ببساطة أغلق الشارع الإسفلتي بجدار وقسمه إلى دكاكين بيع الدجاج والخضروات في بئر باشا وأغلق الطريق إلى الحي والصلاة في جامعها الكبير بحجة أن القضية منظورة لدى محكمة الغرب ! مخالف ومن قرح يقرح بانتشار حمى الاستيلاء على الأراضي العامة لاسيما الشوارع في مدينة تعز قام أحد أهالي حي بئر باشا بتعز بإغلاق الشارع الوحيد الواصل بين جولة بئر باشا وأحيائها الشمالية, وخلال تلبيتنا شكوى أهالي الحي وسائقي المركبات المتضررين من إغلاق الشارع الوحيد المخلص لمركبات المنطقة المتجهة إلى الحي الشمالي, حيث يضطر الجميع منذ إغلاق الشارع إلى تجشم عناء الازدحام المروري للالتفاف على الحي إما من أعلى الشارع أو من أسفله في طريق المطار القديم, وفي النزول الميداني بمعية أحد المهندسين من فرع أشغال مديرية المظفر, شاهدنا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت! ولم يخطر على بال أحد من البشر المغتصبين للشوارع العامة أو الفرعية! ولعل الصور المرفقة تكشف بقايا الاسفلت على الشارع المغلق عنوة وتوضح كيف تم تقسيم الشارع إلى دكاكين من الطابوق بلا أسقف ولا أبواب لتأجير الجانب الأيمن لبيع الدواجن والأيسر للخضروات وكم اندهشت عين الكاميرا بالتقاطها صورا لصناديق الدجاج المرصوصة على بقايا الرصيف والفوت بات الاسمنتية المتلاصقة لحماية الرصيف؛ ولأن مشاهدة تلك المخالفة على الطبيعة بالطبع جاءت أقوى بكثير مما تحكيه التقارير الهندسية والمخطط الكاروكي من أشغال المديرية, غير أن شهادة أبناء الحي حازت قدراً من الأهمية بأن الشارع كان مفتوحاً منذ عشرات السنين, ولم يغلق إلا قبل شهرين من قبل شخص يدعى سعيد الشرعبي ادعى ملكيته للشارع واستعان بمسلحين من أقاربه وبثلة من الفتوات المستفيدين من ريع إيجار تلك الدكاكين المبنية على جانبي الشارع ومن إتاوات باقي بسطات السوق. هذا وتشير المصادر الرسمية في أشغال المديرية وغير الرسمية من أهالي الحي أن دوافع إغلاق الشارع على ذلك النحو جاء متزامنا مع قرب الانتهاء من بناء جامع الغنامي الكبير وعدد من الدكاكين في أسفله الموقوفة لصالحه؛ ولأن أبواب الجامع ودكاكينه الموقوفة تقع على الشارع المذكور فقد كان من السهل على الشرعبي لي ذراع مجموعة الغنامي التجارية والصناعية لمطالبتهم بالتعويض. الجدير ذكره أن جامع الغنامي قيد الإنشاء بني على أنقاض جامع صغير شيدته جمعية الحكمة اليمانية وقبلت من الغنامي 26 مليونا مقابل التخلي عن الجامع الصغير وبئره الغنية بالماء. ورطة الغنامي وفقدان الأمن! وكم زادت الدهشة للمستوى المتدني لسلطة الأمن عند التقاطنا صور عمال البناء في الجامع المهول وهم يدخلون ويخرجون من وإلى الجامع من أحد النوافذ الخلفية للجامع, تاركين أبوابه العملاقة موصدة خشية أن ينالهم عدوان مغتصب الشارع ومعاونيه, وقبل أن نغادر اختلف المشهد ورأينا أحد أبواب الجامع قد فتحت بتواجد 5 من أفراد أمن المحافظة وحالة الاستنفار الأمني على أوجها لتسهيل دخول وخروج رجل الأعمال سعيد الغنامي لتفقد سير بناء الجامع, من بابه بدلاً من النافذة! خشية اعتداء الشرعبي وأعوانه! عجز الأشغال أمام القضاء! وحيال تفاقم الازدحام المروري في جولة بئر باشا ومعاناة أهالي الحي, واقتراب افتتاح الجامع الفخم الموصدة أبوابه, يعلق المهندس الجعفري مدير فرع الأشغال العامة في مديرية المظفر على المشكلة بالقول: هذه المشكلة كغيرها من المشاكل التي نعاني منها, للأسف فقد تنامت ظاهرة الاستقواء على الدولة بالاعتداء السافر على الشوارع في تعز, بعد عقود من المدنية التي تحلى بها أبناء تعز وكانوا قدوة في التحضر والتفاني في تقديم المصلحة العامة, اليوم تغير الحال واعتاد كثير من أهالي تعز مثل هذه التصرفات لا سيما منذ العامين الماضيين؛ ولأن القضاء حباله طويلة وحاسمة لهكذا قضايا بين الأشغال والمعتدين تحتاج لميزانية كبيرة, فقد وجدنا أنفسنا في مكاتب الأشغال في ورطة فقد صار من السهل على المرء قطع أي شارع يهوى اغتصاب أرضيته, وخلال إجراءات إصدار قرار الإزالة وإرسال آليات الإزالة, يكون المغتصب قد سبقنا إلى القضاء رافعاً دعواه بملكية أرضية الشارع. يضيف الجعفري: وهكذا تتراكم على محامي الأشغال عشرات القضايا في المحاكم ولا نستطيع مواجهة نفقات التقاضي, وهذا يجعل من الضرورة بمكان وضع الحلول البديلة وسن تشريعات واضحة ودقيقة كأن يتم هدم المخالفة أولاً دون تقييد القضاء لإجراءات الإزالة, وعلى المتضرر اللجوء للقضاء وللجان التعويضات إن ثبت له حق, أما أن تقطع الشوارع يومياً بحجة أن القضية منظورة أمام القضاء فهذا والله أمر لا يحتمل, فقد صرنا مكبلين تماماً بسلاسل القضاء وبالتشريعات العقيمة والمبهمة! المخالف خارج التغطية حرصاً من المحرر على استيفاء جوانب التحقيق الصحفي سألنا عن الشرعبي في الحي فلم نجده فأشعرناه عبر عدد من باعة السوق الذي ابتدعه في الشارع عن بغيتنا الاستماع إليه تاركين رقم الجوال، لكنه لم يكلف نفسه بالاتصال وطرح مبررات استيلائه على الشارع الإسفلتي ولتجنب قبول رده بعد النشر.