سيكون المنتخب البحريني في اختبار صعب عندما يلتقي المنتخب الاماراتي في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الاولى بدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم ، وقدر للمنتخب البحريني ان يدخل اللقاء على ارضه وبين جمهوره بشعار "ممنوع الخطأ" وفي مواجهة منتخب اماراتي كشف مبكرا عن افضل صورة في البطولة حتى الان . وتجمع المباراة الثانية في المجموعة ذاتها قطروعمان . وكانت الجولة الاولى اسفرت عن تعادل البحرينوعمان في مباراة الافتتاح سلبا، وعن عرض مميز لمنتخب الامارات تغلب فيه على نظيره القطري 3-1 وضعه في رأس قامة الترشيحات للقب . وحسب وكالة " أنباء البحرين " فأن المنتخب لم يكشف في مباراته الاولى صورة المرشح للقب الاول في تاريخه ولم يقدم مستوياته التي كان يقدمها في السنوات الاخيرة ، وارجع جهازه الفني السبب الى التأثر بضغط المباريات الافتتاحية وسياسة التجديد التي تنتهجها معظم الاتحادات الخليجية. وبات على مدرب المنتخب البحريني الارجنتيني غابرييل كالديرون الذي تولى منصبه منذ نحو شهرين خلفا للانكليزي جون بيتر تايلور للظهور بمستوى مغاير في لقاء الغد، ولا شك ان كالديرون تابع التطور الذي طرأ على منتخب الامارات ودون الملاحظات المناسبة. كما يتعين على محمد حسين وعبدالله عمر وراشد الحوطي وعبدالله المرزوقي وسالمين وفوزي عايش واسماعيل عبد اللطيف وحسين سلمان وغيرهم من اللاعبين ان يعوا ان منتخب الامارات يلعب اداء ثابت منذ تعيين مهدي علي مدربا له، وهذا ما كان واضحا في المباريات الودية وايضا امام قطر في البطولة. في المقابل، ارتفعت اسهم منتخب الامارات كثيرا واعتبره الجميع المرشح الابرز للقب بعد عرضه الجيد وفوزه الكبير في الجولة الاولى، كما انه نال المديح والثناء من المسؤولين عن جميع المنتخبات ومن مختلف وسائل الاعلام الخليجية التي تحدثت عن نجوم موهوبين وخصوصا عمر عبد الرحمن. ويطلق الاماراتيون على منتخبهم الحالي تسمية "منتخب الاحلام، القادر على احراز اللقب الخليجي الثاني بقيادة مدرب قدير هو مهدي علي اثبت قدرات عالية في الاعوام الماضية مع منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي. فقد سبق ان قاد مهدي علي جيلا ذهبيا من اللاعبين للفوز بلقب كأس اسيا للشباب 2008 في الدمام والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 عاما في مصر واحراز فضية اسياد 2010، قبل ان ينتقل الى المنتخب الاولمبي مع نفس المجموعة من اللاعبين تقريبا ويحقق الانجاز الاضخم في تاريخ الكرة الاماراتية (بعد المشاركة في مونديال 1990) وذلك بالتأهل الى اولمبياد لندن 2012. ويبرز العديد من النجوم في صفوف المنتخب الاماراتي كعلي مبخوت وعامر عبد الرحمن وحمدان الكمالي واسماعيل الحمادي وعمر عبد الرحمن ومحمد احمد واحمد خليل، وايضا اسماعيل مطر الذي لعب لثوان قليلة في المباراة الاولى كونه ليس جاهزا بنسبة مئة بالمئة. تاريخيا، التقى المنتخبان 16 مرة في تاريخ لقاءاتها في دورات كأس الخليج، ويتفوق المنتخب البحريني بثمانية انتصارات مقابل خمسة لنظيره الاماراتي، وتعادلا في خمس مناسبات. وفي المواجهة الثانية يسعى المنتخب القطري لتعويض خسارته في الجولة الاولى امام الابيض الاماراتي في الجولة الاولى 1-3، عندما يواجه نظيره العماني. تتفوق قطر على منافستها في تاريخ مشاركاتهما في دورات كأس الخليج بواقع 11 فوزا مقابل 5 لعمان، فيما تعادل المنتخبان مرة واحدة. لم يقتصر الامر على خسارة مباراة داخل الملعب، بل يمكن القول ان المنتخب القطري خسر اكثر من ذلك بكثير، ووضع نفسه في دائرة قوية جدا من الضغوط خصوصا الاعلامية منها، وهي عصب اساسي في دورات كأس الخليج، وايضا من الشكوك، اذ ان كثير من المحللين الرياضيين اعتبروا ان المنتخب لا يملك خيارات واسعة في تشكيلته. وربما كان خلفان ابراهيم، افضل لاعب في اسيا عام 2006، ابرز لاعبي قطر امام الامارات، فكان صاحب هدف السبق من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، وقام لاحقا ببعض المحاولات لم تسفر عن نتيجة. يتعين على اوتوري ان يحسن الاستفادة من خلفان ومسعد الحمد ومحمد كسولا وبلال محمد وابراهيم ماجد وحسن الهيدوس ووسام رزق وسيباستيان سوريا وغيرهم قبل فوات الاوان، لان عدم الفوز غدا على عمان سيجعل المهمة لاحقا شبه مستحيلة في امكان التأهل الى نصف النهائي. لكن المهمة لن تكون سهلة على الاطلاق امام منتخب عماني تعرض بدوره الى انتقادات حادة بسبب سوء ادائه امامه البحرين، خصوصا تواضعه من الناحية الهجومية رغم وجود عماد الحوسني واسماعيل العجمي، لكن الخلاصة كانت انه في مرحلة تجديد ادت الى عدم استقرار من الناحية الفنية وان العديد من اللاعبين لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه الدورات. وعمد المدرب الحالي الفرنسي بول لوغوين الى ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب العماني الذي يواصل مشواره ايضا في الدور الرابع من تصفيات المونديال. يذكر ان الحارس مازن الكابسي لم يختبر كثيرا امام البحرين، وهو تولى حراسة عرين المنتخب العماني بدلا من علي الحبسي افضل حارس مرمى في اربع دورات متتالية من 2003 الى 2009، لان فريقه ويغان الانكليزي رفض تحريره، اذ ان الاتحاد الدولي (فيفا) لم يضع البطولة ضمن روزنامته حتى الان. والى جانب الكابسي والعجمي والحوسني الذي كان غائبا عن المجريات امام البحرين، يعول لوغوين على حسن مظفر وعيد الفارسي واحمد حديد (لم يظهر بالمستوى المطلوب ايضا في المباراة الاولى) وسعد المخيني واحمد مبارك كانو وغيرهم من اللاعبين.