هولاند: فرنسا شريك جدّي مع اليمن وسنتعاون بصورة استراتيجية وصل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية عصر أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتقى على الفور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وجرى للأخ الرئيس استقبال رسمي كبير في قصر الأليزيه، حيث عقدت جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين اليمني والفرنسي في لقاء زعيمي البلدين الصديقين. وقد عبّر الرئيس الفرنسي عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء، وقال: «لقد كنّا متابعين كل مجريات الأحداث في اليمن العام الماضي وحتى الآن، وتابعت شخصياً جهود فخامتكم الكبيرة التي مكّنت اليمن من الخروج من الأزمة والنجاح في سير العملية السياسية والديمقراطية في بلدكم بصورة مشجّعة جداً إذا ما قارنا ذلك بظروف أخرى جرت في أماكن أخرى». وأشار الرئيس الفرنسي في عرضه إلى التحديات والعقبات التي تقف أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقال: «نحن مستعدون لمساعدة اليمن من أجل خروجه من الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار». وأضاف: «إن فرنسا شريك جدّي مع اليمن، ونتفهّم ما تواجهه من تحديات ومصاعب، ونريد أن نؤكد لكم هنا أننا معكم، سنتعاون بصورة استراتيجية على المستقبل المنظور والبعيد، ونحن نريد أن نرى اليمن في وضع مستقر بكل خدماته التحتية، وسنسهم في شبكة الكهرباء ومشاريع تحتية أخرى، وسنكون قريبين مع اليمن في التعاطي على مختلف المستويات». وكان الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية قد استعرض بصورة شاملة مجمل التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية اليمنية، وطبيعة الوضع منذ نشوب الأزمة مطلع العام الماضي وحتى التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية المبكّرة وما مثّلته من علامة فارقة وتاريخية مشهودة وغير مسبوقة لإخراج اليمن من الأزمة وظروفه الصعبة إلى بر الأمان. وتناول الأخ الرئيس الخطوات والقرارات والإجراءات التي تمّت في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والنجاح الكبير الذي حقّقته المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية. وأشار إلى أن اليمن أمام لحظات تاريخية تتمثّل في الاستعداد الكامل من أجل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينعقد على طاولة مستديرة بمشاركة كافة الأطراف السياسية والمعنية بمناقشة الملفات والقضايا العالقة من أجل رسم معالم مستقبل اليمن الجديد، الذي سيرتكز على نظام الحكم الرشيد بكل مواصفاته الحداثية من أجل التطور والمستقبل المنشود. واستعرض الأخ الرئيس مجمل قضايا الشباب والعمل والوظائف وما يتصل بالحرب ضد الإرهاب المتمثل بتنظيم «القاعدة». منوّهاً إلى أن هزيمة تنظيم «القاعدة» في اليمن ستمثّل بداية النهاية للعناصر الإرهابية من شبه الجزيرة العربية. هذا وكانت وجهات النظر متوافقة جداً في مجمل القضايا التي تم بحثها ومناقشتها خلال الاجتماع بين رئيسي البلدين عبدربه منصور هادي، والفرنسي فرانسوا هولاند.