تمضي سويعاتُ النهارْ و الشمس تهوي خلفَ أكوام الغيومْ كلُّ الثواني ماضياتٌ في احتضارْ وَجَعُ الرحيلِ يقيمُ في كل الموانئ والبحارْ يحتلُّ أعماقَ المحار يستلُّ أفراحَ الربيعْ كالنورِ يكسره الجدارْ و تظلُّ يصرعُك الرحيلْ أفَلَ النَّهار أَفَل النَّهار *** تلكَ الشموعُ الذائباتْ عمري وعمركْ تصطكُّ في ظُلْم الحياةْ تلك القبورُ الشاحباتْ لحمي و لحمكْ سَكَنت و صارت في سباتْ تلك المرايا و الثيابْ صارت عرايا و الظلُّ يسرحُ في الغيابْ فَغَداً تبيتُ على الترابْ جسداً يصاحبه الإياس تفضي إليك السحب من عَبَراتها مَطَراً يفيضُ إلى يَبابْ كَبَراعمٍ عُزِفتْ على وَتَر اليباسْ كَقَوافلِ الأحبابْ *** في كلِّ شبرٍ من تراب الأرضِ نحبو أو نموت لمّا تُحاصِرنا المنايا هل ترتوي منّا الحياةْ ؟ لما استراحَ الطيرُ في العشِّ الجميلْ كانت عيونُ الصقرِ أقوى من تعاويذ النجاةْ الحلم كانَ الحَبُّ والنَّشوى أمانْ لكنَّه الجوعُ دوّى في المكانْ *** لمّا النسورُ السّابحاتُ على السحاب يُفني مَخالبها الردى تغدو حَصيراً للثعالبِ و الكلابْ هل ترتوي منّا الحياةْ ؟