بلغت قطارات الدوريات العالمية بما فيها العربية محطاتها الأخيرة من المنافسة..وبعضها حسم فيها الفريق البطل أمر اللقب وأحرز الذهب,بعدما تمكن من حصد الانتصارات ذهاباً وإياباً..من دون إجراء عمليات ضغط للجولات الثماني والثلاثين ,التي دارت خلالها مواجهات كروية بين عشرين نادياً..وتخللتها استحقاقات البطولات القارية للأندية والمنتخبات. .. الدوري اليمني الحاصل على لقب «السلحفاة المجتهدة» تأخر انطلاق قطاره عدة أشهر..ثم حاول تقمص الشخصية الكرتونية«الأرنوب السريع» للحاق بركب العالم الرياضي قبل خط النهاية..فأقام اتحاد الكرة بطولة المحترفين بنظام «الضغاط» أو كما يحلو للبعض وصفه ب«البرمة» لتتناسب مع لقبه الجديد, كأسرع دوري كروي,ولتقليص الفارق الزمني مع بطولات العرب والعجم..الذين تدخل دورياتهم المحطة الأخيرة من مسابقة الدوري,ووصلت بطولة الكأس عندهم إلى تحديد طرفي المباراة النهائية, اللذين سيلعبانها في مايو المقبل. .. مستقبل دورينا في الغاطس..فالأنباء تواردت من الغرف المغلقة لمبنى الاتحاد بأنه تم إعفاء أندية الثانية من خوض الدوري لهذا الموسم ..ولأسباب مالية أيضاً قد يضطر الاتحاديون لإعلان الإفلاس وإغلاق المبنى الى أن يفرج الصندوق عن المخصصات لإياب الأولى وبطولة الثانية..هذا ودورينا ليس إلا «سندوتش سفري» أو«نص خمدة» رغم أن لجنة المسابقات في اتحاد القدم قد وضعت البطولة والأندية في (برمة مضغوطة)وحددت أقصر زمن لإنهاء المهمة..بمنهج الكلفتة مباراتين كل ستة أيام..وليس لذلك من تفسير واقعي سوى أن المسئولين الاتحاديين يريدون إسقاط الواجب فقط.. والغريم جاهز والمتهم بالتأخير معلوم..فالوزارة هي الشماعة..ومازالت أغنية العيسي والشيباني المفضلة هي «المخصصات..المنغصات».. .. أما الحقيقة فإن سياسة اتحاد الكرة تنظر إلى عامل الزمن أنه لاقيمة له ,ولاوزن..فالدوري كل موسم يتأخر ..ولما انضبط قبل موسمين لم يدم ذلك سوى ثلاثة أسابيع ,ثم عاود الاتحاديون أعراض مرض التوقف للدوري,وترحيل مبارياته.. ووسحوا كثيراً في التوقف والاستئناف وتلخبطوا,وتخربطوا ,وعجنوا ,ولتوا..وقرروا,وعاقبوا ,وحولوا اللائحة لحوحة خزوقوها خزواق, وشعطوها شعواط,فانتكست كرة القدم ,وانخفض الأداء الفني للاعبين ,وتضررت تبعاً لذلك الكرة اليمنية ومنتخباتنا الوطنية.. .. المخيف أن تظل عقليات من نصنفهم كبار الرياضة في بلادنا متحجرة لاتلين ..ومنغلقة على ذواتها.. لاتستجيب للصحافة الناقدة للتدهور والترهل ,الذي تغلغل في كيان كرة القدم..فتبوأت الدرك الأسفل في التصنيف العالمي ,كنتيجة طبيعية لسياسة فاشلة تتجلى في واقع كروي محفوف بالأزمات,جلبتها رياح الإدارة غير المتزنة..التي يتعصب أصحابها لنهجهم القاصر..معتمدين على قوة الكرسي,وصولجان الفيفا..وهيبة المسئولية.. .. الأغرب أن المتورطين في الفشل تنتفخ أوداجهم ,عندما يتحدث الصحافيون عن الأخطار التي تحدق بالكرة اليمنية, وتسببت بها أخطاؤهم..ثم يصنفون الأقلام الناقدة لأساليبهم المتخلفة بأنها حاقدة ..مع أنها تطرح المسائل,وتناقشها بموضوعية,كما تنصح بصدق وجرأة لم يلقوها من أزلامهم.. ..وهكذا فإن مسئولي الاتحاد الكروي إن لم تكن لديهم النية الحقيقية والعزم الأكيد لتغيير الحال المتردي للكرة..فإنهم سيظلون يشككون بالصحافة الرياضية وهي الشريك لهم في تسيير النشاط الرياضي ومرآة الحقيقة التي يرفضون الإيمان بقدرتها على التغيير. .. ختاماً..إن النجاح يبان من عنوانه..والفشل يدل عليه واقع كرة القدم البائس..فقد زرعتم اليأس في نفوس الجماهير الكروية..حتى وأنتم تتباهون بإنجازاتكم حسب توصيفكم لم تقنعوا الملايين من الرياضيين بأنها إنجازات ..بل يؤمنون بأنها إجهازات أخرى لما تبقى من عافية للكرة اليمنية..والله نسأله اللطف مما هو قادم..