بيننا وبين الخشوع ألف حائل وحائل فما أن نتجاوز أحدها حتى يخدش خشوعنا ملهٍ آخر وما أكثر الملهيات في مساجدناوخاصة في صلااتي العشاء والتراويح إذ يكون النشاط قد عاود الجسم بعد فعل الصوم أشعر بالغرابة في هذه الأوقات إذ لا يمكنك مطلقا أن تجد فارقا بين المسجد وبين أحد الأسواق الضجيج يعم المكان والأحاديث الجانبية تكاثر وتبدو على أنها مظهر متأدب يقدر حق المكان الذي هو فيه والغريب المريب أن التراوايح تُصلى وهناك جماعة لمن فاتهم العشاء في الجماعة هذا كله في أجواء من الضجيج أجزم أنها كفيلة بإلغاء كل معاني الخشوع من القلوب ما أريد قوله أن شواغل المصلي كثيرة وكذلك الملهيات التي تلهيه عن الخشوع فيها ولكن أن تكون النعال ملهيا آخرا فتلك وربي الكارثة أرى الكثير يضع نعاله أمامه على سجاد المسجد دون أي وعاء أو عازل يعزلهما عن النظر وعن فراش وسجاد المسجد فعل ذلك دون أي مراعاة أو خجل أو استحياء ولا أدري كيف ينسى هؤلاء أننا لا نطيق الجلوس في مجالس القات أمام النعال فما بالكم بالوقوف بين يدي الله وفي الصلاة والنعال أمامنا تعانق النظر وننصدم حين يستطيع البعض إقناعنا بوجاهة هذا السلوك ومشروعيته خاصة والمساجد تعج بلصوص الأحذية وقراصنة النعال لست في برج عاجي ولا في عالم مثالي لأنتقد هذه المظاهر بل أنا منكم وواحد من الذين انتشلت نعاله في غير مسجد ولكن إذا كان ولا بد فيجب أن نضع النعال في قراطيس بلاستيكية تأدبا مع العظيم الذي نقف بين يديه. سواك إنها تذكرة إذا ما مررت عليها فقل لي هنالك ما تتذكر