في عام 2007م عندما قامت الهجمة الشرسة بالرسوم الكاريكاتيرية على الحبيب المصطفى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بادرت مجموعة من الطالبات في قسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية بالحالمة تعز غيرة على المصطفى نبي المحبة والخير والسلام محمد صلى الله عليه وسلم لما يتعرض له من إهانة عظمى متناولات القضية والوسيلة المثلى لرفض هذه الإهانة والإساءة والتجاوز الفاحش على أحب الناس إلى المسلمين وضمان عدم تكراره. حب رسول الله صلى الله عليه وسلم - شرط الإسلام، وحبه أكثر من النفس شرط الإيمان كما قال - صلى الله عليه وسلم - مخاطبا الفاروق فرد عمر "بأبي أنت وأمي ونفسي يا رسول الله". متسائلات: لماذا؟ ماذا يحدث من حولنا؟! هالهن ما حدث .. بدأت الحياة تدب في عقولهن بدأت القلوب تتحرك نحو الله .. شعرن ولأول مرة بالهزيمة وسط سلسلة من النجاحات والامتيازات الجامعية .. صعدت إحدى الطالبات على منصة القاعة بعزم وإصرار، غيرة وحبا لسيد الأمة محمد بن عبدالله قائلة: لابد أن نصنع شيئا نحن أصحاب لغة وحسابنا غير حساب الآخرين .. نحن نمتلك ما نخاطبهم به .. يجب أن ندافع بشيء ما ولكن ما هو؟!! فتح باب المناقشة وطرحت الأفكار والمقترحات وبعد أسبوع من تلك الانتفاضة تم ابتكار فكرة صنع كتيب صغير يحمل بين طياته من سيرة الحبيب المصطفى باللغة الانجليزية إلا أن ميزانية طباعة الكتاب بسعر باهظ كون من يريد إنجازه مازلن طالبات.. وعلى المصروف فقط.. بعد أسبوع من ذلك الهم الجماعي الطالبة الحالمة والمحبة لرسولها جلست على جهاز الكمبيوتر وبدأت برسم مربعات طويلة فخطرت لها فكرة عمل مطوية بدل الكتاب فدعونا نتعرف على بقية الحكاية من تلك المبدعة .. صحيفة الجمهورية التقت الأخت الهام الجماعي لتكمل القصة. تقول الأخت إلهام الجماعي المدير العام لمؤسسة الضوء القادم من الشرق: ذهبت إلى صاحبة فكرة الكتاب فقلت لها: لماذا لا نعمل من الكتاب مطوية بتسعة أعمدة كل عمود يتحدث عن صفة نبوية بالإنجليزية، والتكلفة ستنخفض والفائدة ستعم. ظلت تلك الفتاة تتابع الموضوع بهمة ونشاط حتى بدأت ملامح المطوية تتشكل أعلنا أننا توصلنا إلى فكرة مناسبة .. بدأت الطالبات في قسم الإنجليزي في كلية التربية بجامعة تعز يمدوننا بالمواضيع إلى أن أتممنا الشكل المبدئي للمطوية وبتصميم عادي جداً ((وورد)) وفجأة وبينما أنا على الحاسوب لمع في ذهني الاسم .. نعم اسم ((الضوء القادم من الشرق)) The light coming from the East LCE)))) وهذا فتح من الله ونعمة حيث لم يكن ألبتة أي تخطيط مسبق لاختيار هذا الاسم كنا نبحث عن اسم يشجع الآخر المسلم كان أو غير المسلم على القراءة والاطلاع وزاد الأمر قوة رؤية رأيتها عن أقوام يصلون على شاطئ البحر في وقت الشروق وتخضر الدنيا من تحت أقدامهم فكان هذا إشارة تأكيد على التوفيق في اختيار الاسم. بدأنا الطباعة الإلكترونية للمطوية ..أخرجنا الأولى ذهبنا لرئيس قسم اللغة الإنجليزية د/ عبد الحفيظ مدهش لمراجعتها لغوياً راجعها ثم أخرجنا النسخة الأصلية منها .. ذهبنا لعمل عرض سعر بالطباعة وكانت فقط لونين (الأحمر والأزرق) عدد (1000) نسخة بمبلغ (15,000) ريال .. بدأنا ننقسم مجموعات لتجميع المبالغ من الطالبات في جميع أقسام الجامعة .. كنا ندخل القاعات نمسك بالميكروفونات ونشرح فكرتنا لمدة (5 دقائق) ونغادر .. إلى أن جمعنا المبلغ وتوجهنا للطباعة وبعد أن استلمنا الألف نسخة .. إذا بالصاعقة والصدمة .. جاء استدعاء من رئيس القسم بأن هناك أخطاء إملائية في النسخة الأصلية لم تعدل .. هالنا الموقف وصدمنا ما الذي يعدل (1000نسخة) وبعد يومين من استيعاب الصدمة قررنا قبول التحدي وقررنا تقسيم أنفسنا إلي مجموعات تقوم كل مجموعة بالتعديل اليدوي على المطبوعات باستخدام (الكوركت) أتممنا التعديل, وعدنا إلى رئيس القسم بالمطويات المعدلة وتعهدنا بأن جميع النسخ من المطوية قد عدلت .. تصريح رئيس الجامعة طلب منا تصريح من رئيس الجامعة بالتوزيع توجهنا إلى رئيس الجامعة أ/د محمد عبدالله الصوفي آنذاك فطلبنا مقابلته .. ظللنا أسبوعين كاملين نحاول نحجز موعدا، ولكن دون جدوى نظراً للانشغالات إلى أن رابطنا جوار المكتب أربع ساعات متواصلة وتمكنا أخيراً من مقابلته .. شرحنا الفكرة بإبداع .. كان يعرف المجموعة من قبل (كان يدرسنا مادة بحث تربوي), وكنا من المتميزات لديه .. فسهل لنا مستوانا الدراسي قبوله للأمر وحذرنا من الأحزاب والتشدد, وأكدنا له أنه ليس وراءنا إلا حرقة للدفاع عن الرسول .. أعطانا تصريحا بالتوزيع وأيضاً وجه مسئول المكتبة المركزية بأن يطبع لنا (1000نسخة)إضافية ملونة, وكان هذا أعظم فتح ..فتح الله به علينا بدأنا التوزيع .. تم تقسيم الطالبات إلى مجموعات؛ كل مجموعة لديها خطة عمل منظمة تعمل بها، ومن ثم اجتماع أسبوعي مع قائد الجروب للوقوف على آخر تطورات التوزيع .. بدأ تقسيم الأماكن التي يتواجد بها غير المسلمين في مدينة تعز ما بين معاهد ومستشفيات وجامعات .. بدأت سلسلة من الاتصالات تنهال علينا يطلبون كميات .. محلات الحلي والفضة في الباب الكبير كان لها بصمة كبرى في هذا الأمر؛ نظراً لإعجاب الأجانب بالمطوية. أول دعوة هادئة مضيفة: كانوا يقولون إن هذه أول دعوة هادئة وبسيطة وجذابة يتلقونها من الشعب اليمني، آخر يقول: غريب انتشار هذه المطوية بين زملائي كل واحد يملك واحدة منها .. فقط خلال شهر واحد انتشرت هذه المطوية انتشارا كبيراً وبدأنا نفكر ماذا بعد المطوية.. أنتجنا سيدي فيه أناشيد إسلامية هادئة وراقية ومجموعة من الفيديوهات الدعوية بالإنجليزية زادت المطوية رونقاً ولمعاناً بدأنا نوزع السيديهات وبدأ الجميع يعمل فكرنا في الاستزادة العلمية والشرعية عن الإسلام؛ نظراً لكثرة الأسئلة الموجهة إلينا حينها بدأنا نتجمع في حلقة أسبوعية بين المحاضرات نشحذ بها الهمم ونتطلع إلى مستقبل أفضل. هدف واحد وقالت: تخرجنا من الجامعة وأبينا التشتت .. كان لابد من مظلة تجمعنا وتحافظ على كياننا .. دخلنا كقسم دعوي باللغة الإنجليزية في إحدى الجمعيات الخيرية .. مارسنا النشاط الدعوي فيها لمدة عام ونصف بعد التخرج ثم انفصلنا لعدم قدرتنا على التكيف مع أنظمة الجمعيات .. تخرجنا في عام 2008م مرة أخرى إلى الشارع .. كنا نجتمع في منازل بعضنا يجمعنا هدف واحد إقامة أول مركز متخصص للتعريف بالإسلام .. بدأنا نفكر في المكان والميزانيات المطلوبة .. درسنا عن التخطيط وعمل دراسات الجدوى .. التحقنا بدورات تدريبية إدارية .. قاومنا أمواج الحياة العاتية, والمنعطفات الرهيبة .. كنا نربط أحزمة الخوف والجوع ولكن حلم العزة كان يراودنا بقوة .. لم نستطع أن نقاومه إلى أن حققنا الضوء القادم من الشرق. تحد بشجاعة صانعات الضوء القادم من الشرق قبلن التحدي بشجاعة.. الأخت إلهام تواصل قصة LCE, وقبل أن تستهل كلماتها في البدء والتي لابد وأن تعلموا بأن هذه الحروف ما هي إلا زفرات .. قالتها في سطور.. وأن هذه الكلمات ما هي إلا عبرات نثرتها في حديثها لتعلموا جيداً .. ما الذي حدث ليجعل طالبات في كلية التربية .. قسم اللغة الإنجليزية يصبحن شموعاً مضيئة .. وأنهاراً رقراقة .. زهوراً مشرقة .. نجوماً متلألأة .. وبراكين تفيض بالعطاء .. ما الذي حدث ليجعلهن في أتم الاستعداد ليقدمن أعمارهن دون تردد . مواجهة الصدمات حيث أضافت الأخت إلهام: أن نتعايش مع الواقع المر .. ونقوى على مواجهة الصدمات وكأن ضوءاً قادماً كان يريح الغيوم من سماء حياتنا .. ما ذلك السر الذي منحنا رباطة الجأش لنواصل السير في دروب الحياة بروح تواقة للمستقبل ..ما الذي جعل أصواتنا تنفجر من باطن الأرض ..لتعلو في آفاق السماء!؟ ما الذي جعلنا كنقطة نور بيضاء تكتسح الظلام .. وتقتل السواد بضيائها ..لا شيء .. لم يكن هناك شيء يميزنا غير همة اعتلت النفوس لم نكن نملك غير أرواح حوت شيئا من أمل .. شيئا من نخوة ..شيئا من حماس.. لم نكن نملك غير قلوب ..يانعة .. تحب الخير، وعيوناً متلألئة تشع بالأمل وتسطع ثقة بالله ..ومعتزة بالدين والهوية .. لم نملك سوى نفوس مشرقة لم يهن عليها أن تتجاهل غيرتها وتقف مكتوفة اليدين .. مشدوهة العينين أمام عدوان أخرق على رسولنا الأعظم .. فكانت وليدة الفكرة .. بأن نصدر مطوية باللغة الإنجليزية نعرف فيها برسولنا لكل من يجهله كردة فعل بسيطة من فتيات يانعات لم يجدن غيرها طريقة ليخمد من نيران غيضهن .. واشتعالات غيرتهن .. وتوجهات النخوة لديهن. اصطفاء وأخوة من بين 200 طالبة اجتمعت قلة قليلة .. ممن وحدهن الهم، وسمت بهن الرسالة.. عندها أدركت كل واحدة منا قيمة الاصطفاء وقيمة العمل الذي اختارنا الله لأجله .. فكانت دنيا لا توصف .. وعالما لا تحتويه الأقلام, وانتهى مشوارنا الدراسي ..وفرقنا الزمان .. وعمل على إبعادنا المكان .. لكن نوايانا قتلت كل المسافات وأحالت من أمامنا جل الصعاب. معا.. قاتلنا الظروف .. وصارعنا المحن .. تحتم علينا اللقاء لتوزيع المطوية لكل الأجانب غير المسلمين في تعز، وتوجب علينا توفير المكان الذي فيه سنضع الخطط, ونتدارس فيه العلم الذي يؤهلنا لإكمال مشروع حياتنا وتوجب علينا إقناع الأهالي بفكرة لم تكن قد رسمت بعد. كنا في محل اللاكتراث من البعض؛ وهذا ما جعل اضطرابات دواخلنا تعلو ويرتد صداها في الأعماق .. علت أيدينا كثيراً لتصد عنا سهام اللوم ونبال الاعتراض .. لم يكن منظر حلقة مكونة من خريجات اللغة الإنجليزية في ركن المسجد .. يتدارسن القرآن الكريم باللغة الإنجليزية بالمنبئ عن ضوء قادم ولم تكن فكرة شغلت عقول وألسنة هؤلاء الفتيات موحية للناس بأن الفكرة لا تدوم .. فكرة طويلة مادام من تبناها قد آمن بها حقاً, وابتغى من ورائها نيل شرف خدمة الله وخدمة دينه لم يعرف الناس أن هناك ضوءا قادما لم يعرف ذلك غير قلوب أشرقت أول ما أشرق عليها ولا أخفيكم ففي مشوارنا حدثت المعجزات ليست كمعجزات الأنبياء، لكنها شملت تدبير الخالق وعونه وتوفيقه. وما أن وفقنا الله وسخر لنا عباده ومجريات أحداثه .. ما إن بارك مشروعنا .. ما كان للضوء القادم أن يكون .. ومنذ أطلق LCE أول شعاع من شعاع نوره .. منذ جسًده الواقع ومنذ ذلك الحين .. نعيش أسمى لحظات الحياة بين أركان تحوي أخوات عشن معاً دفء الأخوة في الله .. تجمع بيننا أعمال سامية تنشد رضا الله.. جنتنا في الأرض هي مؤسستنا مؤسسة الضوء القادم من الشرق. كنت أؤمن بأن اللحظة إذا ولت فلن تعود .. سواء كانت حزينة أو تعيسة .. فسرعان ما ترحل.. ويرحل بذلك أثرها .. إلا لحظة ولد فينا ذلك الهدف فما زال يكبر فينا حتى اللحظة .. ومازالت اللحظة حديثة الولادة جديدة الذكرى .. ومنبع السعادة في هدفنا وفي LCE والله ولي التوفيق.