استعرض خبير دولي طبيعة الصراعات التي شهدتها جنوب أفريقيا في عهد الحكم العنصري والجهود التي بُذلت لإنهاء نظام التمييز العنصري الذي كان سائداً فيه، جاء ذلك بينما كان يحاضر فريق عمل قضية صعدة في مؤتمر الحوار بصنعاء أمس الاثنين. وقال الخبير الأمريكي تشالرز فيلا - وهو أستاذ مساعد في جامعة جورج تاون بواشنطن - إن تجربة العدالة الانتقالية في ذلك البلد بدأت على شكل محاكمات شعبية أطلقت عليها «لجان الحقيقة والمصالحة» عهد إليها إماطة اللثام عن التجاوزات والجرائم وإنصاف الضحايا؛ وصولاً إلى تسوية غير جزائية للملفات العالقة - بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وأضاف: “هذه التجربة نجحت بصفة خارقة، وأطلق سراح الزعيم نيلسون مانديلا عام 1990م بعدما قضى 27 سنة في السجن، ورافق ذلك إجراء مفاوضات بين حكومة جنوب أفريقيا العنصرية والمؤتمر الوطني الأفريقي، وتوّجت بتنظيم انتخابات في العام 1994م، ثم في عام 1995، أعطى برلمان جنوب أفريقيا تخويلاً بتأسيس لجنة الحقيقة والمصالحة التي أصدرت في العام 1998 تقريراً تضمّن شهادات أكثر من 22,000 ضحيّة وشاهد، حيث جرى الإدلاء بألفي شهادة في جلسات استماع علنية عرض فيها الضحايا الجرائم التي تعرّضوا لها خلال الصراعات في ذلك البلد، وتم بثها في وسائل الاعلام بقصد جعل الرأي العام يدرك حقيقة تلك الجرائم ومن ثم حفظها في الارشيف الوطني لتمكين أي مواطن من الاطلاع عليها في الحاضر والمستقبل”. وترأست نبيلة الزبير فريق عمل صعدة، بينما لم تُحسم ثلاثة مناصب أخرى هي نائبان ومقرّر بحسب مصادر في مؤتمر الحوار. إلى ذلك قالت نبيلة الزبير إن هناك ملفات كثيرة بالنسبة لقضية صعدة بينها متصل بالنازحين والمعتقلين والمتضرّرين من حروب صعدة بشكل مباشر أو غير مباشر سواء من المدنيين أم العسكريين إضافة إلى التعويضات والتي ستتم دراستها ومناقشتها من خلال فريق عمل صعدة. وقالت في تصريح لموقع «سبتمبرنت»: لدينا كفريق وكمؤتمر حوار إرادة قوية لحل هذه المشكلة، وهناك ضرورة تاريخية للخروج من الأزمات والمشاكل الحاصلة والتوجُّه نحو بناء يمن جديد وبناء اقتصاده، وتأسيس دولة مدنية حديثة.