تمتدّ فوق الهضاب كعاصفة من البركان تحمل في عصابتها نجوما من فراشات تعلقها على الأبواب . كخيلٍ من حروف الليل تعانق الأزهار تمضي فوق جسر ٍ من ضباب ويدٍ زهراء غامضة المعاني تراقص الأشجار خلف المرايا وتغسل بين نجوم السماء ليبقى عليها أريج الشباب. تطرح أنملةً على التلِّ البهيج تمتص من شفتيه كلَّ أشعة القمر المذاب. تحوم هنا وهناك لتلتقط الضوء الخرافي كأغنيةٍ بيضاوية الشكل تسافر في فضاء الصمت المعانق للهضاب.. كشبحٍ من خيالٍ يأكل ماتقيأه أمام المعاني ليجني مازرعته عيون الليالي بين التراب كخاطرةٍ من أريج الزهور تمشي الهوينى ولا أحدٌ يلمح قدميها من العابرين. لأنها تلبس ثوبا من رحيق السلام وخفَّا من النور وفي وجهها نقوشٌ من الورد والياسمين تمرُّ صباح مساء ... تخيط التلال كما تشتهيها وتعجن رمل الروابي بماء الأماني لتبني سريرا على كلِّ باب.