قال اللواء يحيى الشامي محافظ محافظة صعدة السابق والقيادي السابق في المؤتمر الشعبي العام بأن تحقيق أهداف الثورة الشبابية كفيل بمعالجة مختلف الإشكاليات التي تعاني منها اليمن، وأضاف اللواء الشامي خلال الأسطر القادمة بأن هناك العديد من الأسباب والدوافع التي أدت إلى بروز الدعوات الانفصالية التي نسمعها اليوم لعل أهمها سوء استخدام السلطة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، وكذلك وجود العديد من الدوافع الخارجية مؤكداً بأن الحوار إذا كان أساسه تحقيق أهداف الثورة الشبابية فإن كل هذه الإشكاليات ستتلاشى وتختفي. كما تحدث عن العديد من الأسباب للصراعات والحروب التي شنتها الدولة على الحوثيين في محافظة صعدة وكيف هدأت الأمور في العام 2006م وعن أسباب صراع الحوثيين مع السلفيين، وما الذي يجب على الرئيس هادي والحكومة عمله خلال الفترة القليلة القادمة.. الوحدة فريضة شرعية .. هذه الأيام نحتفل بعيد الوحدة اليمنية الغالية بداية ماذا تودون أن تقولوه للشباب الذين فجروا الثورة الشبابية بهذه المناسبة؟ بداية نشكر صحيفة الجمهورية وكل العاملين فيها أما بالنسبة للمسؤول عن الوحدة فنقول بأن الوحدة اليمنية فريضة شرعية لإعادة اللحمة بين أبناء الأسرة الواحدة، أنا أعرف بحكم جوار منطقتنا القريبة من الضالع أن سوقنا التجارية لمختلف البضائع كانت في الضالع وكان المواطنون يذهبون بالحمير والجمال قبل وجود السيارات، كانوا يذهبون لنقل البضائع من الضالع ومن سوق الجليلة وغيرها إلى الأسواق في النادرة والسدة وغيرها من المناطق المجاورة للضالع، والمناطق الجنوبية؛ لأن مدينة عدن هي بوابة اليمن والميناء الرئيسي لليمن شماله وجنوبه ولهذا أقول إن الوحدة اليمنية هي مطلب كل أبناء اليمن شباباً وشيوخاً ونساءً، ومطلب كل عربي ومسلم يدعو إلى وحدة الأمة العربية والإسلامية وهي الشمعة المضيئة في التاريخ العربي المعاصر، وعلى الشباب كل الشباب أن يحافظوا على هذه اللحمة على اعتبار أن اليمنيين هم أسرة واحدة وشعب واحد. مخاطر تهدد الوحدة اليمنية .. لكن هذه الوحدة، هذا الإنجاز التاريخي معرض اليوم للعديد من المخاطر، أبرزها خطر الانفصال، ما سبب ذلك من وجهة نظركم؟ لاشك أن هناك العديد من الأسباب الذاتية والموضوعية ودوافع خارجية وتحديات اقتصادية، كل هذه العوامل أدت إلى بروز هذه الدعوات التي نسمعها اليوم للانفصال، لكن في ظل بناء الدولة المدنية الحديثة وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة وتقسيم اليمن إلى عدة أقاليم وإعادة تعديل الدستور ليتواكب مع المتغيرات الموجودة اليوم واعتماد القائمة النسبية في الانتخابات وانتخاب مجلس الشورى من مختلف المحافظات وتعويض كل من له حق سواء في الجنوب أو الشمال التعويض العادل واعتماد مرتبات كافة الشهداء ومعالجة الجرحى كل هذه الإجراءات في اعتقادي بأنها جزء مهم من الحلول والمعالجات التي ستعالج العديد من الإشكاليات التي تعاني منها اليمن وعلى وجه الخصوص القضية الجنوبية، ويجب أن يتفهم الجميع بأن الثورة الشبابية الشعبية والعهد الجديد لا ذنب له فيما مضى، وأن من يتحمل المسؤولية هو النظام السابق الذي أدار تلك الفترة بإيجابياتها وسلبياتها، أما أننا نحمل الثورة الشبابية أخطاء الآخرين فهذا ليس من العدل في شيء؛ لأن هذه الثورة قامت من أجل إزاحة هذا الظلم. رد المظالم .. إذاً الحل العادل للقضية الجنوبية هو رد المظالم؟ نعم الحل العادل للقضية الجنوبية يتمثل أولاً في رد المظالم كافة، ليس في الجنوب فقط، بل في مختلف المحافظات اليمنية أيضاً لو لاحظنا أهداف الثورة الشبابية الشعبية فسنجد أنها تضمنت الحلول والمعالجات لكافة الإشكاليات أيضاً عالجت مشكلة الدستور اليمني حيث سيكون هناك دستور جديد للدولة اليمنية المدنية الحديثة، وبالتأكيد هذا الدستور سيعطي كافة الحقوق لأصحابها. الاعتذار للشمال والجنوب .. إذاً هل في اعتقادكم أنه من واجب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح أن يعتذروا لأبناء المحافظات الجنوبية عما حدث في هذه المحافظات من حرب ومن نهب للحقوق والممتلكات العامة والخاصة لتهدئة النفوس؟ هذا أيضاً مطلب من جملة المطالب التي قدمت من الأمانة.. اعتذار لما حدث من انتهاك سواء في المحافظات الجنوبية والشرقية أو في المحافظات الشمالية، وهذه المطالب هي محل نقاش وقد تكون ضمن القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني. ..أنتم شخصياً هل تؤيدون تقديم مثل هذا الاعتذار؟ أنا أرى أنه لا مانع من الاعتذار لأنه ربما أُسيء استخدام السلطة في هذه المحافظات وكانت هناك حروب عبثية وخسائر وظلم واضطهاد تعرض له الكثير من اليمنيين، ليس في المحافظات الجنوبية أو في صعدة فحسب، بل في أكثر من محافظة من محافظات الجمهورية. سبب حروب صعدة ..كنت محافظاً لمحافظة صعدة، ياحبذا لو نتعرف من خلالكم عن سبب حروب صعدة؟ الحرب في صعدة بدأت منذ العام 2004م وأنا عُينت محافظاً في صعدة في بداية عام 2006م،وحقيقة الحروب في صعدة من وجهة نظري لم يكن هناك أي مبرر لها، مهما كان هناك من اختلافات فكرية فكان يفترض أن يسودها الحوار وألا تتحول إلى مواجهات مسلحة أو حروب عبثية وصلت إلى ستة حروب، بدون أي مبرر لما استخدم من أسلحة في هذه الحروب والتي أضرت الكثير من الأبرياء والمواطنين والأطفال والنساء ودمرت المساكن وأحرقت المزارع ولو تستطيعون زيارة صعدة فستجدون أن مدينة صعدة القديمة هذه المدينة التاريخية الأثرية تعرضت للخراب والدمار وبدون أي سبب، ثم أنها مدينة مغلقة بسور ولها أبوابها؛ لهذا كان بالإمكان إذا كان للسلطة والأمن بعض المطلوبين أو المتهمين بانتمائهم للحوثيين الموجودين في المدينة أن تقبض عليهم ببساطة وبدون أن تدمر قوات الأمن والجيش المدينة فوق رؤوس سكانها، وحقيقة أن ما جرى كان شيئا مؤسفا وأنا اعتبرت أن الحرب في صعدة كانت عبارة عن حروب استثمارية أكثر منها حروب لبسط سلطة الدولة. عارضت حرب صعدة .. لكن تم إقصاؤكم من منصب محافظ المحافظة؟ المستفيدون من الحرب يحاولون دائماً أن يستثمروها، وأنا كان لي رأي أنه من الممكن من خلال الحوار الفكري ومعالجة قضايا الناس أن ننتهي من هذه القضية، وحقيقة كان هناك استجابة من قبل الحوثيين لهذا الرأي وهذه شهادة لله سبحانه، ولدي رسالة من القيادات الحوثية بذلك ورفعناها للرئيس السابق في حينه ومضمون الرسالة “بأنهم مستعدون لوقف ترديد الشعار وهو كان من أبرز مطالب السلطة وأنهم أيضاً مستعدون لوقف تدريس الملازم خلال عامين وأن يدخلوا معنا في حوار؛ ولهذا الغرض شكلنا لجنة من العلماء في صعدة مع العلماء المحسوبين على الحوثيين حول مدى مشروعية تدريس الملازم وترديد الشعار وكانوا يطلبون أن تخصص لهم مساجد ولم نوافق أيضاً طلبوا أن يرددوا الشعار بعد صلاة الجمعة فقط ولم نوافق، المهم وصلنا إلى نتيجة معهم بأنهم مستعدون لوقف ذلك خلال عامين والدخول معنا في حوار حسب رسالتهم التي رفعناها للرئاسة وهذا كان المطلب الأساسي للسلطة، لكننا للأسف لم نلق استجابة من الرئاسة في صنعاء، وكما يعلم الجميع بأنه خلال عام كامل وهو عام 2006م استقرت الأوضاع في مديريات وعزل محافظة صعدة، لم نسمع عن وقوع أي حادث خلال هذا العام وشارك المواطنون بفعالية في الانتخابات الرئاسية والمحلية في هذا العام وكانت محافظة صعدة هي المحافظة الأولى من بين محافظات الجمهورية التي حصل فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح على نسبة 95 % تقريباً من الأصوات وأعضاء السلطة المحلية كانوا من المؤتمر الشعبي العام عدا فقط ثلاثة أشخاص وكان لديهم رغبة صادقة أن يقفوا مع الرئيس السابق ومع المؤتمر الشعبي العام، لكن لم يُقبل بهم، أيضاً الرئيس السابق دشن حملته الانتخابية في العام 2006م من محافظة صعدة. الغداء مع الحوثيين .. علام يدل ذلك؟ لا شك أن ذلك يدل على الأمن والاستقرار الذي أصبحت تنعم به المحافظة، وكان هناك محاولة من الحوثيين لإثبات حسن النية، وبعد المهرجان الانتخابي اجتمع الرئيس السابق مع الحوثيين وتناول طعام الغداء معهم ولو استمر هذا الوضع لكان ذلك بداية النهاية لكل الحروب والصراعات والإشكاليات في محافظة صعدة. حروب استثمارية .. إذًا سيادة اللواء لماذا زادت الأمور تعقيداً بعد ذلك؟ في الحقيقة المعنى في بطن الشاعر كما يقول المثل..وكما ذكرت لكم بأن الحرب كانت عبارة عن حرب استثمارية عبثية أكثر منها صراعا سياسيا أو مذهبيا؛ لأن ثقافة النظام السابق للأسف كانت ثقافة إقصاء وحقد على الكثير من القوى؛ ولهذا أوجدوا الانقسامات والحروب والخلافات حتى بين أبناء الأسرة الواحدة والقبيلة الواحدة والبيت الواحد. سبب الصراع مع السلفيين .. ما سبب استمرار الصراع في كتاف ودماج وعاهم وغيرها من المناطق؟ هناك ياأخي عدة أسباب لعل أهمها أن الحرب خلال الست السنوات أثبتت أن هناك قوى وطنية ولها رؤيتها المستقلة، والوضع الموجود لم تتمكن السلطة ولا حتى المتحالفون معها من القضاء على الحوثيين بالرغم من الاستعانة بالحوار ومع ذلك لم يتمكنوا من حسم الموقف عسكرياً، حتى المتعاونون من القبائل مع السلطة فشلوا بالرغم من دخولهم في مواجهات مسلحة مع الحوثيين لكنهم فشلوا، بعد ذلك بدأوا يفكرون في حرب جديدة على النمط الموجود في العراق، بأن يكون هناك حرب طائفية مذهبية عقائدية بحيث أن يتمكنوا على الأقل من إضعاف الحوثيين لأنهم بالتأكيد لا يستطيعون القضاء عليهم لأنهم اليوم موجودون في مختلف المحافظات اليمنية، لهذا فكروا بأن يواجهوهم بحرب عقائدية وأن يوجدوا أو يرسخوا الحرب الطائفية كما يقال حالياً بين السنة والشيعة، وفي الواقع هذه التسمية في حد ذاتها خطأ كبير؛ لأنه من لم يؤمن بالسنة فليس بمسلم، معنى ذلك عندما يقول بين السنة والحوثيين أو بين الحوثيين والمواطنين بمعنى أن الحوثيين يقاتلون مواطنين وكما يعلم الجميع بأن القتال هو بين السلفيين والحوثيين. الأجانب في دماج .. لكن سمعنا أن هناك أجانب هل هذا صحيح؟ نعم هناك أجانب وهم موجودون في مركز دماج أكثر من حوالي(300)شخص، وعندما كنت محافظاً لصعدة تحدثنا بأن هؤلاء لا شرعية لوجودهم في اليمن، دخلوا إلى البلد بصورة غير شرعية وحدودنا مفتوحة للجميع وبالتالي يتواجدون في مراكز الأحاديث كلها ومنها مركز الحديث بدماج، يأتون على أساس طلب العلم وعندما كنت في صعدة أحصينا هؤلاء الأجانب في المحافظة على أساس نعطي لهم إقامات حتى يكون وجودهم شرعيا وأن يتم تحديد فترة الإقامة والغرض من زيارة اليمن وما إلى ذلك، لكن النظام السابق كان له سياسة أخرى، تحدثنا للسلطة وقلنا لهم هؤلاء الأجانب حوالي ثلاثمائة شخص وهم موجودون بصورة غير شرعية من فرنسا وبريطانيا ومن دول عربية وأوروبية؛ لهذا يجب أن نعطيهم بطائق أو كروتا للإقامة، لكن النظام السابق رفض ذلك وقالوا لنا لا تفتحوا لنا جبهتين وتلقينا أوامر بترك هؤلاء الأجانب بالرغم أنهم يتلقون الدعم المالي والمعنوي والعسكري أيضاً وعلى هذا الأساس تركناهم وشأنهم، وكانوا في دماج يعملون على تزويج هؤلاء الأجانب بيمنيات من أبناء المنطقة أو من المحافظات الأخرى من خلال الطلاب الذين يدرسون في دماج، وتم شراء أرض كبيرة جداً وبنوا لهم مساكن هناك لمن يرغب في السكن. الحرية الفكرية .. إذاً كيف يجب معالجة قضية صعدة؟ أنا أرى أن الحل هو أن يترك للناس حرية الفكرة ليكونوا ما شاءوا ، أما أنك تحاربه بسبب فكره فهذا لا يجوز أبداً، وأيضاً أن يتم تعويض الناس عما لحقهم من أضرار ودمار لمنازلهم وقراهم ومزارعهم التعويض العادل, وأؤكد أن الحل الأمثل للقضية اليمنية بشكل عام هي الحرية الفكرية بحيث يكون الناس أحرارا في انتماءاتهم الفكرية والمذهبية وفي حرية المعتقدات وفي حرية الإعلام. حزب الحاكم .. البعض يرجع أن سبب الإشكاليات الموجودة اليوم إلى المؤتمر الشعبي العام باعتباره الحزب الحاكم قبل الثورة الشبابية والانتخابات الرئاسية الأخيرة، ما مدى صحة مثل هذا الحديث؟ نحن كنا من قيادات المؤتمر الشعبي العام ولم نشعر في يوم من الأيام أننا حزب حاكم، والسبب أنه حزب الحاكم وليس الحزب الحاكم؛ لأن القرار كان في رأس النظام الذي يقرر ما يشاء، ولهذا كان المؤتمر الشعبي العام في منهجه السياسي معتدلا بثقافة رجالاته وبشخصياته السياسية والاجتماعية ولا يضاهي أي حزب آخر في اليمن برجالات وشخصيات المؤتمر الشعبي العام، لكن للأسف القرار كان قرار الفرد الذي بدوره يتحكم في الدولة وفي التنظيم كيفما يشاء هو. قوة المؤتمر ..هل سيعود المؤتمر الشعبي العام بقوته السابقة أم أنه سيتلاشى ويختفي من وجهة نظركم؟ نحن نأمل أن يعود المؤتمر الشعبي العام إلى قوته وأن يستمر كفاعل سياسي رئيسي في الساحة وهذا مرتبط بإعادة تنظيمه وإعادة النظر في قياداته الحالية. ..كيف؟ هذا شأنهم وهناك قيادات وطنية فاعلة ومقبولة في إطار التنظيم وفي الأوساط السياسية الأخرى أما إذا ظل بهذا الحال فإنه سيتآكل وينتهي. لهذه الأسباب استقلت ..لماذا استقلتم من المؤتمر الشعبي العام؟ لهذه الأسباب التي ذكرتها. ..لكن لماذا جاءت مع موجة الاستقالات التي شهدها المؤتمر؟ عندما جاءت الثورة الشبابية كانت الدعوة من هذه الثورة لكل اليمنيين أن ينضموا إليها، أما سابقاً إذا قدمت استقالتك أين تذهب، وحقيقة لم يكن لدي قناعة أن أستقيل من المؤتمر وأذهب إلى الأحزاب التقليدية التي كانت موجودة، لكن الآن هناك ثورة وهذه الثورة يقدسها حتى أعداؤها، وعند قيام هذه الثورة انضم إليها كل الوطنيين والشرفاء، وهناك العديد من الوطنيين والشرفاء في الفئة الصامتة. المؤتمر لا يضاهى .. في اعتقادكم عودة المؤتمر الشعبي العام إلى قوته السابقة، هل هي لمصلحة البلد ولإحداث توازن أم في غير صالح البلد؟ شخصياً أعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كفكر ومنهج وثقافة وأدبيات لا يضاهى، لكن مشكلته هي في بعض القيادات التي أساءت إلى نفسها وإلى المؤتمر الشعبي العام، فإذا ما تغيرت هذه القيادات وتغير الأسلوب والنظام المتبع في المؤتمر حالياً فسيكون تنظيما فاعلا في الساحة اليمنية على أن لا يعتمد على السلطة أو مال السلطة كما كان سابقاً. التقاسم مرفوض .. حكومة الوفاق كيف ترون سير عملها؟ الحكومة نتمنى لها النجاح والتوفيق وإن كان لدينا تجارب سابقة يجب الاستفادة منها؛ لأن حكومات الشراكة منذ العام 90م لم تحقق أهدافها المرجوة، ونتمنى ألا يكون مصير حكومة الوفاق مصير حكومات الشراكة السابقة؛ لأن التوجه للأسف حالياً هو التقاسم في كل شيء يتم تغيير فلان لأنه من هذا الطرف وتعيين فلان لأنه من هذا الطرف وهذا يشكل خطورة كبيرة، ونعود إلى ما كنا عليه سابقاً. ما المطلوب لتجاوز هذا الوضع وهذا التقاسم؟ المطلوب هو تشكيل حكومة وطنية تعتمد على الكفاءات والتخصصات بعيداً عن التقاسم الموجود اليوم الذي سيشكل خللا كبيرا. تهيئة المناخ أولاً .. حالياً هناك تحضيرات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني ما المطلوب من هذا الحوار؟ أولاً ياأخي قبل الدخول في الحوار لابد أن يتم تهيئة المناخ الطبيعي للحوار، مثلاً أن تكون أهداف الثورة الشبابية هي أهداف الحوار الوطني وأن تكون الثوابت الوطنية بما فيها الوحدة وأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر كلها من ضمن الثوابت وأسس للحوار الوطني، أيضاً لابد أن يعلم الجميع أن هناك ثورة لهذا لابد أن تكون أهداف هذه الثورة هي أبرز مهام لجنة الحوار، وقبل الدخول إلى الحوار لابد من معالجة وضع الجيش، لا أقول هيكلة؛ لأن الهيكلة تحتاج إلى وقت ولكن يجب أولاً توحيد الجيش والأمن. .. كيف يتم ذلك من وجهة نظركم؟ من خلال تغيير الأشخاص وأن تخضع لقيادة شرعية ممثلة بوزيري الدفاع والداخلية ولرئيس الجمهورية ولابد أن يكون هناك قيادة واحدة للجيش ممثلة في القائد الأعلى المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أما أن تكون قيادة الجيش برأسين ستكون مثل المخلوق المشوه. .. إذاً تقصدون عزل اللواء علي محسن وأحمد علي تحديداً؟ هذا شيء مفروض، لكن أقصد كافة القيادات حوالي أربعة خمسة أشخاص بالكثير، هذا الأمر سيعزز الثقة بين أفراد هذه الوحدات، وأن تخضع كل هذه الوحدات للقيادة الشرعية، وأن تتولى مكان هذه القيادات قيادات جديدة لا تستند إلى قبيلة أو قوة عسكرية أو تنظيم سياسي، وإنما يكون قائد عسكري وطني يأتمر بأمر القيادة الشرعية للبلد، أيضاً إلغاء القوائم الأمنية السوداء بمعنى عندما يكون اسمك في هذه القائمة تظل مطاردا دائماً محظورا عليك السفر والتنقل، كل هذه يجب أن تنتهي؛ لأن كل هذه موجودة وهي خارج القانون أيضاً يجب إعادة جميع المفصولين والمبعدين من أعمالهم ويعودوا إلى أعمالهم أو أعمال مماثلة لها، كذلك يجب أن يكون التمثيل في لجنة الحوار متساويا بين جميع الأطراف المشاركة حتى لا يهيمن طرف على الآخرين من خلال ثقله العددي أو السياسي أو المادي كذلك أن تقدم الأحزاب ذمتها المالية وهذا تقريباً لن يكون مقبولاً عند الأحزاب ومن أين حصلت عليها، كل هذه إجراءات ضرورية تهيئ للحوار وأن ينتهي الصراع الموجود سواء في الجنوب أو الشمال كل هذا يجب أن ينتهي، كيف ندخل في حوار وكل طرف يحمل السلاح ضد الطرف الآخر ونتمنى على الرئيس هادي والحكومة ولجنة التواصل العمل على تهيئة المناخ من أجل نجاح الحوار الوطني.