حين يضع القدر بعض من ابتلاهم الله بإعاقات مدى الحياة.. في بيئاتٍ تجهل التعامل معهم.. بسبب تدني الوعي وانعدام(ثقافة التعامل مع ذوي الإعاقة) والأخذ بأيديهم كونهم جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع.. ولا يقلون أهمية عن الأسوياء..فالتاريخ الإنساني مليء بالعباقرة من ذوي الإعاقة الذين ملأوا الدنيا بإبداعاتهم وعطاءاتهم في مختلف مجالات الحياة.. وما يؤسف له أن بعض (العائلات) ممن يوجد لديها أبناء معاقون يسعون لإخفائهم عن أعين المجتمع ووضعهم في أماكن مغلقة .. وكأنهم من اختاروا لأنفسهم تلك الحال.. بلادنا في الآونة الأخيرة وجدت بها العديد من المؤسسات والجمعيات غير الحكومية التي تدعم وترعى ذوي الإعاقة وتقدم لهم خدمات رائعة وتأخذ بأيديهم وتساعدهم على الاندماج في المجتمع.. من تلك المؤسسات الخاصة مؤسسة(خذ بيدي) للتنمية الإنسانية.. وهي مؤسسة غير حكومية تمارس نشاطا تنمويا خيريا لتحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة بناء على القرار الوزاري رقم(249/34) لسنة (2009م) ونطاقها الجغرافي في الجمهورية اليمنية أسسها مجموعة من ذوي الخبرة والاختصاص بقيادة الأستاذة الفاضلة والراحلة فاطمة العاقل. ورسالة مؤسسة خذ بيدي: (حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم الفعّالة في المجتمع..) ومن هذا المنطلق تواجدت صحيفة الجمهورية في أروقة المؤسسة لتستطلع عن قربٍ دورها ونشاطها الفاعل في هذا المجال الإنساني الهام....والتقت بالقائمين على إدارتها....تفاصيل أكثر نحلق معها من خلال هذا الاستطلاع الخاص.. فكن معنا عزيزنا القارئ.. إيجاد فرص عمل - تهدف المؤسسة إلى تشجيع لغة الحوار والتواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وإنشاء قاعدة بيانات للأشخاص ذوي الإعاقة بعموم محافظات الجمهورية، وإدارة برامج مشتركة مع كافة الجهات ذات العلاقة محليا وإقليميا وعربيا، ونشر الوعي في المجتمع على كافة المستويات بقضايا وحقوق ذوي الإعاقة، والمساندة المادية والمعنوية للمراكز التدريبية والتأهيلية بما يلبي طموحات واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وإيجاد بيئة مشجعة على الإبداع والابتكار لذوي الإعاقة للمشاركة الفعّالة في الأنشطة الفنية والثقافية. الإعلام في بلادنا مشغول بقضايا السياسة - وعن أهم ماتطمح إليه المؤسسة مستقبلا تحدثت للجمهورية أ. هدى هيثم المدير التنفيذي للمؤسسة كاستخراج أراض لبناء مركز تأهيلي وتدريبي لذوي الإعاقة في شتى المجالات منها :(التنمية البشرية، الحاسوب، الخياطة والتطريز للفتيات، والحرف اليدوية....). وتضيف هيثم: ونطمح كذلك إلى إنشاء ورش نجارة وحِدادة..لتدريب المعاقين وإيجاد فرص عمل لهم في تلك الورش.. ومن طموحاتنا الكبيرة في المؤسسة إقامة مشاريع صغيرة: (بقالات، مغاسل، أفران) لإيجاد فرص عمل للمعاقين ودمجهم بالمجتمع.. ونحن الآن بصدد الترويج لهذا المشروع الكبير ويحمل اسم(أعطني سنارة..). وعن علاقة المؤسسة بوسائل الإعلام.. لتدعيم الوعي بهموم وقضايا المعاقين في المجتمع أضافت أ. هيثم: التعاون مع وسائل الإعلام ضئيل جدا ويعود ذلك لأسباب كثيرة أبرزها: التكاليف الباهظة.. وكذلك انشغال وسائلنا الإعلامية بالجوانب السياسية معتقدين أنها أهم من القضايا الإنسانية.. بالإضافة إلى عدم وعي القائمين على وسائل الإعلام بمشاكل وهموم واحتياجات ذوي الإعاقة في بلادنا.. - ووجهت أ. هدى رسالتها إلى وسائل الإعلام في نهاية لقائها: نتمنى من وسائل الإعلام الاهتمام بهذا الجانب التوعوي بحقوق واحتياجات ذوي الإعاقة والتعاون مع المؤسسات الخيرية بشكل مستمر.. وألا يكون اهتمام تلك الوسائل موسميا أو مناسباتياً فقط. عدم الثقة بقدرات المعاق - عن أبرز الصعوبات التي تواجه المؤسسة أوضحتها أ. إيمان اللبني سكرتارية بالمؤسسة، أن أهم تلك المعوقات والصعوبات: عدم ثقة الجهات الداعمة وذلك بسبب كثرة وجود مؤسسات وجمعيات تدعو باسم (الخير).. بالإضافة إلى ضعف تأهيل العاملين في هذا الجانب.. كما أن الجهات الداعمة لا تقوم بالدعم مباشرة إلا في حال الحصول على فائدة....! - وتضيف اللبني: نواجه صعوبة إيصال المعونات إلى بيوت ذوي الإعاقة بسبب توفر المواصلات؛ مما يضطر المؤسسة إلى التواصل مع المعاقين وطلب الحضور إلى مقر المؤسسة لاستلام المساعدات العينية؛ ولذلك يضطر المعاقون إلى استئجار وسائل نقل بتكاليف باهظة نظرا لبعد أماكنهم عن المؤسسة. - وتضيف اللبني: يلاحظ ازدياد أعداد المعاقين بشكل كبير ويعود السبب إلى الحروب والنزاعات المسلحة وانتشار الألغام، إضافة إلى زواج الأقارب وانتشار الأمراض الوراثية.. وكل تلك الأسباب تؤدي إلى عدم القدرة على احتواء العدد الكبير للمعاقين بمفردنا.. وتبرق اللبني في الختام رسالتها لأصحاب الأيادي البيضاء وأهل الخير والعطاء.. للمزيد من الاهتمام بمساعدة المعاقين في كافة المجالات.. حيث إن المعاق يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي. تحسين وشراء بيوت للمعاقين - ومسك ختام هذا الاستطلاع توضح للقارئ بعض الجوانب المتعلّقة بالمؤسسة وخاصة كيفية التعامل مع منتسبيها أ. نسيبة القباطي المسئولة الإعلامية: تمرُ العملية بعدّة خطوات، أبرزها تسجيل استمارة في المؤسسة باسم المعاق، ثم النزول الميداني للتوثيق وتحديد ماهية التعاون من قِبل المؤسسة مع المعاق بأشياء محددة مثل:(تحسين وشراء بيوت للمعاقين، كفالة معاق، كفالة مريض، كفالة طالب علم، مساعدات إنسانية كقضاء ديون، ومساعدات زواج، وتوزيع الحقائب الغذائية طوال العام وموسم رمضان، بالإضافة إلى توزيع كسوة المعاق في عيدي الفطر والأضحى وموسم الشتاء، وتوزيع الأضاحي....). وتضيف القباطي: إضافة إلى جانبي التأهيل والتدريب للمعاقين مثل: برنامج تدريب الحرف اليدوية, والبرنامج العالمي:(سبرنج بورد) الخاص بانطلاقة المرأة.. كما أن المؤسسة قامت بفتح مراكز كمبيوتر ومشغل خياطة بمحافظة (الحديدة). - وأقامت المؤسسة دورات توعوية لأولياء أمور المعاقين، بالإضافة إلى الأنشطة الصحية المتمثلة في عمل عقود مع المستشفيات والأطباء.. والقافلة الطبية لذوي الإعاقة السمعية التي مرّت بثلاث مراحل.. كما أن المؤسسة تقوم بالمتابعة الدورية للمعاق.. واختتمت القباطي بأمنية جميلة وهي أن تصل مؤسسة (خذ بيدي) إلى نطاق أوسع.. وتبرز على المستويين العربي والعالمي وليس على المستوى المحلي فقط؛ كون خدمتها نوعية وتتعلّق بأهم شريحة في المجتمع.