النفس البشرية تحب التغيير.. الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة، ونمط واحد، وأسلوب واحد.. لأن ذلك حتماً سيؤدي إلى الشعور بالملل والرتابة والسأم .. ما يؤدي إلى اضطرابات نفسية، وتصرفات غير سوية، تؤثر سلباً على حياة الإنسان وعلى أدائه وسلوكياته وممارساته وتعاملات اليومية. فالاستمرار على روتين معين يقلل من فرص الإبداع والإنتاج والتجديد والابتكار.. كما يؤدي إلى فقدان الشعور بالسعادة والاستمتاع والرضا والحب بما يقوم به المرء.. كما ينعكس ذلك سلباً على تعاملات الإنسان مع نفسه ومع أسرته .. ما يهدد الحياة، ويقوض فرص التقدم والنجاح.. وهذا الأمر ايضاً ينطبق على الزوج وزوجته، فالزوج مثلاً بحاجة إلى التغيير والتجديد والبعد عن الأهل.. وهكذا الأمر بالنسبة للزوجة حتى يتجدد الشوق، ويشعر كل بأهمية الآخر، وبقيمته، وبمكانته، وبدوره المؤثر في الحياة.. وهذا الأمر تنادي به العامة.. حيث قيل باللغة الدارجة( أبعد عن أهلك يحبوك، وجيرانك يفقدوك).. وهذا بات من الأمور الواقعية والملموسة بحياتنا اليومية والأمثلة الشاهدة على ذلك كثيرة.. والتغيير لم ينحصر في السياسة فحسب، وإنما يشمل جميع جوانب الحياة، وهذا ما أدركته بعض المؤسسات مؤخراً، وأعني بذلك المؤسسات الكبرى.. والتي رأت أن من المهم إعطاء قياداتها وموظفيها والعاملين معها إجازات في أيام العطل الأسبوعية والمناسبات الوطنية والدينية للسياحة والترويح عن النفس وتغيير الجو، والاستمتاع بالطبيعة ..بعيداً عن أجواء العمل المملة.. وهذه بلا شك أمور تخرج الفرد من أجواء الهموم والمشاكل والغموم والنمطية المقيتة التي تعود عليها في مكان عمله ..تخرجه إلى العالم الأخر الفسيح والمليء بما يسعد النفس ويشرح الخاطر، وما يساعده على الإبداع والتطور وتجديد النشاط وحب العمل والإقبال عليه. والحاصل أن كبرى الشركات في العالم تعمد إلى تخطيط وجدولة وتمويل وتبني وتحديد أماكن قضاء الإجازات للعاملين فيها.. كما تعد لهم كافة وسائل الراحة والتسلية والترفيه .. إيماناً منها بأهمية ذلك وأثره على إحداث تغيير في نفسية العاملين معها وتحفيزهم على تقديم الجديد والأفضل. ختاماً.. يجب علينا أن ندرك الأهمية الكبيرة والفوائد العظيمة من تغيير نمط وأسلوب حياتنا اليومية، وأن نضع في جدول حياتنا اوقاتاً للراحة و الاستجمام والخروج للتسلية والترويح عن النفس، ولنتذكر حديث النبي الأعظم ( ولبدنك عليك حق).. فاجعل أخي رب البيت، يوماً واحداً في الأسبوع لأهل بيتك، خذهم في رحلة أو نزهة .. أو اعزمهم على تناول وجبة ولو مرة في الأسبوع خارج البيت، وستجد فرقاً كبيراً، وتغيراً حقيقياً في حياتك.. وكذلك الأمر بالنسبة لك عزيزي الطالب.. اجعل وقتاً للمذاكرة ومراجعة الدروس، ووقتاً للعبادة وأداء الفرائض .. ووقتاً آخر للراحة والتسلية والفسحة.. وستجد ايضاً فارقاً كبيراً وتغييراً ً ملحوظاً في شتى مجالات حياتك.