أكد العميد الركن الدكتور عمر عبدالكريم عبده مدير عام أمن أمانة العاصمة أن الإمكانيات الشحيحة التي يمتلكها أمن العاصمة تؤثر على مستوى أدائه في محاربة الجريمة، وطالب الحكومة بإعطاء الأمن أهمية قصوى، حتى إن تطلب الأمر تأجيل مشاريعها الأخرى، وتحدث مدير أمن العاصمة حول عدد من القضايا في سياق اللقاء التالي.. .. كيف تقيمون الوضع الأمني حالياً؟ مقارنة بالفترة الماضية أستطيع القول إن الوضع الأمني في أمانة العاصمة أصبح مقبولاً مقارنة بالفترة الماضية، سواء مطلع هذا العام أو العام الماضي, وهذا طبعاً نتيجة الجهود الكبيرة التي نقدمها من أجل حفظ الأمن وإرساء الاستقرار كواجب وظيفي ووطني وأخلاقي ولا نخفي دور الدوريات الوقائية، التي تبذل جهوداً كبيراً إزاء الأمن وكذا الجهات ذات العلاقة. .. ما أنواع الجريمة التي تواجه أمن أمانة العاصمة؟ الجريمة في الأمانة باتت منتشرة ومتعددة نظراً لأنها العاصمة، وكذا استغلالاً للوضع الذي مرت به بلادنا خلال الفترة الماضية، لكننا نقوم بدورنا على مكافحتها حيث قمنا بضبط جرائم سرقة تتم من خلال عصابات منظمة مثل سرقة الناس في حافلات النقل أو التغرير بهم وغشهم من خلال مقتنيات مزيفة، أو حتى سرقة النساء عن طريق دراجات نارية وكذا سرقة السيارات وتزييف العملات، وهذه من المشاكل التي شكلت لنا عبئاً كبيراً، لكننا استطعنا بحسب الإمكانيات المتاحة أن نحد منها وبشكل كبير ناهيك عن طباعة اللوحات المعدنية للسيارات. .. ما هي الآليات التي تتبعونها في مكافحة الجريمة؟ نحن نعمل بحسب الإمكانيات المتاحة كما أسلفت على اعتبار أن إمكانياتنا الأمنية وبناءها يكاد يكون ضعيفاً لكننا اعتمدنا على المواطنين أنفسهم في مساعدتنا على مكافحة الجريمة والحد منها وذلك من خلال التنسيق معهم وتوعيتهم بدورهم الهام إلى جانبنا ومساندتنا . .. ماهي أبرز المشاكل التي تؤرقكم؟ المشاكل المؤرقة لنا النزاعات المسلحة سواء كانت قبلية أم نزاعات أراضي، وهذه باتت تتصدر المشاكل الأمنية، كما أن ظاهرة انتشار السلاح وامتلاكه لدى المواطن اليمني وتحديداً في العاصمة بات أمراً خطيراً جداً ويحرض على جرائم القتل بشكل مستمر. .. كيف يمكن القضاء على هذه الظاهرة؟ هذه الظاهرة بحاجة إلى قرار سياسي وسيادي وإلى تكاتف الجميع في مختلف توجهاتهم ومسئولية عامة وتوعية شاملة بخطورة حمل السلاح وحيازته، وما يزيد من صعوبة ذلك الاحتفاظ بالأسلحة في البيوت. .. كيف تعاملتم مع اختطاف ثلاثة أجانب مؤخراً من قلب الأمانة؟ حقيقة تفاجأنا بعملية الاختطاف هذه لأن الظاهرة لم تعد متواجدة بقوة في الفترة الأخيرة، وتحديدا في المدن الرئيسية، كما أن العادة جرت على اختطاف الدبلوماسيين الأجانب والخبراء لابتزاز الدولة بذلك, لكن ما حصل في أمانة العاصمة مؤخراً كان اختطاف لثلاثة أجانب دارسين في معهد لغات، وما ساعد الخاطفين على إتمام مهمتهم هو التوقيت، حيث كان ذلك في يوم الجمعة وكان الشارع خالياً من الناس، كما أن الدورية الأمنية المكلفة بالمكان ذهبت قبل الاختطاف بفترة زمنية بسيطة جداً لإنقاذ طفلة سقطت من مبنى وهذا لحسن حظ الخاطفين, لكنها تبقى جريمة شنعاء، لا تمت بالتأكيد لأخلاق اليمنيين بصلة ولا للدين الإسلامي والأعراف الإنسانية السائدة، وما آلمنا جميعنا القسوة وترويع الأجانب أثناء خطفهم, وهنا أشير إلى أن متابعتنا للحادثة متواصل ونرجو أن نصل إلى نتيجة قريباً. .. برأيك ما مغزى الاختطاف في قلب العاصمة وفي الظرف الراهن؟ غالباً ما تكون الاختطافات لداعي ابتزاز الدولة لكن هذه الحادثة ربما تكون لمآرب أخرى، مثل الابتزاز السياسي ربما كردة فعل للتغيرات الجارية في البلاد أو لخلط الأوراق. في مجتمعنا اليمني أصبح الاختطاف سمة لابتزاز الدولة واستغرب بقاء المختطفة الفرنسية لدى خاطفها في الحديدة إلى الآن، وقد مر عليها أكثر من عام فأين الضمير الإنساني على الأقل؟. .. الازدحام المروري ما زال قائماً كيف تواجهونه وما أسباب ذلك؟ الازدحام المروري عادة ما تتسم به عواصم الدول، وهي ليست دائماً بسبب قصور في الأداء من قبل رجل المرور، ولكن هناك أسباب موضوعية خارجه عن إرادة أمانة العاصمة مثل ازدياد عدد السيارات المستوردة، بما لا يتناسب مع حجم الشوارع وعدم وجود استراتيجية علمية عن التخطيط لبناء المدن من حيث إغفال الاستيعاب المروري على المدى البعيد.. أما الأسباب الأخرى فتحدد في حجم قوة المرور وعدم قدرتها على تغطية كل الأماكن وتنظيم حركة مرور السيارات بتلك الكمية الهائلة، وهناك سائقو السيارات من المواطنين الذين يسهمون في مخالفة قواعد المرور وبالتالي تصعب المهمة على رجل المرور.. إضافة إلى أهمية إعادة تشغيل إشارات المرور وخاصة في الجولات الرئيسية واستحداث نظم الرقابة والضبط حيث مازلنا نستخدم طرقاً بدائية في تنظيم حركة المرور وكذلك إعادة تأهيل وتنظيم وتوسيع بعض الشوارع وسد الفتحات غير الضرورية. وحدة المرور واجهت ضغوطات كبيرة جداً في مواجهة هذه الإشكالية. .. ما هي أبرز المعوقات التي تواجهكم في أمن أمانة العاصمة؟ ظاهرة سرقة السيارات والتزوير في لوحات السيارات والهويات أرقتنا كثيراً وتوهتنا في الوصول إلى الهدف بسرعة ودقة، كما أن نقص المعلومات من المعوقات لمهامنا، حيث ان المعلومات بحاجة إلى تحديث وربطها شبكياً بين مختلف المحافظات لأهميتها، حيث إننا نعمل إلى الآن بالآيات قديمة ومتخلفة عفى عليها الزمن، بالإضافة إلى انعدام وسائل الكشف المبكر لدينا في المنافذ , والمراقبة المرئية وهي مهمة جدا، وأنا الآن أفكر بإلزام البيوت والمحلات بوضع كاميرات تساعدنا على العمل الأمني مثل كل الدول، ومشاركة المجتمع في الأمن واجب مهم وضروري. .. ما هي أبرز الخطط والاستراتيجيات الأمنية لديكم؟ كثيرة جداً في حال توفرت الإمكانيات ومثل ما قلت المراقبة المرئية، وعلى حكومة الوفاق أن تعطي أولوية للأمن لخلق استقرار وخلق مناخ ملائم للحوار والتحول البناء، وفي هذه الحالة عليها أن توقف مشاريعها واستثماراتها الممولة وتأجيلها والبدء بإعادة تجهيز الأمن وبنائه لضرورة الأمن والاستقرار كونه حجر أساس. وأنا أطالب بصريح العبارة أن تعطي الحكومة أولوية قصوى للأمن حيث ليس لنا وسائل متطورة للكشف عن الجريمة ولا رقابة مرئية ويجب على الحكومة عقد جلسة خاصة لدعم الوضع الأمني واحتياجاته. .. كيف قرأتم قرارات رئيس الجمهورية بشان هيكلة الجيش؟ بكل تأكيد أنها قرارات جريئة وشجاعة وتمهد لحل الكثير من القضايا الهامة على مختلف الأصعدة، كما أنها تقضي على الازدواجية وتدعم الأمن والاستقرار وسيادة الدولة.