الطفل محمد حافي القدمين لا يلعب وإنما محروم من اللعب؛ فلا حديقة ولا صالة ألعاب يستمتع بطفولة آمنة في بلده. يبتكر اللعب من أجل لقمة عيش ويجعل اللعب وسيلة لجلب حفنة ريالات تدار بيديه ليشبع ما تبقى من حرمان يعيشه فالتعليم الحكومي صار قاب قوسين أو أدنى من الانهيار على حساب التعليم الخاص؛ وعلى الرغم من أنه يدرس في الصف الأول، ولكنه لا يعلم ماهية المدرسة لافتقارها في تنشئة طفولته الضائعة يقوم محمد يوميا بجمع ما تبقى من قنينات المياه والمشروبات الغازية والمعلبات الفارغة من أكوام القمامة ومخلفات البشر على عربيته الخاصة التي ابتكرها كلعبة ووسيلة لنقل بضائعه ليبيعها لتجار الخردة فهو لا يدري ما قد تسببه له من أمراض, يعلم جيداً أنه سيبيعها من اجل الحصول على مال سألته: ماذا ستفعل بالنقود التي تحصل عليها فقال: "أشتري بطاطة وبفك" حلم متواضع وراق انه الحرمان، الفقر والعوز وقلة الحيلة أطفالنا فلذة أكبادنا يعيشون خلاف طفولتهم في ظل غياب رسمي واضح واتجاه الجهات المسؤولة في تنشئة أطفال يصارعون من أجل البقاء والعيش ولا يدري ماذا سيكون له في المستقبل لأن ماضيه كان شيئا آخر فالكبار بعيدون جدا عن هم أطفالنا فهذا علي يدرس في الصف السادس يعتلي مبرزه الخاص في إحدى الليالي في المدينة وإحدى وجنتيه تمتلئ بالقات يرفض التصوير حتى لا تتعكر التكييفة كما قال فكيف لنا أن نكون في هذه البلاد والمستقبل يتشتت بيدنا وطفولة بريئة مصيرها مجهول تنتظر لفتة نظر من مؤتمر يحتضن هموم الأطفال.