شهدت مدينة المكلا أمس مسيرة جماهيرية حاشدة طالبت وزير المالية والحكومة بسرعة الإفراج عن مستحقات بعض الجهات ومنها مستحقات ومديونية رجل الأعمال عمر باجرش الذي سبق له أن هدّد بفصل الكهرباء في حال عدم تسديد الدولة المديونية التي عليها لصالحه والتي تقدّر بأكثر من أربعة مليارات ريال.. يأتي ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي في مديريات الساحل بحضرموت خلال اليومين الماضيين لأكثر من خمس ساعات باليوم الواحد؛ في أشارة أولية إلى تنفيذ رجل الأعمال تهديده. هذا وكانت قيادات محلي المحافظة وقيادات النقابات والاتحادات العمالية والجماهيرية قد اجتمعت أمس الأول برئاسة المحافظة خالد الديني في المحافظة, وندّدت تلك القيادات بما أسمته “العقاب الجماعي” المتمثل بتوقيف مستحقات وميزانية المحافظة المرصودة؛ بل إن هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك في مطالبته بوقف إيرادات المحافظة التي تورّد مركزياً ومن ضمنها إيرادات حقول النفط كورقة ضغط على الحكومة لتلبية مطالب أبناء المحافظة المشروعة. وكان خالد الديني، محافظ المحافظة قد أكد في الاجتماع اتخاذ موقف موحد وعقلاني, موضحاً أنه ليس ضد المركزية لكنه ضد التصرفات التي تعيق العمل بالمحافظة.. وكشف الديني أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي كان قد وجّه بصرف مستحقات حضرموت المتعدّدة؛ إلا أن هذا التوجيه تم توقيفه في وزارة المالية. هذا ومن المحتمل أن تعد منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات في حضرموت بياناً خلال اليومين القادمين تطالب فيه بسرعة صرف ميزانية المحافظة وتتخذ فيه موقفاً موحداً وصريحاً مما يحدث. في ذات السياق يتواصل هذه الأيام في محافظة الحديدة إحراق إطارات السيارات في أحياء مدينة الحديدة احتجاجاً على الانطفاءات المتكرّرة والتي تستمر لساعات عدّة وتصل أحياناً إلى إثنتي عشرة ساعة يومياً في كل حي.. وطالب المواطنون الذين قاموا بإحراق الإطارات في شارع جمال والمعدى والمفراق وباب مشرف وحارة اليمن والكورنيش بأن تنظر إليهم وزارة الكهرباء بعين الرحمة جراء انطفاء التيار لساعات عدّة عبر التحكم المركزي في العاصمة صنعاء دون مراعاة حر الصيف الشديد الذي يقاسونه نتيجة الاطفاءات, معتبرين الحديدة هي المدينة الوحيدة على مستوى محافظات الجمهورية التي ينقطع فيها التيار الكهربائي أكثر من بقائه؛ وذلك بسبب التحكّم المركزي بصورة مستفزة للمواطنين, مطالبين بفك ارتباط التيار الكهربائي عن المنظومة العامة للكهرباء حتى لا يكونوا ضحية الأعمال التخريبية لضرب التيار في مأرب ويدفع أبناء الحديدة الثمن في العيش بالظلام الدامس والحر الشديد, منوّهين إلى أن الطاقة المشتراة إلى جانب ما تولّده المحطات كافية لتزويد المدينة بالطاقة وبصورة مستمرة.