تنتظر البحرين منذ 42 عاماً لقبها الأول في دورات كأس الخليج لكرة القدم وتحديداً منذ النسخة الأولى على أرضها عام ،1970 وقد تكون الفرصة مثالية في استضافتها النسخة الحادية والعشرين من 5 إلى 18 الجاري للانضمام إلى ركب الدول المتوجة . يبدأ صاحب الأرض مشواره، اليوم السبت، بمواجهة منتخب عمان بطل "خليجي 19" على الاستاد الوطني ضمن منافسات المجموعة الأولى . عرفت ستة منتخبات طريقها إلى اللقب الخليجي حتى الآن هي الكويت (10 ألقاب، رقم قياسي) والسعودية (3 ألقاب) والعراق (3 ألقاب) وقطر (لقبان) والإمارات (لقب واحد) وعمان (لقب واحد)، وحده المنتخب البحريني (إذا استثنينا منتخب اليمن حديث العهد في البطولة)، لم يذق طعم التتويج حتى الآن . تستعد البحرين منذ أكثر من عام لاحتضان "خليجي 21"، وتحديداً منذ أن قرر رؤساء الاتحادات الخليجية إقامتها على أرضها بدلاً من مدينة البصرة العراقية كما كان مقرراً على هامش الدورة السابقة في عدناليمنية عام 2010 لأسباب أمنية، فقد أعادت البحرين تجهيز الاستاد الوطني واستاد مدينة عيسى اللذين سيحتضنان مباريات المجموعتين، كما أنجزت الترتيبات الخاصة بالاستضافة على صعيد الرسميين والرياضيين والصحافيين والجمهور، لما لهذه البطولة من مكانة خاصة عند الخليجيين . وبموازاة استعدادات الاستضافة، كان التركيز منصباً على منتخب البحرين لإعداده بالطريقة المناسبة لإحراز اللقب الأول في تاريخه، لكن إرباكاً حصل على صعيد الاستقرار الفني، إذ اضطر الاتحاد البحريني لكرة القدم لإقالة المدرب الإنجليزي جون بيتر تايلور وتعيين الأرجنتينتي غابرييل كالديرون بدلاً منه . تغيرت وجوه كثيرة في صفوف المنتخب البحريني، ولم تعد نجاعته الفنية كما كانت قبل أعوام حين فرض ذاته واحداً من أفضل المنتخبات الخليجية والآسيوية، لكن اكتساب بعض اللاعبين الجدد الخبرة الكافية مؤخراً، وإقامة البطولة على أرضه وبين جمهوره، وإسناد المهمة إلى مدرب عالم بخبايا الكرة الخليجية، قد يثمر لقباً طال انتظاره . طريق المنتخب البحريني إلى الألقاب بدأ في عام 2011 بقيادة تايلور حين توج بلقب دورة الألعاب الخليجية الأولى على أرضه، ثم بذهبية دورة الألعاب العربية في قطر أواخر العام ذاته . لكنه خرج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، خلافاً لنظيره العماني المستمر في منافسات الدور الرابع الحاسم . وتبدو الآمال ممزوجة بالتفاؤل والحذر والترقب، فقد نجح كالديرون في إعادة الروح إلى المنتخب الذي حقق نتائج إيجابية في اللقاءات التي خاضها تحت إشرافه، إذ تفوق على الأردن وفلسطين وتعادل مع العراق في التجارب الودية . كما نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في بطولة غرب آسيا في الكويت مطلع الشهر الماضي . خاض منتخب البحرين بعد الدورة الآسيوية مباراتين أخريين فتعادل في الأولى مع بوركينا فاسو سلباً، ثم تغلب على غينيا 3-صفر . يعول كالديرون على مجموعة تشكل مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب، وأبرز اللاعبين أصحاب الخبرة محمد سالمين ومحمد حسين وعبدالله المرزوقي وحسين بابا وسيد محمد جعفر وفوزي عايش وجيسي جون وإسماعيل عبداللطيف وعبدالله عمر، إلى جانب اللاعبين الصاعدين سامي الحسيني وعيسى غالب وسيد ضياء سعيد وعبدالوهاب علي وعبدالوهاب المالود وعبدالله يوسف وراشد الحوطي وداوود سعد ومحمود العجيمي . بداية صعبة البداية ستكون صعبة جداً بمواجهة منتخب عماني متجدد يعيش استقراراً فنياً بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوين مدد له الاتحاد العماني عقده قبل ثلاثة أيام إلى عام 2016 . منتخب عمان الذي تأخر دورتين قبل الانضمام إلى دورات الخليج في النسخة الثالثة في الكويت عام ،1974 عانى كثيراً قبل أن يمحو في الألفية الجديدة آثاراً عميقة طبعتها الأعوام الأولى، فتحول من "المنتخب الأضعف" إلى "المنتخب الأمتع" وبلغ نهائي الدورة السابعة عشرة في قطر عام 2004 قبل أن يخسر بصعوبة أمام أصحاب الأرض، ثم اغتنم الفرصة على أرضه في النسخة التاسعة عشرة عام 2009 وتوج للمرة الأولى . ضخ لوغوين دماء جديدة وبدأ عهداً جديداً مع المنتخب العماني، إذ اعتمد على الإحلال التدريجي للاعبين، واستطاع أن يعود سريعاً بعد كبوة "خليجي 20"، ليبرز في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، حيث تأهل إلى الدور الرابع الحاسم على حساب المنتخب السعودي، ويملك حالياً 5 نقاط في مجموعته التي تضم أيضاً اليابان وأستراليا والأردنوالعراق . شارك 20 لاعباً في بطولة غرب آسيا وأحرز فيها المنتخب العماني المركز الثالث على حساب البحرين، في الوقت الذي تجمع 17 لاعباً في مسقط في معسكر آخر لعب خلاله تجربة ودية أمام بنين وفاز فيها 2-صفر، فضلاً عن كتيبة المحترفين في الخارج . وتلقى المنتخب العماني ضربة موجعة بعدم تحرير ويغان الإنجليزي الحارس علي الحبسي، أفضل حارس في دورات الخليج أربع مرات متتالية بين 3002 و2009 . يعول المدرب الفرنسي على فوزي بشير وأحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي وأحمد مبارك كانو وحسن مظفر وجمعة درويش ومحمد الشيبة والمهاجم الشاب عبد العزيز المقبالي، ولا شك أنه سيفتقد جهود الظهيرين محمد ربيع المعتزل . حديد: سنسخر خبراتنا لخدمة عمان شدد لاعب المنتخب العماني أحمد حديد على أهمية تسخير الخبرات الجيدة للاعبي المنتخب في خليجي البحرين، وقال إن "العناصر الشابة ينبغي أن تحصل على الدعم الميداني الجيد من أصحاب الخبرة في المنتخب لمصلحة المنتخب" . وأضاف: لا شيء يمكن أن يحد من تطلعاتنا للفوز باللقب، على الرغم من المنافسة القوية المرتقبة من المنتخبات الأخرى، فينبغي أن نؤدي جيداً في الميدان، وننتظر الإنصاف من الكرة، والمهم أن نحصل على النتيجة المأمولة في اللقاء الافتتاحي أمام البحرين .