ليس من السهل البحث عن حقيقة حدث ما في ظل معلومات ووثائق وبيانات متناقضة ومتباينة حملتها مراجع وكتب حاولت رصد وتوثيق تأريخ ذلك الحدث. وهذا ما حدث معنا نحن جيل ما بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حيث نحاول البحث عن حقيقة هذه الثورة المجيدة ومعرفة تفاصيل أحداثها مجرياتها بين عشرات الكتب والمذكرات لعدد من المؤرخين والمناضلين الذين قدموا جهداً كبيراً في سبيل إيصال الحقيقة ونقلها للأجيال التي تأتي بعدها لتتعامل مع تلك المراجع كوثائق تاريخية يعتمد عليها في معرفة الحقيقة التي يصعب الحصول عليها من خلال هذه المراجع كونها اختلفت كثير في روايتها لبعض الأحداث واتفقت في بعضها. وإن كانت رحلة البحث عن حقيقة ثورة سبتمبر وصفها الدكتور المرحوم عبدالرحمن البيضاني في كتابه أسرار ووثائق أزمة الأمة العربية وثورة اليمن بالرحلة الشاقة وهو الأمر الذي ذهب إليه الباحث والمؤرخ السياسي اليمني الأستاذ قادري احمد حيدر في كتابه (ثورة 26 سبتمبر بين كتابة التاريخ وتحولات السلطة والثورة) حيث دعا إلى فتح حوارات جادة وموضوعية من أجل إعادة قراءة مسار الثورة السبتمبرية وبما يقود إلى الإثراء وإغناء الجدل الإبداعي المخصب والمحفز حول الثورة اليمنية بعيداً عن عقل السلطة, فإنه من الممكن التوصل اليها ومعرفتها اذا ما استمر البحث عنها في أفاق جديدة تساعد على إخراج ما تم إخفاؤه والتستر عليه من قبل السلطة السابقة التي عمدت على تقديم ما يتوافق معها ومع سياساتها وتجاهلت معلومات وشهادات تاريخية كانت ربما كافية للمساعدة في معرفة الحقيقة ولعل حديث المناضل عبدالله الضبي الذي أشار إليه الكاتب قادري حيدر في كتابه السابق الذكر عندما قال وعلى لسان الضبي: "لا يزال هناك الكثير من الحقائق التي تحتاج إلى توثيق ويمكنني الإسهام بذلك في الوقت المناسب" كما أورد الكاتب على لسان الدكتور عبدالعزيز المقالح "لقد ظهرت عن الثورة اليمنية عشرات الكتب لكن أياً منها لم يكن في مستوى ذلك الحدث العظيم ومازالت الثورة تنتظر من يكتب مسيرتها بطريقة اكاديمية تضع حدا للكتابات الانشائية والصحفية". مصادر كتابة تاريخ الثورة وأنواعها تعددت المذكرات التي صدرت وما تزال تصدر لبعض السياسيين والمناضلين الذين شاركوا في الثورة اليمنية 26سبتمبر1962م واختلفت اقوال البعض الاخر التي سطرتها بعض المراجع لعدد من الكتاب والصحفيين والتي جاءت كمقابلات صحفية أو شهادات أدلى بها بعض السياسيين أو المناضلين في مناسبات مختلفة، وجميعها تهدف إلى صياغة تاريخ الثورة اليمنية 26سبتمبر1962م ويمكن تصنف أو تقسيم تلك المذكرات أو الشهادات إلى قسمين: القسم الأول مذكرات لبعض من السياسيين والمناضلين من القطاع العسكري وأغلبهم من المؤسسين لتنظيم الثورة(تنظيم الضباط الأحرار) والبعض منهم ممن شاركوا وتحملوا قيادة الثورة ولم يكونوا من المؤسسين أو أعضاء في التنظيم الضباط الأحرار مع أنهم ايضاً من العسكريين. والقسم الثاني مذكرات وأقوال البعض الآخر وجميعهم من القطاع المدني من أبناء الشعب اليمني وشاركوا في قيادة التنظيم والثورة والبلاد، وهم أيضاً من المساهمين الأوائل في إحداث التغيير في منظومة الحكم السياسي في البلاد منذ ثلاثينيات القرن العشرين وهم أولئك الذين لا يمكن أن يذكر أي تاريخ معاصر من دون ذكرهم وذكر نضالهم ومواقفهم التاريخية في جميع مسيرات النضال الوطني بمختلف المراحل التاريخية ويمكن أن يؤاخذ على هذه المذكرات والاقوال العديد من الملاحظات وبإيجاز سريع مايلي: أولا: مذكرات وأقوال وشهادة السياسيين العسكريين قد شابها التكثيف الذاتي و الأنا، ويلاحظ ذلك من خلال ابراز الدور الريادي والقيادي العسكري على حساب الدور المدني بقصد وبدون قصد وتحجيم دور المناضلين من ابناء الشعب اليمني أحياناً والقفز على النضال السياسي المدني أحياناً أخرى. من خلال اتساع دور القطاع العسكري ليشمل مساحة 80من مساحة النضال الوطني في جميع المراحل والمحطات والاحداث التاريخية. كما سطرته مذكرات وأقوال الراعي وأقوال يحيى المتوكل والدفعي وجزيلان وآخرين. التي حاولت تحجيم ذلك الدور للسياسيين المدنيين واظهاره في اقل من دوره الحقيقي الذي يعرفه معظم من عاصر تلك المرحلة التاريخية بل ومن قبل تلك المرحلة في 1948م و1955 و1961م. وقد وصل ذلك احياناً الى تغييب أدوار مناضلين كبار عبر مراحل مسيرة النضال الوطني امثال عبدالقوي حاميم ومحمد قايد سيف بل وتعدى إلى محاولات التقليل من الدور البارز للمناضل الوطني الأبرز عبدالغني مطهر وإلغاء دور الدكتور البيضاني كاملاً في تلك المذكرات وإغفال بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة كمحمد مهيوب ثابت وعلي محمد سعيد والطيار عبدالرحيم عبدالله وجميعهم كانوا ضمن اول تشكيله لمجلس قيادة الثورة الذي اعلن عنه في يوم 27سبتمبر 1962م أي بعد يوم واحد من الاعلان عن الجمهورية كما ورد في كتاب (اوجاع اليمن ) للدكتور البيضاني. ثانياً: مذكرات وأقوال وشهادات السياسيين المدنيين وهي الأخرى يمكن أن يؤخذ عليها محاولة إبراز الدور السياسي المدني واعطائه مساحة واسعة عبر مختلف المراحل التاريخية في مسيرة النضال الوطني تزيد وتغالي عن مساحتها الفعلية في الواقع وعلى الارض وعلى حساب الدور التاريخي للسياسيين العسكريين اكانوا اعضاء مؤسسين أو أعضاء عاديين في تنظيم الضباط الاحرار أو عسكريين لم يكونوا اعضاء أو مؤسسين في تنظيم الضباط الاحرار ويلاحظ محاولات التضخيم والذاتية ووضوح الانانية السياسية الزائدة التي جاءت في مذكرات العديد من اصحاب المذكرات والاقوات والشهادات سطرتها مذكرات د. عبد الرحمن البيضاني في كتاب ثورة اليمن وازمة الامة العربية أحمد محمد الشامي في كتابه رياح التغيير في اليمن واقوال وشهادات الفسيل الارياني، الربيعي، المعلمي في اسرار ووثائق الثورة اليمنية ووثائق اولية أحمد جابر عفيف، البيضاني يرد على البيضاني واخرون. ومن خلال ما تقدم يمكن أن نصل إلى سمة أساسية ومشتركة اظهرتها? تلك المذكرات التي سطرها معظم السياسيين في القطاع العسكري ومعظم السياسيين في القطاع المدني. أو تلك الأقوال والشهادات التي أدلى بها السياسيين عسكريين ومدنيين في العديد من المقابلات والشهادات في الندوات والتي اعدها او نظمها مركز الدراسات والبحوث وكانت تتضارب احياناً وتتباين احياناً وتتناقض أحياناً أخرى. وخصوصاً في بعض مراحل ومحطات تاريخية عادية وأحياناً هامة ومفصلية كمراحل الإعداد والتجهيز و حتى يوم 26سبتمبر وما يليها من مراحل ووصولا إلى عام 1970م ولكن يمكن أن يعود كل ذلك التباين او التناقض أحياناً إلى عدم التوثيق التاريخي زماناً ومكاناً والأعمال على الذاكرة والسرد التاريخي بعد الاحداث ربما بعقود زمنيه هذا من جانب ومن جانب آخر الافتقار الى الوثائق الاساسية والاصلية، كالمحاضر والمراسلات والقرارات والتوصيات التي تساعد الكاتب في السرد وفق الاحداث في مكانها وزمانها و التي كانت لو توفرت لمكن ذلك من الابتعاد عن المبالغة في الأدوار الشخصية ووضع الاحداث التاريخية في سياقها الصحيح ومع ان الثورة طاقة داخلية تفجرها الشعوب بأعماقها ولا يمكن تصديرها من الخارج. إلا أنه ومما لا شك فيه أن تناول اية كتاب للتاريخ بعيداً عن الاطروحات والافكار والمفاهيم التي كانت قد رافقت وترافق مع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م فإنه لا يمكن اغفال اثر الدور القومي العربي لمصر عبدالناصر واثر ثورة 23 يوليو 1952م والدعم المادي والمعنوي التي قدمته لثورة 26 سبتمبر خصوصاً وانها قد جاءت عد فشل مشروع الوحدة العربية بين مصر وسوريا وهو ما يعتبرها بعض الكتاب الرد السريع لسقوط الوحدة ( 2 ) وكذلك لا يمكن إغفال انتصار حركة التحرر العربي في ثورة تموز العراق وثورة الجزائر، وبنفس القدر لا يمكن الابتعاد عن صراع القوى العالمية حينها خصوصاً وأنها أي ثورة سبتمبر 62م قد جاءت بعد مقدمات ومحاولات جماعية سابقة فاشلة كحركة 1948 و1955م ومحاولات فردية التي اردت احداث التغيير كمطلب ملح وضروري للشعب اليمني عبر وسائله لاغتيالات ولأن تنظيم الاحرار كان هو الأداة الثورية التي أنيط به إحداث التغيير المطلوب كان قد جاء ليشكل نقلة نوعية وكبرى متقدمة على الوعي الاجتماعي والسياسي التاريخي. وقد تحقق ذلك فعلاً ومتأثر وتأثير مباشر وغير مباشر من 23 يوليو? م وتنظيمها تنظيم الضباط الاحرار وذلك واضحاً من خلال ذلك التشابه بين التنظيم (الضباط الأحرار) في مصر واليمن والتقارب الكبير في صياغة الأهداف الستة لثورتي 23 يوليو 52م و26 سبتمبر 62م . وهوما اتفقت عليه جميع المذكرات والكتابات المراجع واقوال وشهادات السياسيين عسكرين ومدنيين ,وانه ومن خلال قراءة متأنية و متابعة لمجمل تلك الكتابات التاريخية والمذكرات التي تحاول صياغة تاريخية للثورة26سبتمبر62او تلك الاقوال والشهادات التي تمتلئ بها اصدارات مركز الدراسات والبحوث التي كانت بشكل ندوات او كتابات لبعض الكتاب المهتمين بالتاريخ المعاصر مثل«26سبتمبر دراسات وشهادات» «التاريخ السري للثورة اليمنية» عبدالله جزيلان تعتبر مذكرات اللواء عبدالله جزيلان وكتاب «اسرار ووثائق الثورة اليمنية» كل من المرحوم صالح الاشول، ناجي الاشوال، محمد الخاوي،? ?عبدالله? ?صبره،? ?عبدالله المؤيد وأخرون والتي يواجه فيها القارئ الحصيف بل والعادي ملاحظة أولية وسريعة لمعظم تلك المذكرات والكتابات للسياسيين مدنيين وعسكريين كانوا قد شاركوا وقادوا الفعل الثوري ابتداء من الاستعداد والتجهيز وتفجير ثورة26 سبتمبر62م وما تلاه من نضال وصمود بطولي في تثبيت مواقع الثورة المتقدمة حينها وصد الهجوم المضاد سطرته ملحمة السبعين وتلك الملاحظات لا تحتاج إلى أي جهد كبير في أنها أي تلك المذكرات والأقوال والشهادات في معظمها إن لم يكن مجملها قد ابتعدت قليلاً وكثيراً عن الحياد والموضوعية وحجمت الذات الشخصية على حساب الجمع الموضوعي وذلك من خلال التعاطي وفق فرض منطق المفاهيم الخاصة للأشخاص وبالتالي كتابة التاريخ بأثر رجعي واسقاطات إرادية أو دونها معاصرة على تاريخ سابق كان وتحقق كجزء من التاريخ الوطني للشعوب وجزء اصيل وأساسي من نضالات الشعوب ضد الاستبداد باعتبار التاريخ الوطني للشعوب هو ذاكرته السياسية والثقافية. ويمكن أن يتضح ذلك من خلال قراءة موضوعية بهدف الوصول إلى مقارنة لأوجه الاتفاق والاختلاف بينها في أهم المفاصل التاريخية. أولاً أوجه الاتفاق: - أكدت معظم المذكرات والأقوال والشهادات بأن الخلفية التي قادت لفكرة إنشاء) تنظيم الضباط الأحرار) جاءت بعد ثورة 23 يوليو1952م وتأثر بها وبتنظيمها الضباط الأحرار في مصر وأثر المناخات القومية و الإقليمية والعالمية في مفاهيم الثورة. واتفقت جميعها على أن الدعم المصري المباشر للثورة الذي لولاه لما نجحت ثورة26 سبتمبر1962م لكان مصيرها مصير1948كما جاء في جميع تلك المذكرات والأقوال والشهادات كمذكرات جزيلان والسلال والبيضاني وعبدالغني مهطر والزبيري والنعمان وفي معظم اصدارات مركز الدراسات والبحوث كأسرار ووثائق الثورة (التاريخ السري للثورة اليمنية) -اتفقت معظم تلك المذكرات والكتابات والاقوال والشهادات على أن انعقاد أول اجتماع تأسيسي للتنظيم الضباط الأحرار تم بمنزل الملازم عبدالله المؤيد في مدينة صنعاء -أكدت جميع تلك المذكرات والشهادات والاقوال للسياسيين وأصحاب المذكرات وكتابات العديد من المهتمين بالتاريخ في الشأن اليمني بأن قيادة الثورة-السلال، جزيلان، الجائفي لم يكونوا ضمن قيادات وأعضاء التنظيم (الضباط الأحرار). -غياب الهيكلية التنظيمية التي اعتمدت على العفوان في اللقاءات والاجتماعات وطابع العلاقات الشخصية في الاستقطاب حتى اكتمال البناء التنظيمي بعد انتخاب القاعدة التأسيسية. -غياب التوثيق والافتقار إلى الوثائق بفعل الدواعي الامنية التي كانت تجعل لزوم حرق الوثائق في أصول محاضر الاجتماعات وما تصدره من قرارات وتوصيات بدواعي السرية والامن كما سطر مذكرات جزيلان، الراعي، المتوكل، الأشول، وشهادة الفسيل، الارياني، عبدالسلام صبرة، الجائفي، الدفعي، اسرار ووثائق الثورة. وفي تلك الوثائق التي نشرتها تلك المذكرات والكتابات وهي نادرة كما جاء في أو قال الراعي، المتوكل، في كتاب الاستاذ الصحفي صادق ناشر(حكاية ثورة وثوار (والمتوكل وهي لا ترتقي الى الوثائق التاريخية مثل محاضر الاجتماعات واللقاءات فهي أقرب إلى الخواطر والروى والمقالة. اتفقت أغلب المذكرات في أن الشهيد علي عبدالمغني القائد الفعلي للتنظيم تفرد مع زميله الشهيد محمد مهطر زيد بالشخصية الكارزمية بين زملائهم الاعضاء. كما ذكرته كتابات عديدة ومعظم المذكرات والأقوال قادري احمد حيدر) مصدر سابق (وعبدالغني مطهر (يوم ولد اليمن) واقوال أحمد جابر عفيف في ندوة مركز الدراسات ،الراعي، المتوكل، في كتاب عبدالله الراعي لصادق ناشر، و البيضاني، ثورة اليمن وأزمة الأمة العربية. ثانياً أوجه الاختلاف: - تباينت بعض الكتابات وتقاربت بعضها في أصل نشأة التنظيم اذ سطرت بعض المذكرات والاقوال والشهادات بان تاريخ نشأة التنظيم في يناير دون ذكر اليوم من عام 1962م كما جاءت في سطور اقوال الراعي (ثورة وثوار ) و في اسرار ووثائق، المتوكل حضور في قلب التاريخ, فيما كانت عند مذكرات البيضاني هو في ديسمبر من دون ذكر تاريخ اليوم عام1961م كما أوردتها سطور ومذرات جزيلان واقوال ناجي الأشول كما جاءت في كتاب قادري احمد حيدر)ثورة سبتمبر بين كتابة التأريخ.....) والخلفية التاريخية للتنظيم الضباط الأحرار ثورة26 سبتمبر في كتابات وابحاث لعبد الكافي الارحبي. - في تسمية التنظيم تباينت وتعارضت تلك المذكرات والأقوال حيث اكدت بعض المذكرات بأن فكرة التنظيم لم تكن فكرة جديدة بل هي امتداد للتنظيم سابق عسكري كان يقوده اللقية والخولاني والعلفي ولطف الزبيري. كما جاء في سطور مذكرات المقبلي واقوال وشهادات المعلمي والفسيل والمروني وحسن المقدمي في اسرار ووثائق الثورة26سبتمبر ندوة في مركز الدراسات. فيما ينفي ذلك أكثر المذكرات والاقوال والشهادات وتؤكد بأن لا علاقة بين تنظيم الضباط الأحرار وأي تنظيم سابق له كما سطرتها مذكرات جزيلان ،الاشول، البيضاني، واقوال وشهادة السلال، والارياني والدفعي والرحومي - في التسمية أكدت معظم المذكرات والاقوال والشهادات أن التسمية كانت تنظيم الضباط الأحرار، مذكرات البيضاني، عبدالغني مطهر، جزيلان، الرحومي وفي اقوال المتوكل والسلال والارياني وعبدالسلام صبرة والدفعي وآخرون. فيما ذكرت بعض المصادر من أن الاسم هو منظمة الضباط الاحرار وليس تنظيم الضباط الاحرار كما ذكرتها مذكرات أسرار ووثائق الثورة اليمنية أقوال الخاوي، الرحومي، الدفعي في التاريخ السري للثورة وما أورده كتاب قادري أحمد حيدر، مصدر سابق. فيما عند الراعي منظمة الاحرار في البداية تطورت أو تحولت إلى تنظيم الضباط الاحرار فيما بعد في كتاب صادق ناشر، مصدر سابق حتى الاجتماع التأسيسي الأول المنعقد في منزل الملازم المؤيد والذي تم حضور من قبل15عضواًعند البعض كما جاء في سطور مذكرات جزيلان، فيما الراعي المتوكل كما أوردها كتاب صادق ناشر أن القوام الذي انعقد به أول مجلس تأسيسي كان عضواً فقط غياب أربعة أعضاء كما أوردها كتابات وأبحاث إصدار مركز الدراسات عبدالكافي الارحبي تحت عنوان الخلفية التاريخية، مصدر سابق. اختلاف وتباين وفي الختام من خلال هذه القراءة المبسطة في كتب ومذكرات المناضلين والسياسيين والمؤرخين يتضح لنا حجم الاختلاف والتباين في سرد أحداث وتفاصيل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ما يعني أن الحقيقة لا تزال منتقصة وأن كما هائل من المعلومات لا تزال مخفية يجب التحري والكشف عنها وذلك من أجل كتابة التأريخ بشكل موضوعي وحيادي كامله بعيداً عن تأثير السلطة أو الاناه أو أي أبعاد أخرى تحجب ايصال الحقيقة أو تعيق توثيقها التوثيق الصحيح ولكي نستطيع ان نقدم للأجيال القادمة مراجع تاريخية تتضمن نقل الحقيقة كاملة وبطريقة سليمة علينا ان نتجرد من ذواتنا ونعطي كل ذي حق حقه دون انتقاص أو تقليل من دور أو مكانة أحد مهما كانت خلفيته أو انتماؤه, وقد يساعد في تحقيق ذلك التحول السياسي الذي جاءت به ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية في إطار ثورة الربيع العربي وهي فرصة كبيرة لإعادة قراءة وصياغة التأريخ بالشكل الذي يكفل للأجيال القادمة معرفة كافة التفاصيل عن ثورتهم المجيدة ثورة 26 سبتمبر 1962م التي يصادف الاحتفال بعيدها الذهبي في ذكراها الخمسين خلال هذه الايام والتي أجد فيها فرصة مهمة للاقتراح والدعوة إلى تشكيل لجنة من الخبراء في صياغة التأريخ ومن المناضلين والسياسيين الذين شاركوا في صناعة هذا الحدث العظيم لمراجعة كل ما كتب حول ثورة سبتمبر والتحقيق فيه ومعرفة ما تم الاتفاق والاجماع عليه في جميع الكتب والمذكرات والمقالات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والاذاعية وتوثيقه والبحث والتحري والتدقيق في الاحداث والتفاصيل التي اختلفت فيه تلك المراجع ومن هنا ستكون بداية الانطلاق نحو كتابة تأريخ موحد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وبهذا نكون قد أعدنا الاعتبار لها بعد أن تم الانحراف عن مسارها سنوات طويلة والله الموفق .