ماجد الجعفري بقايا مؤلمة!!! أسيل على جراح الأمسِ مثل الشمس سالت في جبين الأفقِ مبتلٌّ بجرح الدهر في لغتي عصافيرٌ مكبّلةٌ وفي شفتي مصابيحٌ أنين القلب أطفأها ولي ما لم ير قلبي ولي ما يشتهيه الحزن من دمعٍ ومن شعرِ... ولي بحرٌ من الإعياء أغرقني ولي حلمٌ بأقصى الموت مرتعشٌ ولي مثل الزمان يدٌ ملطخةٌ بلون القهر والتغريب واليأسِ... بلادي نفحةٌ سوداء ملّتها تعابيري غريبا جئتُ أوتاري.. أسير بأرجل التاريخ نحو الغيب بوصلتي بلا ماءٍ وعيني مات فيها النور... مثل غدي أنا وحدي: أسير إلى مخيلتي ولا جدوى... أطير إلى مخيلتي ولا جدوى... وأزرع كل آمالي وكل سنابل الأحلام في شعري ولا جدوى فما جدوى الحياة إذاً إذا صارت قصائدنا بلا مأوى؟!!! أنا وحدي فرشت النصف من أملي ونمت فلفّني بردٌ وخانت أحرفي جسدي... كقلبي نمت لا أدري اتجاهاتي ولا لغتي ولا وطني... إلهي: هل سألقى للمنى وطناً؟!!! نعم وطناً خرافياً أعيش به!! وأجني ما جناه الليل من شعري... إلهي: إن لي شعراً بلا مأوى... ولي وطناً بلا مأوى.. ولي قلباً بلا مأوى تبخر في خيال الحب يوم سجنت أحلامي... إلهي: “كبّلتني الروح” واختالت على الدنيا تعاويذي... بسفر الصبر عاثت أحرفي الظمأى أنا وحدي سكنت على مدى الآهات كم أحرقت عافيتي لأجني الحب من وطني لأجني الشعر من قلبي لأجني هسهسات الدهر من عمري فما ربحت خرافاتي ولا شعري ولا زمني... إلهي إنني آمنت: أن النورَ مسروقٌ بأوطاني وأن الصدقَ مقتولٌ وأن الحقَّ مسلوبٌ وأن الشعرَ مسجونٌ وأن الحرّ منفيٌ وأن اللصَّ محميٌ بأوطاني فما جدوى الحياة إذا ونور العدل منطفئٌ بأوطاني؟!!! ياسين الحمادي يتوغلُ فيَّ السكوتْ.. الصوتُ الذي كان يساورُني يذوي بخفوتْ.. وفي أعماقي أغنيةٌ تموتُ، تموتْ.. أهربُ إلى صخبِ المدينة.. أفتشُ في إيقاعِ أحذيةِ النساءْ عن لحنٍ أسكنُهُ هذا المساءْ..! يا أنا..! يا صفيرَ عاشقٍ تتناقلُهُ شرفاتُ البيوتْ..! يا أنا..! يا حُباً يتوالدُ حُزناً بعد آخر..! أما آن لكَ أنْ تموتْ..؟!