سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التمهيد للنهضة ! معدل القراءة في أوروبا 200 ساعة سنوياً.. و6 دقائق سنوياً في الدول العربية!! الكتاب يعود إلى مكانته في عدن من خلال مشروع (أنا قارئ) الذي استهدف طلاب وطالبات ثانويات المحافظة
تعتبر القراءة هي الأساس في تكوين شخصية الفرد, والجوهر الحقيقي في صناعة نهضة الأمم, و“الذين يعرفون كيف يقرؤون هم من سيقودون البشرية” كما يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير. ومن هذا المنطلق ونظرًا لأهمية القراءة ودورها في النهوض بالمجتمع؛ نفذت منظمة «صناع النهضة» بعدن بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم, مشروع “أنا قارئ” في الفترة الممتدة من ال22 ديسمبر 2012م حتى ال7 من يناير الجاري, الذي استهدف ألف طالب وطالبة من طلاب الثانوية العامة في تسع ثانويات, في مديريات: المعلا – التواهي – كريتر – خور مكسر – دار سعد. ويأتي مشروع “أنا قارئ” تجسيدًا للأهداف والمهام التي اختطتها منظمة «صناع النهضة» لنفسها, وفي مقدمتها بناء الإنسان والاهتمام به؛ باعتبار أن بناء الإنسان هو البناء الحقيقي للمجتمعات, حيث يحاول القائمون على المنظمة من خلال البرامج والأنشطة والدورات التوعوية والتنموية والفعاليات المختلفة التي ينظمونها بالتنسيق مع الجهات المعنية - الرسمية وغير الرسمية – إلى خلق وعي جماعي للمساهمة الفاعلة في تحقيق نهضة المجتمع. ويرى القائمون على المنظمة أن من أهم العوامل التي تساعد على بناء الإنسان وإعادة تشكيل نمط حياته وتفكيره؛ الاهتمام بالقراءة وتوطيد العلاقة مع الكتاب, لذا كان لا بد على (صناع النهضة) من خلال مشروع “أنا قارئ” تعميق هذا المفهوم والتذكير بأهمية القراءة, بدءاً بالطلاب كونهم في أهم وأخصب فترات العمر, وهم الفئة التي تُعلق عليها الآمال بعد الله في بناء حضارة الأمة. ولتحقيق ذلك الهدف السامي وتوصيله للطلاب بشكلٍ واضح, قامت المنظمة بتدريب وتأهيل (16) محاضرًا ومحاضرة لإكسابهم مهارات وأساليب عرض المادة التدريبية, التي تحتوي على مفهوم القراءة وأساليبها, والخرائط الذهنية وقواعد المذاكرة, بالإضافة إلى عقد اللقاءات وورش العمل مع المدربين للاستفادة من اقتراحاتهم وأفكارهم, للوصول إلى معرفة المشكلات التي تعاني منها الثانويات, وكيفية تحقيق تكامل حقيقي بين الجهود المجتمعية والمؤسسات التعليمية. المسئول الإعلامي لمنظمة (صناع النهضة) فائزة التميمي قالت: إن المشروع يهدف إلى تغيير القناعات السلبية نحو القراءة, ورفع مستوى الوعي لدى الأفراد بأهمية القراءة من أجل إعداد قيادات مجتمعية فاعلة ومؤثرة. وبهذه الخطوة تكون منظمة «صناع النهضة» قد مهدت الطريق ووضعت لبنة من لبنات النهضة, وهي محاولة تحتاج أن تتبعها محاولات وخطوات لاحقة, تعيد للكتاب مكانته وقيمته الحقيقية, خصوصًا ونحن نعيش في زمن أُهملت فيه القراءة وانخفضت نُسبها في المجتمعات العربية, والمجتمع اليمني على وجه الخصوص, نتيجة للجهل وانتشار الأمية التي تصل نسبتها في أوساط اليمنيين إلى (70%), بالإضافة إلى غياب دور المؤسسات المدنية والحكومية في التشجيع على القراءة, وارتفاع نسبة الفقر وقبلها السياسات التعليمية المتبعة في الدول العربية, وعوامل أخرى أدت إلى الانقطاع التام عن القراءة, حيث إن كثيراً من الطلاب في المدارس والثانويات لا يقرؤون المناهج المقررة عليهم, فضلاً عن القراءة التوسعية في المجالات الأخرى, وإذا قرأوا فإنهم يقرؤون للامتحانات وليس للاستفادة, وهذا هو الفرق بيننا وبين دول العالم المتقدم. وقد تحدثت الكثير من التقارير عن تلك الحقيقة وكشفت تدني مستوى القراءة في الوطن العربي بشكل مخيف, من بينها تقرير التنمية الثقافية الصادر في ال15 من ديسمبر2011م, عن مؤسسة الفكر العربي, الذي أشار إلى أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي نحو 200 ساعة سنويًا، بينما قراءة الفرد العربي هي 6 دقائق سنويًا, ويرى مثقفون أنها نتيجة مُخزية لا تليق بأمة (اقرأ) التي تجاهلت دورها في بناء الحضارة, ورضيت بأن تكون في ذيل القافلة. ويعتبر مشروع “أنا قارئ” الانطلاقة الأولى لمنظمة «صناع النهضة» الذي استهلت به أنشطتها بُعيد تأسيسها في أواخر العام الماضي, وتبعتها العديد من الأنشطة الأخرى, كان من ضمنها مشروع توزيع الكُتيب التوعوي الموسوم ب (أبين.. بداية جديدة) المموّل من المجلس الدنماركي للاجئين (DRC) والذي وُزعت منه (4000) نسخة على نازحي محافظة أبين العائدين إلى ديارهم, و يحتوي الكتيب على نصائح ورسائل ورسومات توضيحية تساعد العائدين للرجوع إلى حياتهم الطبيعية والمساهمة في تنمية مناطقهم التي تضررت جراء الحرب التي جرت في محافظتهم في العامين الماضيين.