناك قضايا تستدعي تدخل رجال الشرطة خصوصا بعض المشكلات الجنائية وموضوع السرقات التي تحدث في الدار مبالغ فيه فهو موضوع عادي يحدث حتى داخل البيوت في المجتمع وأنا أقول لكم شيء: نحن نعالج مشكلاتنا الداخلية في الدار بحسب خبرتنا ومعرفتنا بالطرق المناسبة للحل والمعالجة ,
أما موضوع عدم تفعيل الأنشطة المختلفة في الدار فأنا لا ألوم من ينتقد مشرفي الأنشطة، كما أنني لا ألوم المشرفين لأن السبب الحقيقي لعدم تفعيل الأنشطة هي الدولة التي لم تقدم اللازم لتفعيل تلك الأنشطة ومع ذلك يشارك طلابنا في المسابقات المحلية والخارجية وفي الدوريات الرياضية والثقافية والعديد من المناسبات.
دار الرئيس السابق والحزبية
أما عن الفساد في الدار فأنا لا أنفي ولا أؤكد وجوده، فأساساً لا توجد نفقات تشغيلية كبيرة في الدار لذلك بعض الأنشطة معطلة مثل النشاط المسرحي والموسيقي كما أن المكتبة الثقافية تحتاج لرفدها بكتب جديدة تتناسب مع عقليات الأطفال في الدار, وهناك إشكالية تتمثل في مركز رئيس الجمهورية للأيتام في شارع الستين الذي سحب البساط وغطى على الدار الأصل وهو دار اليتيم بشارع تعز بصنعاء وفي الحقيقة إن لدى إدارة ذلك المركز أفكار إدارية ناجحة عملت وأنا أدعو القطاع الخاص ورجال المال والأعمال وأصحاب الخير أن يدعموا الدار بما يستطيعون، واستقطاب قيادات الدولة في دعم المركز حتى أنهم كانوا يستطيعون إقناع رئيس الجمهورية السابق حضور المهرجانات التي كانوا يقيموها.
وأحب أن أنوه إلى شيء مهم وهو استخدام الحزبية المقيتة في العمل الخيري هذا الأسلوب يدمر العلاقات الإنسانية وأنا أعتبر أن ممارسة الحزبية أثناء العمل الخيري يعتبر جرم خصوصا استخدام الأيتام في هذا المكايدات السياسية والحزبية ,ومن الأسباب التي أهمل فيها الدار تقوقع الإدارة السابقة في أفكار قديمة وعدم الشفافية وعدم تفعيل وسائل التوثيق والإعلام في الدار وعدم خبرة الدار في التعامل مع الروتين المتبع في الوزارات والجهات الحكومية وكل هذا أدى لمطالبة الأيتام بتغيير المدير السابق وخروجهم للصلاة يوم الجمعة ليلفتوا أنظار الناس لمشكلاتهم, وأقول: إننا لا ينبغي أن نلام على ما سبق وعلينا أن ننظر إلى المستقبل ,وقد قمنا بتشكيل مجلس لإدارة الدار يعاون المدير المكلف الأخ مرزاح هاشم في إدارة شئون الدار وحقيقة هو رجل متعاون وصبور مع الجميع. قبل أن أنهي حديثي أطالب الدولة بتثبيت الموظفين المتعاقدين في الدار، وأطالبها بإنشاء صندوق لرعاية الأيتام على غرار صندوق رعاية النشء والشباب ونطالب بتفعيل المعهد الصناعي المهني الذي أنشأته مجموعة هائل سعيد التجارية وأشكر صحيفة الجمهورية على تلمس همومنا وأوضاعنا وزيارتها الكريمة للدار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.