دراما تحاكي قضايا العالم العربي بدون مبالغة وبهرجة وإسفاف احتراماً لذائقة المشاهد. أخذت الدراما العمانية مساراً جديداً بعد عواصف «الربيع العربي» الذي لم تسلم منه السلطنة وصولاً إلى التغيير في الدراما، وبدأت هذا المسار العام الماضي فقدمت موسماً رمضانياً نال رضا المتابعين الذين طالما هاجموا ضعف الأعمال المحلية وسذاجة طرحها، وأكدته هذا العام بمجموعة من المسلسلات التي تستعد بها لشهر رمضان، كلها من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون في أول تجربة لها بعد تأسيسها واستقلالها عن وزارة الإعلام. ومن أبرز هذه الأعمال مسلسل «ناس وناس» الذي بدأ الفنان المصري أحمد راتب تصوير مشاهده، وهو من انتاج مؤسسة «هيكل للإنتاج الفني» كمنتج منفذ لمصلحة التلفزيون العماني، وذي صبغة عربية. المسلسل الذي يخرجه المغربي هشام الجباري مؤلف من 15 حلقة (حلقات منفصلة) ويعرض مواضيع مختلفة وفق أسلوب يتوزع بين الكوميدي والتراجيدي. وذكر المخرج أن «القضايا المطروحة تحاكي قضايا العالم العربي من خلال قالب خفيف ومن دون مبالغة وبهرجة وإسفاف، احتراماً لذائقة المشاهد». ويجمع هذا العمل ممثلين من كل أرجاء العالم العربي مثل الأردنوالبحرين والمغرب والإمارات ومصر. ويقدم التلفزيون أيضاً مسلسل «أنا وضميري» الذي يحمل صبغة خليجية من خلال مشاركة عدد من نجوم الخليج مثل وفاء مكي وليلى السمان، كما يشارك فيه أبرز الفنانين العمانيين مثل صالح زعل وشمعة محمد، وهو من تأليف عبدالرحيم المجيني وإخراج الأردني محمود الدوايمة، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي. وضمن التوجه العماني للخروج بالدراما المحلية من دائرتها الضيقة إلى محيطها الخليجي والعربي، سافر المخرج يوسف البلوشي إلى البحرين لمتابعة تجهيزات تصوير مسلسله «نظر عيني» الذي تدور أحداثه بين السلطنة والبحرين، وتنفذه شركة «الكهف الأزرق» لمصلحة التلفزيون، ومن المقرر أن يعرض بعد الشهر الكريم. وأوضح المخرج أنه لم يتفق نهائياً على الأسماء المشاركة من البحرين نظراً لانشغال أكثرهم في الأعمال الدرامية الرمضانية، من هنا اتاح له تأجيل العرض لما بعد الشهر الكريم فرصة حضور أسماء مهمة في الدراما البحرينية مثل أمينة القفاص وعبدالله ملك وابراهيم بحر. وقال البلوشي أن فكرة المسلسل الذي كتبه السوري سعيد عامر في ثلاثين حلقة تدور حول الهجرة العمانية إلى البحرين في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وأضاف: «رغبت في أن يتم التصوير في الأماكن الأصلية لرحلة فتى عماني إلى البحرين للإقامة مع جده إلا أن الجد يتوفى قبل أن يصل الحفيد. وتحمل الأحداث مواقف كثيرة تحاكي رحلات العمانيين في تلك الفترة إلى مدن المهجر الخليجي».