يمثل مؤتمر الحوار الوطني الشامل ملتقى لكافة القوى السياسية في اليمن سلطة ومعارضة، وباشتراك شباب الثورة ومنظمات المجتمع المدني إضافة لفصائل الحراك الجنوبي.. لقد التقت كافة القوى في دار الرئاسة تدشيناً ليوم تاريخي .. كنا نقرأ في وجوه الحاضرين استعدادهم لبحث كل المسائل والقضايا والاشكالات الوطنية في اليمن وتفكيرهم في كيفية مساعدة البلاد بالانتقال من حال إلى حال أفضل والانتقال باليمن من حالته ووضعه الحالي إلى وضع الدولة المدنية الحضارية واستكمال عملية التغيير السلمي للسلطة. وفي مجرى التطورات والأحداث التي شهدتها دول الربيع العربي تسجل اليمن اليوم عنواناً بارزاً مفاده نموذج جديد وطراز جديد لحل المشكلات بشكل مختلف عما سبقها من دول الربيع العربي. لقد اقتنع اليمنيون في الشمال والجنوب بأنهم شركاء في صناعة مستقبل جديد لليمن عنوانه بناء الدولة المدنية الحديثة وإعادة صياغة الدستور والتفكير بواحدية الدولة اليمنية وحل كافة القضايا المعقدة في اليمن وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وكافة النتوءات والأخطاء التي رافقت الدولة اليمنية الموحدة خلال عشرين عاماً من عمرها وأيضاً حل ما تراكم من الموروث الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي لمرحلة ما قبل عام 1990م وحتى 26 سبتمبر 62م و14 كتوبر 63م أي أننا لا نقف فقط امام فترة 33 عاماً بل أمام عقود كثيرة وأنا على ثقة من أن كافة المتحاورين سيكونون على قدر عالٍ من الثقة والمسئولية لتحمل إنجاز هذه المهام الوطنية النبيلة وأولى هذه المهام التي أرى ان يفصل فيها مؤتمر الحوار الوطني قضية واحدية الدولة (الدولة الاتحادية) في اليمن التي ستقام على أساس اقليمين (إقليم عدن) ويضم المحافظات الجنوبية الست التي كانت تشكل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و(إقليم صنعاء) وعاصمته صنعاء ويضم المحافظات التي كانت تشكل الجمهورية العربية اليمنية قبل عام 1990م. وفي كل إقليم تشكل حكومة محلية، ثم يتم بناء الدولة المركزية على أساس الرئاسة ومجلس النواب والمجلس الاستشاري وفي الحكومة المركزية أربع وزارات هامة هي (المالية ، الدفاع، الداخلية ووزارة الخارجية) على أن تتم عملية الشراكة المتساوية بين أبناء الشمال والجنوب للهيئات المركزية وأن يحدد الدستور بنسة للموارد المالية من كل إقليم للمركز. وأن يتم حكم كل إقليم من قبل أبنائه وتقوم الدولة بكامل وظائفها الاجتماعية في التعليم والصحة والطرقات والمياه .. الخ وتحسين حياة ابناء الشعب معيشياً وأمنياً. إن الضرورة تفرض إيجاد الحلول لمشكلة البطالة واستعادة كل القوى العاملة الذين تم تسريحهم من أعمالهم بل وإنشاء مشاريع استثمارية ضخمة تكفل توفير أعمال لأبناء اليمن وعودة المغتربين للعمل في أوطانهم والتقليل من الهجرة مستقبلاً وفي مجالات أخرى ينبغي النظر في استعادة كافة ممتلكات الدولة والمواطنين التي تم السطو والبسط عليها من قبل متنفذين في النظام السابق سواء كانوا في الشمال أو الجنوب. وكذلك حل مشاكل أبناء تهامة ومأرب وقضية صعدة، مع تعويض المناطق الوسطى عن الاضرار التي لحقت بهم قبل عام 90م إضافة لإنشاء مصلحة عامة وهيئة لحل مشاكل الثأر والمنازعات في البلد. كل ما سبق بجانب ضمان حق العمل وأن تعمل الدولة على توازن متناسب بين التنمية ومخرجات التعليم الثانوي والجامعي وأن يتم الدعوة للتجنيد العسكري الإجباري قبل التحصل على الوظيفة. إنني أتطلع لأن تحمل لوحة اليمن الجديد التعدد السياسي وحرية الرأي والرأي الآخر وإتاحة المجال أمام الشباب ومنظمات المجتمع المدني والمرأة للإسهام في مستقبل وتطور اليمن. * عضو اللجنة الفنية للحوار- عضو مؤتمر الحوار الوطني.