يعيش أبناء الحديدة هذه الأيام أجواء روحانية رمضانية رائعة تشدو معها النفوس لتمتلئ فرحة وبهجة بهذا الشهر الفضيل الذي تعود على زيارتنا كل عام لنعيش معة عالماً آخر، غير الذي عشناه طوال الأحد عشر شهراً الأخرى .. إنه عالم رمضان الروحاني حيث تطل معه فيوض الرحمة لتصنع في أنفسنا شعوراً وفرحة وروحانية مكللة بأعمال الخير والتكافل والتعاون وخاصة في مثل هذا الشهر الفضيل الذي يضاعف الله فيه الأعمال ويتقبل فيه القربات ويرفع فيه الدرجات .. (الجمهورية) أجرت في هذا الشهر الفضيل جولة سريعة في محافظة الحديدة لمعرفة أحوال أبناء المحافظة في رمضان وليستشف مشاعرهم الفرائحية بهذا الشهر الفضيل وكيف يقضون أيامهم في الشهر الفضيل الذي يحول نهارهم إلى ليل في الأسطر التالية: في عروسة البحر الأحمر لرمضان نكهة خاصة ورائعة على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الصيف في هذا العام حيث ترى الأطفال والشباب في حلقات الذكر "القرآن" والمساجد تمتلئ بالمصلين وبيوت الرحمن تكتسي اللون الابيض والشوارع تتزين بالقناديل لتشع أنواراً زاهية وروائح العطور والبخور تصدح من كل منزل. وعن أجواء رمضان تحدث إلينا الشيخ وائل شعبان عاقل أحد الأسواق التجارية بمحافظة الحديدة والذي تحدث لنا عن أجواء رمضان في الحديدة بالقول : إن شهر رمضان يعتبر فرصة للشباب كي يتزودوا بالعبادة وقراءة القراءن والتقرب الى الله والصوم وتهذيب النفس وصلة الارحام والتكافل والتعاون فيما بيننا. وقال شعبان: إن ما يؤسفه كثيراً هو قيام بعض الشباب ممن يبتهجون بشهر رمضان المبارك بأنهم للأسف الشديد يسيئون استغلال هذا الشهر الفضيل فتراهم قد عكسوا جدول أعمالهم فبالليل سهر وبالنهار نوم، بينما رمضان ليس شهراً للخمول واللهو واللعب؛ رمضان فرصة للصوم والعبادة والعطف على الفقراء والمساكين والتقرب إلى الله لأشهر النوم والسهر. عادات وتقاليد رمضانية في الحديدة هناك العديد من العادات والتقاليد الرمضانية بمحافظة الحديدة تمارس في شهر رمضان المبارك فللإفطار في محافظة الحديدة طقوس خاصة حيث يحمل الصائمون قبيل أذان المغرب وجبة إفطارهم ويتوجهون بها نحو المساجد ويتجمعون على هيئة حلقات في اماكن مخصصة ومعدة سلفاً حول وجبات الإفطار السريعة، حيث ترسل وجبات الافطار من المنازل المجاورة للمساجد ويحمل كل شخص إفطارة الى المسجد فيتم الأكل الجماعي، حيث ترى ملامح الناس تتجسد في تناولهم الافطار بصورة جماعية وتتشابه وجبة الإفطار من حيث الإعداد والتجهيز مع الاختلاف في الأسماء وهي الشفوت وتتكون من اللحوح والسلطة واللبن الرائب والسحاوق وكذا الشربة وهي من القمح المدقوق، إضافة الى التمر والحبحب والبالوزة التي تصنع من ماد ة النشاء والسكر والهيل والقرفة وبعض العطريات كالورد كما ان السنبوسة تحتل مكانة بارزة في مائدة الافطار وهي معروفة ليس في تهامة فقط بل على مستوى الجمهورية وشراب التمر الهندي وكذا صناعة البودر وهي تصنع من الاكستراء والحليب والسكر وعصائر الليمون او الليم وطبعاً يبدأ الإفطار بتناول التمر بعد غمر في الشربة، وبعدها يتم التزاور بين أفراد الأسر والمجتمع فبعض الأسر قد ينقطع تلاقيها لأسباب خلافات اسرية لكن ما إن يكونوا رمضان حتى يتسابق الجميع للقاء وطي صفحات الجفاء. من جانبه يقول الأخ ثابت المعمري، رجل أعمال وشخصية اجتماعية بارزة في الحديدة، بأن رمضان شهر الخير والبركات وموسم للعبادة والطاعة، له مكانة كبيرة في نفوس المسلمين فهو يعتبر من أفضل الشهور في حياتهم حيث يسعون فيه الى أداء الصيام والصلاة والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وتصفية القلوب وصلة الارحام. ودعا المعمري المسؤولين في الدولة إلى ضرورة تأمين استمرارية التيار الكهربائي والمياه بدون اي انقطاع والتي تعتبر معضلة أبناء الحديدة فعند انقطاع التيار الكهرباء وانقطاع المياه عن منازل المواطنين في الصيف تتحول حياة الناس الى كابوس مخيف بسبب أجوائها الحارة جداً حيث لا يطاق أبداً البقاء فيها لحظة واحدة وهو ما يؤثر سلباً على صيام المواطنين وصحتهم وكل شيء في حياتهم اليومية. الأطفال في رمضان لهم حكاية أخرى للأطفال في محافظة الحديدة عادات وتقاليد اجتماعية وألععههعلعغهاب قبيل المغرب ومن هذه الألعاب يجتمع الاطفال حول المساجد قبيل المغرب ويلعبون لعبة المخص الى ان يصعد المؤذن على المئذنة حيث يهتف الاطفال بشكل جهوري:"حودانه مدري قيانه في ام طيانه يلعب حصانه" ويظلون يهتفون حتى يصدح المؤذن بالأذان عندها ينطلقون الى منازلهم يرددون "وأذن وأذن وام لحوحة بردن وام شربه تكلعدن". وركّز الأخ ماهر رمسيس على استغلال أصحاب المحلات التجارية والأسواق باغتنام شهر رمضان المبارك برفع الأسعار غير آبهين بحال الناس بدلاً من أن يعينوا المواطنين لاسيما أنه شهر البركات والخير والتعاون والتراحم وتأمل رمسيس بأن تقوم حكومة الوفاق بتوفير ساعات أطول للكهرباء في اقل تقدير في هذا الشهر لكي يجد الناس لهم ملاذ راحة هروباً من الحر الشديد وتوفير المياه التي لاتزال مقطوعة عن منازل المواطنين.. وقال المواطن أحمد بن عفيف النهاري من أبناء محافظة الحديدة بأن القلوب في ليالي رمضان تتراقص طربا وتضرعا الى الله، مؤكداً أن رمضان يعتبر فرصة لتصفية القلوب والتقارب وصلة الارحام. مشيراً إلى أن هذا العام يختلف شهر رمضان كثيرا عن الاعوام الماضية وخاصة مع ارتفاع الأسعار هذا العام، مشيرا إلى أن رمضان هذا العام شكل عبئا "ثقيلا" على كثير من المواطنين في تهامة بسبب الاوضاع التي عصفت بالبلاد مؤخرا ومؤكداً بأن أسعار المواد الغذائية طرأ عليها ارتفاع عن بقية الأعوام وأن هناك تلاعباً بأسعارها من قبل بعض التجار خصوصا التمور التي ارتفعت بشكل كبير.