صحيفة مثلت الثقافة التعزية واليمنية لأكثر من عقد من الزمن, لكنها أصبحت عصية عن النسيان لدورها التنويري والثقافي ومعاركها الأدبية والقلمية, التي غابت اليوم بتاتاً, إذ كانت متنفساً للكثير من الأدباء والمثقفين بل والباحثين والنقاد, كما أنها أخذت بأيدي الأدباء المغمورين وعملت على إبراز الأصوات الجديدة, صحيفة كان رائدها الأول ومفجر أحلامها الأستاذ سمير اليوسفي وكان لها الدور الكبير في إظهار الأدب النسوي في اليمن فالأديبات والشاعرات اليمنيات طيلة التسعينيات من القرن المنصرم وبدايات الألفية الجديدة كانوا الأكثر تربعاً على مساحات الثقافية التي احتضنتهم وأخرجت نتاجاتهم إلى دائرة المتلقي اليمني وغيره.. بالإضافة إلى كونها صحيفة ثقافية اهتمت بالجديد والأجد إلا إنها كانت صحيفة شعبية وبسيطة أيضاً, فنستطيع أن نصفها بأنها حوت على السهل الممتنع فهي لكل القراء مثقفين وأنصاف مثقفين لموضوعاتها المختلفة التي حاولت أن تغوص في النسيج المجتمعي للبحث والتنقيب عن ثقافاته ومكنوناته المكتنزة فيه.. وهذا هو الفراغ التي تركته كثيراً هذه الصحيفة فأصبح جميع المثقفين يتذكرونها ويتأوهون على أيام كانت الملكة فيه “الثقافية التعزية”.. وغدت اليوم مرجعاً خصباً للكثير من الباحثين والمهتمين في الشأن الثقافي..