الكثير هم الشباب ممن أثبتوا جدارتهم في الكثير من جوانب الحياة وأستطاعوا الى حد كبير مقاومة الظروف الحياتية الصعبة ومجابهتها بصبر وتحدي يستحق الإشادة والتكريم فالظروف الذي تعيشها اليمن لا تشجع على الإبداع بقدر ما تعمل على قتل كل موهبة ووأد الإبداع في مهده حتى علق احد أصدقائي مازحاً حين الحديث عن تاريخ اليمن بالقول اليمن مقبرة المبدعين ووقتها كان صديقي يتحسر على ما وصلت اليه من البقاء في نفس المكان وعدم التقدم حتى خطوة واحده للأمام , بينما من أهم أقل كفاءة وقدرة وخبرة وكذلك إبداعاً وتعليماً أستطاعوا الإنخراط في المشهد الإجتماعي فأكملوا مسيرتهم دون أدنى تعب أو أن تسقط منهم قطرة عرق أو يقفون ليلة واحدة يتضرعون لله عز وجل ويتحسرون على مراوحتهم مكانهم بل وتراجعهم الاقتصادي الى الوراء . الشباب اليمني وبفعل الظروف المحيطة بهم والذي لا تشجع وليست مهيأة بالقدر الكافي للإبداع استطاع كسر هذه المعادلة من خلال بعض النماذج التي أستطاعت الخروج من الدائرة الكبيرة للفقر فكافحوا وصمدوا في وجه عاصفة الفساد التي جعلتهم آخر القائمة وأزاحتهم من الدعم الحكومي لتضع أبناء المسؤولين وأقربائهم يتمتعون بكافة الامتيازات الذي إن حصل عليها الشباب المبدع أو مشاريع الإبداع لأستطاع إحداث نقطة إمتياز ونجاح قد يعود بالنفع على المجتمع والوطن بأكمله لكن الوساطات والمحسوبيات أكدت غياب العدالة الإجتماعية وغياب شروط ومعايير الكفاءة والخبرة للحصول حتى على أقل الدرجات والمناصب الوظيفية في أي مرفق حكومي . ولهذا شاهدنا المئات من الشباب قد نال منه اليأس بسبب قساوة الساسة والسياسيين وقوة لوبي الفساد المنتشر الذي أهلك الحرث والنسل وأصابنا في مواطن رزقنا بل ويحاول إيقاف ما تبقى لنا من هواء نقي نستنشقه حتى لا تجد البلاد منهم أقدر وأفضل منهم لتولي مناصبهم فالكثير ممن هم في الجهاز الإدراي للدولة لا تنطبق عليهم معايير وشروط العمل في تلك المناصب حتى ان هناك شكوك عديد تدور حول تحصيلهم العلمي وهذا ما يجعل الجهاز الإداري للدولة قابلاً للتعديل والتدوير والتغيير حتى يصبح الرجل المناسب في المكان المناسب وحتى يجد الشباب العاطل من أصحاب الخبرات والمؤهلات والكفاءة الوطنية المقتدرة والقادرة على إدارة دفة التغيير نحو الأمام مكانهم المناسب سيما بعد ان كانت الوساطات والمحسوبيات سبباً في توظيف غيرهم في مكانهم وهذا الظلم بعينه ليس بحق هؤلاء بل بحق الوطن بأكمله فمن جاءت به الوساطة الى مكان لا يستحقه سيعمل فيه وفق عقليتة القاصرة وادائه الهش وكفاءتة المتدنية وبهذا يساهم في عرقلة ما كان يمكن أن يعمله غيره ممن تنطبق عليه شروط ومعايير العمل في ذلك المنصب . الشباب اليمني يعيش ظروف صعبة جداً جعلته يتجه باحثاً عن البديل وقد يكون صيداً سهلاً للمشاريع الخارجة عن القانون وهذا كله بسبب الظلم الاجتماعي الذي عاناه خلال السنوات الماضية فالشاب لا يمكن أن يكتفي بالتضرع وتقديم شكواه الى الله كل ليله ولكن بإمكانه أن يفعل الكثير وهنا يجب إعادة الاعتبار لهم فمنهم من يمتلك القدرة والكفاءة والإبداع في مجالات عديدة رغم أنه لم يستطع بسبب ظروفه الصعبة إكمال تعليمه الجامعي إلا أن هؤلاء الشباب يبدون صموداً أسطورياً في وجه الظلم الاجتماعي وكلهم أمل في أن تتخذ القيادة السياسية قرارات حازمة تعيد لهم بعضاً من حقوقهم التي تكفل الفاسدين بأكلها ظلماً وبهتاناً وهؤلاء الفاسدين سينالون جزاءهم العادل إن لم يكن في الحياة الدنيا ففي الآخرة خير حساب لأن من ظلم عبداً عليه أن لا ينتظر مغفرة الله بل عليه أن يطلب مغفرة هذا العبد لأن المولى عز وجل نأى بنفسه من أن يغفر ما بين العبد والعبد تاركاً ذلك للعبد وهذه هي العدالة الإلهية فلو غفر الشباب جميعاً والشعب بأكمله للفساد والمفسدين فلن أفعلها أنا وهذا من حقي ..