ما لهذا جعل رمضان عبدالمعين المضرحي حين نمعن النظر في مجمل الفروض الدينية التي يجب علينا كمسلمين القيام بها نجد أن جل هذه الفروض فقد أو يكاد المقاصد السامية التي لأجلها أوجب هذا الفرض أو ذاك.. يتجلى لنا ذلك من خلال الفارق الشاسع الذي يتبدى بين ممارساتنا الكثيرة لتلك الفروض والآثار أو النتائج التي لاتكاد تذكر مما ينبغي أن تتركه تلك العبادات في نفوسنا ليترجم بعدها في معاملاتنا وسلوكياتنا. ما أقسى أن تتعرى تلك المقاصد من معانيها على مرأى من الأولياء دون أن يحرك ساكناً.. بل وما أنكى حياةً تهادن أحياءً هذا وأبهم يجاهد الكثيرون منا في تهيئة كل متطلبات واحتياجات الشهر الكريم من مأكل ومشرب ببذخ وإسراف وبلغ هذا الأمر حد السوء إذ صار البعض يباهي جيرانه بما اقتناه من جديد الأطعمة والشراب وما أبتكره من طرائق لتناول وإعداد بعض الوجبات.. الفقير المعدم يشعر بغبن شديد حيال ذلك، وهو من جعل هذا الشهر للإحساس به وبفاقته؟!! أين نحن بربكم. يؤسف أن نرى جهاد البعض في ذلك الانشغال بما لا ينبغي لهم أن ينشغلوا به.. يتناسى أولئك أن تهيئة الأنفس والأرواح وانسياقها مع معطيات هذا الشهر الكريم هي الأصل والأولى والأجدر باهتمامهم. أي قيمة لصيام لاتشعر معه بشيء من الجوع؟! وأي معنى لصيام لايجعلك تتحسس فقيراً أو معدماً أو مسكيناً؟! وما جدوى صيام لايصل الأرواح بمقاصده ولا يسمو بالنفوس إلى سماوات معانيه وأسراره؟! يجب أن نسأل أنفسنا بمثل هذه الأسئلة لعلنا نحظى بأجر الصوم وثوابه. سواك: للحروف ضمائرها للمعاني عيون وللمفردات قلوب وأفئدة عند من يعلمون السكون!!