الجاحظ أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري. كان متصلاً - بالإضافة إلى اتصاله بالثقافة العربية - بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحق وسلمويه.. توجه إلى بغداد، وفيها تميّز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون. لا تقولي شيئاً وروى الجاحظ أيضاً: أتيت منزل صديق لي فطرقت الباب فخرجت إليّ جارية من الهند. فقلت: قولي لسيدك الجاحظ في الباب. فقالت: أقول: الجاهد في الباب؟ (على لغتها). فقلت: لا، قولي له الحدقي في الباب! (وهذا لقبه الآخر). فقالت: أقول الهدقي في الباب! فقلت: لا تقولي شيئاً، ورجعت!.