تقع عزلة حذران في مديرية التعزية محافظة تعز، تمتد من حدود محافظة إب شرقاً إلى مديرية مقبنة غرباً، ليست بالمدينة حتى تحظى بالماء والكهرباء والبنية التحتية، وليست بالقرية حتى تنعم بربيعها الدائم وتنام بسلام بعيداً عن ضجيج المدن، في مديرية التعزية الواقعة في أطراف المدينة شمالاً، وبالتحديد بالقرب من عزلة حذران، تتراكم مياه الصرف الصحي لمدينة تعز(سد البريهي) وفيها يقع مكب النفايات (المقلب) الأكبر في البلاد.. مما يزيد من معاناة سكان المنطقة تصاعد أعمدة دخان المقلب إلى قراهم والتواجد الكثيف للبعوض والانتشار للروائح النتنة والأوبئة الفتاكة التي تجعل حياة أبناء المنطقة على المحك, وسط غياب السلطات المعنية. لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند هذا الحد بل أن الأمور راحت إلى أبعد من ذلك وما يزيد الأمور تعقيداً ويكدر صفو أهالي المنطقة هو تلك الصراعات الدائرة في محيط (مفرق شرعب) وسط السوق الأكبر في المديرية، مر أكثر من عام على هذا الصراع وضاق به أطرافه قبل سكان المنطقة ومرتادي السوق وأصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولين .. إلخ. - يعتبر سوق(مفرق شرعب) من أكبر أسواق المنطقة حيث يعتمد عليه بشكل دائم أكثر من ثلاث عزل في مديرية التعزية بالإضافة إلى كونه ممراً هاماً يربط المدينة بمحافظة الحديدة، وممراً (وسوقاً أيضاً) مهماً ورئيسياً لعزل مديرية شرعب كلها، يأخذ منه الناس حاجياتهم المختلفة، بالإضافة إلى وجود (مقوات) مما يجعل السوق مزدحماً على مر الأيام. اليوم لم يعد السوق مكتظاً كما جرت عليه العادة، فالصراعات الدائرة في المنطقة أذهبت ذلك الازدحام وتضرر الجميع بما فيهم قطبا الصراع أنفسهما في ظل غياب الجهات الأمنية وتهميش غير عادي لهذه القضية بالذات.. يشكو أهالي المنطقة من إمكانية فقدان حياتهم بشكل مباشر نتيجة الاشتباكات العشوائية التي تحدث بشكل مستمر في منطقة مكتظة بالسكان، الكل متضرر، أطراف النزاع، المارة، المتسوقون، أصحاب البسطات، والأكثر تضرراً هم التجار. - الصراعات قضت على حركة السوق، لم يعد الناس يجرؤون على التسوق.. بدلوا مناطق تسوقهم في أماكن أخرى أكثر أمناً مما جعل أصحاب المحال التجارية يتكبدون خسائر فادحة زيادة على تضرر محلاتهم بسبب الأعيرة النارية. فقد تضررت الكثير من المحال التجارية لكن محلات المخلافي الأكثر على الإطلاق، فقد أُحرق المحل بالكامل والخسارة عشرات الملايين مقيدة ضد مجهول.. ف (رزاز المخلافي) مشهور باعتداله واحترامه للجميع، والكل يكن له كل الاحترام والتقدير ولم تثبت له خصومة مع أحد، لكنه وغيره ضحايا الانفلات الأمني. - أرواح بريئة (من الطرفين ومن المارة) ازهقت من دون مبرر.. قديماً كان الناس يموتون أو حتى يُقتلون لأسباب مقنعة اليوم موت مجاني في أرجاء الوطن التعيس، لم تحظ القضية باهتمام السلطة المحلية على غرار الاهتمام الذي حظيت به قضية (بني الدعيس) التي حلت بوساطة من المحافظة نفسها.. فالكل ضاق ذرعاً، ولن تحل القضية برأي البعض إلا من خلال تدخل الدولة وبسط هيبة القانون ورد المظالم لأهلها وإنصاف الجميع حسب القانون وشريعة الله، فالكل يلمس الرغبة في الوصول إلى حل ولن يتأتى ذلك إلا بتدخل الجهات المعنية لكي يعيش الكل بسلام ! انفلات أمني - (و.خ) صاحب صيدلية يقول: مع كل اشتباكات تصل الرصاصات إلى الصيدلية، حياتنا معرضة للخطر ونحن مهددون بفقدان حياتنا من دون أن نعرف من قتلنا ولماذا؟! البيع قليل وأحيانا نضطر إلى إغلاق المحلات خوفاً على أرواحنا مما جعل (طلبة الله) قليلة جداً ولا تغطي إيجار المحلات، مع هذه الاشتباكات لم نسمع بالجهات المعنية ولن نر أي تدخل أو حتى نقاط أمنية رغم قرب معسكر اللواء 33 مدرع من المنطقة وهناك نقطة أمن مركزي على مقربة، لكن لا أحد يكترث! نطالب المحافظ النظر في هذا الصراع وحله فكلنا متضررون والكل يعاني. تراجع السوق (ب.م) صاحب بقالة يقول: رغم قسوة الحياة إلا أن البيع كان بالمستوى وكنا ندبر حالنا، منذ الأحداث مات السوق، لم يعد يأتي أحد للشراء سوى القليل، أكثر من ثلثي المبيعات نسبة التراجع، لم نعد نستطيع دفع إيجارات المحل والبعض أقفل محله لهذا السبب.. نناشد الجهات المعنية بالتدخل لحل القضية وتعويضنا، فنحن الخسرانون في النهاية وبيوتنا خاوية. خسائر مزدوجة - نادر الخليدي (صاحب صيدلية) يقول: لا نستطيع البيع مثل أول لأن الناس لا يجرؤون على ارتياد السوق، ولا محلاتنا سلمت من الرصاص، صيدليتي كلها رصاص، الشكوى لله فقط كأنه مافيش دولة لا نرى أطقم عسكرية إلا مرة في الشهر تأتي للحظة وتمشي؛ لو كانت السلطة المحلية أعارت القضية اهتماماً لكانت الأمور احتلت من زمان قبل ما تفاقمت الأمور؛ ألا يكفينا دخان المقلب فوق رؤوسنا وروائح سد البريهي.. تمر أيام لا نفتح (م.س) صاحب (بسطة خضروات) يقول: بسبب الاشتباكات المفاجئة أغلب الأيام نضطر إلى النفاذ بأرواحنا ونترك البسطة وما بداخلها، أحياناً أيام تكون الاشتباكات حامية اقعد يومين ثلاث ما فتحش البسطة، ومنين أشقي على الجهال وأنا راقد بالبيت بلا شغل، الدولة دائماً تخرج لوفي مشاكل إما يحكموا أو تأخذ العدالة مجراها، في هذي القضية أكثر من سنة ونص ولا كأنه في دولة.. الله يختم بخير . قضية حل حاسم دون مماطلة وتعويضنا عن الخسائر التي تكبدناها, لو كانت الدولة موجودة, ما كانت تفاقمت الأمور ووصلت لهذا الحد. أسأل الله أن تستجيب الجهات المعنية وتحل القضية وتعوض المتضررين, بالتوفيق يا عم رزاز. الحمد لله على كل حال عليه العوض ومنه العوض. شكراً جزيلاً أيها الطيب على استقبالنا.. الله يفتح عليك شكرا لحضورك يا ابني ومعاناتك معنا.