سيكون الملايين من عشاق كرة القدم في العالم العربي على موعد جديد مع الإثارة والتشويق عندما تتجه الأنظار مساء اليوم السبت نحو البحرين لمتابعة الانطلاقة الرسمية لكأس الخليج في نسختها ال21 والتي ستقام بمشاركة منتخبات تمثل إلى جانب منتخب بلادنا الكويت حامل اللقب والبحرين المستضيف والسعودية والإماراتوالعراقوقطروعمان وتستمر البطولة حتى ال18 من الشهر الجاري. وبات مسرح أحلام كل المنتخبات المشاركة معداً لانطلاق الدورة الحالية من المونديال الخليجي،فيما أظهر المنافسون بالفعل مؤشرات على الرغبة في إحراز لقب المسابقة الأهم في المنطقة التي تقام كل عامين تقريبا .. وباستثناء منتخبنا الطامح والساعي لتحقيق انتصاره الأول في البطولة الإقليمية منذ دشن مشاركته في خليجي 16 آواخر العام 2003 في الكويت تبدو المنافسة مفتوحة بين الفرق السبعة الأخرى وكلهم أبطال سابقون إلا البحرين صاحبة الضيافة التي أجرت عمليات تحسين واسعة على الاستاد الوطني واستاد مدينة خليفة الرياضية ،حيث ستقام المنافسات للمرة الرابعة في تاريخ أصغر دولة خليجية من حيث المساحة منها النسخة الأولى للمسابقة في 1970 حين احتلت المركز الثاني بين أربع فرق، وحققت المركز ذاته أيضاً في بطولة 2003 خلف المنتخب السعودي في النسخة التي شارك فيها 7 منتخبات في أفضل إنجاز لها حتى اللحظة. اللحاق بالأبطال في الجانب الأخر ستحاول البحرين اقتفاء أثر منافسيها في المجموعة الأولى عمانوالإماراتوقطر الذين نالوا جميعاً اللقب عند استضافة البطولة خلال السنوات العشر الأخيرة .. وتحظى كأس الخليج منذ انطلاقها بشكل رسمي العام 1970 وحتى اللحظة باهتمام كافة الأوساط السياسية والرياضية والشعبية لعدة أسباب يأتي في مقدمتها أنه يتحدد خلالها زعيم الساحرة المستديرة في منطقة الخليج العربي التي طرأت عليها الكثير من التغييرات في اللعبة. كما أن استمرارية البطولة حتى الآن جعل منها واحدة من أقوى وأقوى البطولات الإقليمية المعترف بها دوليا بل ويراها البعض خير بديل لبطولة كأس العرب التي لا تقام بنفس الدرجة من الانتظام .. ورغم قلة عدد المنتخبات المشاركة والتي يصل عددها إلى ثمانية ، تشهد البطولة دائما منافسة شديدة على اللقب نظرا لتقارب المستوى العام لمعظم المنتخبات التي تحرص على فرض سطوتها الكروية. فكرة البطولة ومثل العديد من البطولات العربية كانت فكرة إقامة هذه البطولة سعودية بحتة وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل الذي طرح الفكرة في أواخر ستينيات القرن الماضي قبل أن يعرضها وفد بحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد البحريني في ذلك الوقت على الإنجليزي سير ستانلي راوس خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968. ونظراً لحرص البحرين على المضي قدماً في تنفيذ الفكرة عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعا بعد العودة من المكسيك لمناقشة الفكرة فتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية والكويت لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين اللتين انضمتا للاتحاد الدولي للعبة ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى في ضيافة البحرين ابتداء من 27 مارس 1970. وعقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة على هامش البطولة الأولى وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين بدلا من إقامتها سنويا كما اختيرت السعودية لاستضافة الدورة الثانية ، ونصت لائحة البطولة على أن الفائز باللقب ثلاث مرات يحتفظ بالكأس مدى الحياة على أن تجرى المنافسات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار بطولات كأس العالم. واقتصرت المشاركة في البطولة الأولى على منتخبات الكويتوالبحرين والسعودية وقطر .. وتعود البطولة الخليجية إلى أحضان البحرين مجدداً من خلال دورتها الحادية والعشرين بمشاركة المنتخبات الثمانية حيث تتنافس منتخبات قطروالإماراتوالبحرينوعمان في المجموعة الأولى بينما يبدأ المنتخب الكويتي رحلة الدفاع عن لقبه من خلال المجموعة الثانية التي تضم معه العراق والسعودية واليمن. مركزين ثالث ورابع وجوائز وستشهد الدورة الحالية أقامة مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع علماً أن هذه المباراة لم تكن موجودة في النسخ الأربع الأخيرة التي أقيمت فيها البطولة بنظام المجموعات .. وكان رؤساء الاتحادات الخليجية قد قرروا مؤخراً في مؤتمرهم العام رفع قيمة جوائز البطولة بالإضافة لتوزيع الجوائز على الفائزين بالمراكز الأربعة الأولى. وبدءاً من هذه البطولة سيحصل الفائز بالمركز الأول على 2.5 مليون ريال سعودي، فيما سيحصل صاحب المركز الثاني على 1.5 مليون ريال سعودي وصاحب المركز الثالث على مبلغ 500 ألف ريال سعودي،فيما سيحصل الفائز بالمركز الرابع على 250 ألف ريال سعودي .. كما تدارس رؤساء الاتحادات أبرز المقترحات المقدمة خاصة من الاتحاد العماني الذي يرشح أول وثاني البطولة مباشرة إلى نهائيات كأس أمم آسيا ومدى إمكانية تطبيق ذلك مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتشكيل لجنة تضم الأعضاء الموجودين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي بهدف متابعة المقترح. ثقة كالديرون الأرجنتيني جابرييل كالديرون بعد تعيينه مدرباً للبحرين المستضيف للدورية في أكتوبر خلفاً للإنجليزي بيتر تيلور قال:«أنا على ثقة تامة بقدرات اللاعبين وأقدر صعوبة المهمة ولكنها ليست بالمستحيلة»..وأضاف كالديرون الذي شارك في نهائيات كأس العالم كلاعب مع الأرجنتين في 1982 و1990 “اللاعب البحريني يمتلك شخصية ذكية وقوية وعلينا أن نعمل على الجانب البدني للفوز في كل مرة”. إنهاء صيام البعد عن البطولات وستتطلع فرق منها السعودية وقطر وكذلك العراق الذي يسعى بقيادة مدربه المؤقت حكيم شاكر لإنهاء صيام طويل عن التتويج،بينما ستأمل الكويت المستقرة مع المدرب الكرواتي جوران توفجيتش أن تواصل تألقها في المسابقة التي نالت لقبها عشر مرات وهو رقم قياسي .. وتخلصت عمان من دور ضيف الشرف خلال العقد الأخير حين بلغت المباراة النهائية في 2004 و2007 قبل أن تحرز اللقب أخيراً على أرضها في 2009 .. ولن تكون بعيدة عن قائمة المرشحين للفوز في البحرين وهي تبلى بلاءً حسناً في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بقيادة مدربها الفرنسي بول لوجوين. وقال لوجوين - خليفة مواطنه كلود لوروا الذي قاد عمان إلى إحراز لقبها الأول في مسقط قبل أربع سنوات - لصحيفة عمان في نهاية 2012:«أنا أدرك تماما أهمية كأس الخليج للجماهير العمانية وأنها بطولة مهمة ولها خصوصية بين الدول المشاركة والكل يترقبها»..وأضاف لوجوين الذي درب الكاميرون في نهائيات كأس العالم 2010 وسبق له العمل في ستاد رين وأولمبيك ليون ورينجرز ثم باريس سان جيرمان “(لكن) في كرة القدم صعب التوقع ولا أستطيع أن أعد بشيء لكن عهدنا أن نقدم كل جهدنا ونعمل بكل قوتنا من أجل المنافسة على اللقب». التتويج للمرة الرابعة وستتوق السعودية الى التتويج للمرة الرابعة في تاريخها عقب الخسارة في النهائي في 2009 و2010 وربما تمثل أيضاً كأس الخليج الفرصة الأخيرة للمدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي أخفق الفريق تحت قيادته في بلوغ كأس العالم 2014 بعد الخروج مبكراً من التصفيات الآسيوية بالإضافة للتراجع إلى أسوأ مركز في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) وهو 126. حصد الثمار وتأمل الإمارات أن تبدأ في حصد ثمار فريق بدأ مسيرته بنيل لقب كأس آسيا تحت 19 عاماً في 2008 ثم بلوغ دور الثمانية في كأس العالم للشباب في العام التالي ونهائي دورة الألعاب الآسيوية عام 2010 قبل ان يختتم مشواره بتقديم عروض مشجعة في ألعاب لندن الأولمبية في 2012 رغم الاخفاق في تجاوز الدور الاول وترقى المدرب مهدي علي الآن الى مقعد الرجل الأول في منتخب الامارات الذي تتكون أغلب تشكيلته الآن من لاعبي الفريق الذي تألق على مستوى الشباب.وقال يوسف السركال رئيس الاتحاد الاماراتي لكرة القدم إن هذا الجيل من اللاعبين هو الجيل الذهبي بسبب النتائج الرائعة التي حققها والمستويات المشرفة التي قدمها في كل مشاركاته منذ أن كان منتخباً للشباب..ولا تلعب الامارات حاليا في تصفيات كأس العالم بعد خروجها مبكراً من المنافسة وسافرت الى البحرين بتشكيلة تضم لاعبها الواعد عمر عبد الرحمن - الذي استحوذ على الاهتمام في بريطانيا بفضل لمساته الرائعة في الألعاب الأولمبية التي كادت تمنحه فرصة للعب في مانشستر سيتي المدافع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الصيف الماضي - بجانب لاعبها البارز إسماعيل مطر صاحب هدف الفوز في المباراة النهائية لخليجي 18 في أبوظبي.