افتتح رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس بصنعاء المرحلة الأولى من المنشآت التعليمية للجامعة الدولية اللبنانية والمرافق الخدمية التابعة. وتتكون المرحلة الأولى من ثلاثة مبان؛ كل مبنى يشمل ستة طوابق مع المعامل والمختبرات والمكاتب الإدارية والمرافق الخدمية من منشآت رياضية وإدارية وخدمية ومساحات خضراء ومواقف سيارات وصالات مفتوحة وغيرها بتكلفة إجمالية تصل الى 12 مليون دولار، وتقع على أرض مساحتها 21 ألف متر مربع. وتم تصميم المباني وتنفيذها وفقاً لأحدث المعايير الدولية في مجال بناء وتصميم المنشآت التعليمية الجامعية، وبما يتواءم مع متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمي. وبعد أن قص الشريط وأزاح الستار إيذاناً بالافتتاح الرسمي لمنشآت الجامعة الدولية اللبنانية، حضر الأخ رئيس الوزراء الحفل الذي أقامته الجامعة بهذه المناسبة.. وألقى كلمة عبر في مستهلها عن تشريفه بافتتاح هذا الصرح العملي وسعادته بإنشاء هذه الجامعة في اليمن وتطلعه لأن يكون لها فروع في المحافظات اليمنية الأخرى.. مرحباً برئيس مجلس أمناء الجامعة وزير التربية والتعليم العالي اللبناني الأسبق عبدالرحيم مراد في بلده الثاني اليمن. وعبر عن إعجابه بما تمتلكه الجامعة الدولية اللبنانية التي زار مقرها الرئيسي قبل سنوات من إمكانات متميزة في الأجهزة والمعامل والمختبرات والمرافق الخدمية.. لافتاً إلى أهمية أن يتكرر مثل ذلك الاهتمام في فرعها باليمن. واعتبر الأخ باسندوة العلم شيئاً أساسياً وحجر الزاوية لأي تطور ونهوض منشود.. مشيراً إلى تجارب الدول المتقدمة التي نهضت من خلال الاهتمام بالتعليم.. وقال: سألت مهاتير محمد أثناء زيارته مؤخراً لصنعاء عن كيفية تحقيق ماليزيا لذلك النهوض المذهل؟ وما الذي اتبعه لإنجاز ذلك، فأجاب بأنه بدأ بإصلاح التعليم. ووجه رئيس الوزراء الوزارات المعنية بالتعليم بالاهتمام أكثر بالمخرجات النوعية وليس الكم.. مؤكداً أن التعليم النوعي هو الكفيل بتخريج أجيال قادرة على تحمل المسئولية في بناء اليمن الجديد في عهد التغيير.. لافتاً إلى ضرورة إيلاء الصفوف الأولى اهتماماً مضاعفاً، ووضع أفضل الخبرات والمدرسين في الروضة والصفوف الابتدائية باعتبارها الأساس الذي سيتم البناء عليه مستقبلاً.. ولفت إلى ما عرف به اليمنيون من تميز وإبداع عندما تتاح لهم الظروف الملائمة؛ بدليل ما يظهرونه في الخارج من قدرات ومهارات، ما يتطلب تحمل الجميع لمسئوليتهم في توفير الأجواء الملائمة في الداخل لتشجيع الإبداع والمبدعين وعلى رأسها الاهتمام بتطوير التعليم.. مشيراً إلى أن اليمن مهد الحضارة، وكما قال عنها لورنس العرب في كتابه أعمدة الحكمة السبعة إنه بدون اليمن لن يكون هناك انبعاث أو ولادة جديدة للعرب. وقال باسندوة: يجب أن لا نكتفي بالتفاخر بأمجاد أسلافنا، بل يجب أن نكون كما كانوا وأفضل.. وأكد رئيس الوزراء العزم والتصميم على بناء اليمن الجديد وتحقيق النهوض والتطور المنشود، مهما كانت الصعوبات أو العراقيل التي يحاول البعض افتعالها.. وقال: إذا صدقت النوايا وأخلصت النفوس وتوقفت أعمال التخريب ومحاولة عرقلة تنفيذ بقية بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، فسنحقق ما نتمنى أن نرى عليه اليمن الجديد المتطور والمزدهر.. وطالب جميع أبناء الشعب اليمني بالوقوف مع الدولة والحكومة ضد كافة أشكال العبث بمقدرات الوطن وأعمال التخريب التي تطال أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ومحاربة الإرهاب والتطرف.. مشيرًا بهذا الخصوص إلى ما تتعرض له أبراج نقل الكهرباء من اعتداءات متكررة تؤثر على معيشة وحياة كافة المواطنين. وقال: من يتصور أن تخريب الكهرباء سيفشل الحكومة فهو واهم، فهذه الأعمال عبثية يجب أن نستنكرها وندينها جميعاً؛ لأنها تطال بتأثيراتها الجميع.. وأضاف: بالتأكيد تواجه حكومة الوفاق الوطني مشاكل، وكنا سنحقق المزيد من التقدم لولا العراقيل وبعضها مفتعل، والتي توضع في طريقنا، ولكن برغم ذلك فإننا ماضون في طريق التغيير ومصممون على بناء اليمن الجديد مهما كانت الصعوبات. وجدد الأخ رئيس الوزراء دعوته التي وجهها من محافظة عدن أمس إلى كل القيادات والمناضلين من أبناء المحافظات الجنوبية في الخارج أن يعودوا إلى أرض الوطن، وسيحظون بالحماية والاهتمام، فقلوبنا وصدورنا مفتوحة لهم، للتحاور في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وطرح كل ما يريدون بما يبقي على اليمن موحداً بأية صيغة من الصيغ. من جانبه دعا وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي قاسم إسماعيل الجامعات والكليات الأهلية التي لم تبدأ ببناء منشآتها وماتزال مستمرة في المباني المؤجرة إلى سرعة امتلاك مبانٍ خاصة بها والعمل على تجويد العملية التعليمية وتوفير أعضاء هيئة التدريس المتفرغين، ما لم ستجد نفسها خارج المنافسة. وعبّر وكيل وزارة التعليم العالي عن أسفه بأن الجامعات الحكومية والأهلية تعاني من نقص في العناصر الأساسية للعملية التعليمية المذكورة وتحتاج إلى وقفة شجاعة من رئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء مجلس الوزراء وكل المؤسسة التعليمية حتى تعاد للتعليم العالي قيمته وجودته، وإعطاء التعليم الأولوية بل الأهمية القصوى؛ لأن البلدان لا تتطور ولا تتقدم إلا بالتعليم. إلى ذلك أعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الدولية عبدالرحيم مراد ورئيس الجامعة الدكتور رضا يوسف هزيمة بأن الجامعة ستقوم ببناء منشآتها التعليمية في فروعها في تعزوعدن، فضلاً عن إقامتها في العاشر من سبتمبر القادم في صنعاء حفل تخرج للدفعة الثانية من مختلف التخصصات على مستوى اليمن.