فن الزامل في التراث الشعبي اليمني نشأ فن الزامل من أصل خرافي يشبه حكاية القات الذي قيل أن أول من اكتشفه تيس فدل الراعي على لذته ودل الراعي رعاة آخرين حتى تزايد مضغه الى حد التعميم ، تشبه هذه الحكاية حكاية الزامل فقد روى بعض المعمرين : أن بعض القبائل فرّت الى كهوف الجبال خوفا من هجوم المعتدي وفي هدأة الليل سمعت أصواتا جهيرة كثيرة العدد بديعة الإيقاع لم تسمع أجمل منها إثارة وتحميسا وكانت تردد باللغة الشعبية ( زاملا ) يهز النفوس ويرنّح قامة الصمت وعندما أصغت إليه القبائل حفظت ذلك الزامل وهو : قبّح الله وجهك يا ذليل عاد بعد الحرايب عافيه عند شب الحرايب ما نميل باتجيك العلوم الشافيه وكانت أصوات الزامل تقترب فتثير الفزع وتبتعد فترجعها الرياح وكانت القبائل تخرج من مخابئها فلا ترى أحدا وانما تسمع ضجيجا وتشاهد أمواج الغبار فتأكد المختبئون من اشتعال الحرب بين الجان وهيجهم ذلك فاجتازوا الخوف واندفعوا لمقارعة العدو وهكذا توارثت الرواية الشفهية زامل الجان جيلا بعد جيل الى مطلع هذا العصر وفي أحداث الحرب تسبق دعوة الاستنفار ترديد الزامل كإثارة تحمسية . من الزوامل : زامل الحرب .. إذا كان مكان المعركة قريبا كان الزامل من ضرب القصير أمثال هذا التشكيل : بارق برق من عندكم وأسقى البلايد عندنا غصن القنا من عندكم والقاطفي من عندنا ومنه أيضا : يا قاسمين الموت جينا له طلب والحرب هو عاداتنا من يوم شبينا وشب عند الرجوع من الحرب يختلف محتوى الزامل وشكله وان كان ينتمي الى زامل الجان في مضمونه : جينا بأعلام شافيه بعد الحرايب عافيه زامل الترحيب : يا مرحبا وأهلا وسهلا بالضيف ذي جانا عنيه إن لغة الزامل السياسي قد تمرنت على التشكيل والأداء وأهتدت الى حسن بداية التخويف ، فعندما أراد الإمام أحمد استرداد السلاح من القبائل التي هاجمت صنعاء كانت قبيلة ( الحدا ) أحرص على استبقاء السلاح فأنفذ إليهم الإمام جيشا من قبائل ( همدان ) رددت هذا الزامل: يا حدا يا خيرة الله عليكم حق بيت المال كلن يرده بارق أحمد بايحوم عليكم جيش لا يحصى ولا حد يعده للموضوع صلة وقصدت من نقله بتصرف إجلاء الغموض عن فن من فنوننا الشعبية لوضع الرواد في الصورة . المرجع : فنون الأدب الشعبي في اليمن عبد الله البردوني قالي سنة أرش المكان وفوح كما علمت أن الحبيب شروح الليل أهيم والصبح أدقدق أسلاك ويوم ثاني وسوسة وشكاك يومي قلق والليل فوق الاشواك *** غائب سنين، قالوا السنة وصوله الله يصيب من كان سبب رحيله كم أذكره في سمرته ومقيله يوم السفر كان الهوى دليله ما أحلى الشجر .. والطل فوق الأعناب ونشرة الهجرة .. وجمع الاحباب *** يأتي صباح من بعد ليل دامس وانا هنا فوق الفراش جالس جافاني نومي وجيتلي الهواجس لمل رأيت حبيب قلبي عابس عبس الحبيب أطار لي صوابي جاب لي الشقاء وزاد لي عذابي من ذا الذي شجيب له جوابي وشخبره عن الذي جرى بي *** ياليت بقلبي “ سلك “ لا فؤادك شاستعلمك ياخل مو مرادك صليت أنا الجمعة وحسي هله لما جزع ساجي العيون شله طرحت لي عهدك تحت الدقامة شحاسبك ربي يوم القيامة طرحت لي عهدك تحت الشذابة حتى السحاب تبردت وذابه *** ليت النهار ساعة والليل شهرين منشان نسهر يا حبيبي الاثنين يا محسن السمرة واحد لواحد لموا الصدور وخالفوا السواعد لصوا الشماع وطفئوا عود الناد روحي فداء روح أبي محمد طفوا الشماع شسمر بنص شمعة الحب لواحد مش لكم جمعه كم يا نهد واعدهن ليالي له الجذام من فرق حلالي كم يا نهد تقارحين بظهري من باطل الدنيا وباطل أهلي *** اثنين كعوب وفوقهن زمرجد تسبيحهن «قم ياحبيبي نرقد» اثنين كعوب وفوقهن قُبة قم شل لك من كل خد حُبه *** والله العظيم لادق قفل بابك واعاتبك وانظر كيف جوابك *** كنت أحّدك ملكي وزرع حولي أتلم واحوِّض والصريب لغيري *** حُبيبي والحب يكمل الروح مثل الحنش بالجدار مطروح