شهية عبدالمعين المضرحي كثيرة هي الحكايات الطريفة والمواقف المضحكة التي يبثها السيد “رمضان” على سلوك الكثيرين في صفحات الأيام الأولى من رمضان. ومن الطبيعي والطبيعي جداً أن تعتري المرء حالات كثيرة من الإعياء والتعب والنزف بسبب الصوم، ومن المهم الإشارة إلى أن البعض قد يشعر بالدوار وينتابه التقيؤ وتحديداً في اليوم الأول من رمضان، لكن ماذا عن الشهية؟! يستعرض الذهن على مسامع المعدة الكثير من أصناف المأكولات والمشروبة المتاحة وفي غمرة هذا العرض تتمنى عليه المعدة التمهل في السير والتذكير فيعدها بكل ما أرادت في المساء أو فور الإفطار، لكنه قبل ذلك إن ذهب مثلاً إلى السوق ولم تعد الصورة ذهنية بل حسية يلامسها بكل حواسه تتشعب ألسنة شهيته فتراه يشتري الكثير من الشيء الفلاني وفي اعتقاد معدته أن كل هذا قد لا يكفي لكنه ما إن يفطر ثم يشرب الماء بلهفة حتى تخمد نيران تلك الشهية وتغيب كل تلك المأكولات رغم محاولاته في استدعائها، لم يعد في المعدة شيء من الفراغ فالماء يملأ كل تجاويفها ومع ذلك يتقدم إلى مائدة العشاء لإسقاط واجب جسدي تجاه معدته تمر ساعات المساء الرمضاني وكلما مرت ساعة أحس بخلو المعدة وحرقة الجوع لكن الأوان قد فات مائدة العشاء المتعددة الأصناف والأطباق قد ذهبت ولم يبق إلا ذكراها. الصوم مدرسة يجب أن نتعلم منه وفيه كيف نهذب كل مكوناتنا الحسية والجسدية ولذلك يجب أن نشعر الشهية بحلاوة الصيام بدلاً من السير وراء شهواتها التي تتيه بنا عما يجدر بنا الالتفات إليه والاهتمام به. سواك: تدري القصيدة أنها قد تفسد الصوم الجميل تدري الحكاية أنها لا تنتهي عند السحور تدري الأقاصيص الكثيرة أننا أسرار روعتها فتهدينا مقاليد الجمال