أول ما يعين مدير أمن في محافظة تعز يكون هناك حماس لوضع خطة أمنية لتأمين الطرق الرئيسية وفي مقدمتها الطريق الدولي تعزالحديدة. إلا أن الخطة الأمنية يكون مصيرها أوراقا تحفظ في ملفات أرشيف الإدارة (وتذهب في مهب الريح) ليأتي مدير آخر يضاعف حجم الملف المثخن بالخطط الأمنية دون أن يظهر شيء على السطح إلا أن الحال تغير أول ما عين العميد الركن محمد صالح الشاعري الذي نفض عنها الغبار ولم يكتف بالخطة الأمنية، بل نزل شخصيا إلى آخر نطاق اختصاص أمن المحافظة لتفقد سير أعمال النقاط الموزعة ومعرفة مدى قيامها بواجبها وأعتقد أن الشاعري أثناء الزيارة لحظ بعينه الثاقبة المعاناة التي يلقاها الأفراد وهم يؤدون دورهم في ضبط المخلين بالأمن من قاطعي الطرق ومهربي المخدرات والسلاح إضافة إلى انعدام الجاهزية للنقاط من أطقم وأفراد وتغذية وحوافز. لاشك أن الوضع المزري، الأفراد في النقاط الأمنية قد يؤدي إلى تساهل البعض من ضعاف النفوس حينما يشعرون انهم تركوا مهملين للمجهول إلا أن سماع مدير امن تعز لأكثر من مرة همومهم ساعد على رفع معنوياتهم. مع بدايات ثورة التغيير تحول الخط الدولي إلى بؤرة لعصابات التقطع الذين كانوا ينهبون المسافرين على مرأى ومسمع من النقطة الأمنية بل أن المهربون كانوا يمرون من جانبهم بسلام و لا أحد يقول لهم (ثلث الثلاثة كم) وأتذكر كيف أن قائد النقطة حينها (الوافي ) حملنا أمانة بأن نبلغ عبر الصحيفة أنهم لا يستطيعون أن يقوموا بواجبهم بضبط قطاع الطرق نظرا لعدم توفر طقم وتسليمهم المهام. تمنيت أن يؤخذ كلامه بعين الاعتبار بتوفير الإمكانيات إلا أن الجواب جاء سريعا حينها بتوقيف (الوافي) وكأنه افشى أسرارا عسكرية ورد أحد أفراد النقطة على الصحيفة باحتجاز باصها المتجه للحديدة لساعات لا لشيء سوى وقوفها إلى جانبهم في تبني مطالبهم وكأن لسان الحال يقول (حاميها حراميها) إن المسافر على خط الحديدة - تعز ما إن بدأ يستقر أمنيا في القطاعات التي تتولاها النقاط الأمنية إلا أن الرعب عاد من جديد وصار المسافر يضع يده على قلبه.... المتقطعون ينصبون شراكهم و ينهبون المسافرين تحت تهديد السلاح لا يستثنون حتى النساء بتجريدهن من الحلي وتفتيش حقائبهن اليدوية وقد كنت أعتقد أن المناطق الأمنية قد تراخت عن القيام بدورها وبمجرد أن تبث خبر عبر (جمهورية موبايل) عن العصابة المسلحة التي تعتوا فسادا بالقرب من جسر الهاملي كان أول من تابع النقاط الأمنية مدير أمن المحافظة لتتضح بعدها الصورة بأن التقطع حدث بمقربة من نقطة اللواء 35وهنا تأتي الدهشة والاستغراب كيف نشط المتقطعون بالقرب من تلك النقطة المزودة بكافة الإمكانيات من مدرعات وأطقم وأفراد وجاهزية عالية. لذا نقول إن ما يحدث من نهب وسطو للمسافرين هي مسؤولية اللواء 35 في حماية الخط الذي يقع ضمن اختصاصاتهم ويجب أن لا تمر أي عملية تقطع بسلام بل يسأل القائمون على النقطة ما الذي قاموا فيه لتأمين الخط إذا علمنا أنه خلال العشرة الأيام من الشهر الجاري سجلت أربع حالات تقطع والمسافة التي تفصل النقطة عن المتقطعين لا تتعدى (فردة كعب). إني أتساءل: هل النقطة لا تصلها بلاغات عن حالات الاعتداءات المتكررة أم أصاب آذانهم الصمم!؟ فإذا كانوا قد وصلوا إلى هذا الحال فلا داعي لوجود نقطة عسكرية ويجب إعادة النظر فيها لأن (وجودهم مثل عدمه).