كمال حيدرة نظراً للكم الهائل من الأمراض الاجتماعية/ الثقافية التي يرزح تحتها مجتمعنا، والتي تشكل عائقاً كبيراً أمام الانتقال الى الدولة الحديثة والديمقراطية، فإن المرحلة القادمة ستتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة والجرأة في تناولها والاصرار على رفضها قبل الانتقال الى المستقبل. عند ذلك ستجد من سيتهمك بالمروق من الدين، ومن سيتهمك بالعنصرية المناطقية الفئوية، وبالطائفية والمذهبية، فقط لأنك تجرأت وقلت مالم يقله الآخرون، لأننا تعودنا على الصمت ونعتبر إن ذلك هو المعنى الحقيقي للتعايش!! إن لم يكن التعايش قائماً على العدالة والمساواة وسيادة العقل والقانون، فهو ليس الا تعايشاً مع التخلف، واستمراراً لحالة الموت الحضاري الذي نحن فيه لأكثر من عشرة قرون, حسام ردمان لازال العقل اليمني يتخذ استراتيجية “النأي بالنفس” كسياسة للتعامل مع مشاكله ... Sana Mobarak ينضج أحدنا و يستشعر لذة هذا النضج في الوقت الذي يستطيع فيه الفصل بشكل كامل بين المآخذ الشخصية و الاستحقاقات الأخرى ، قد تكون لديك تحفظات تجاه أناس تأخذ منحاها الشخصي ، لكن جرِّب ان تنصفهم بعيداً عن هذا ، اعترف لهم بفضائلهم المتبقية و مؤهلاتهم و ثق بقدراتهم و أشد بها ، مع الوقت ستجد أن غض البصر عن بعض العيوب في الصورة ؛ أفضل بكثير من كسر كامل المرآة . ذلك أن الصغار وحدهم يتساوى لديهم قيمة البعض و الكل فيما قد يحطموه ، لكن تعرف أنك أصبحت الأكبر عندما تتحول مهمتك إلى ترتيب كل الفوضى ! نبيل البكيري ليست مشكلة اليمن في تنظير أبنائها و نخبتها لما يريدون ويحلمون به مطلقاً ، وإنما تكمن مشكلة اليمن في سلوكيات وممارسات هذه النخب في واقعها العملي،التي تتسم بلل مبالاة و اللا مسؤولية، عدا عن تحكم اللاشعور الإجتماعي في كل سلوكياتنا وممارساتنا وتعاملاتنا ونظراتنا لمؤسسات الدولة ومحافلها، حيث تتفشى بيروقراطية المحسوبية و آثارها المدمرة كالرشوة والوساطات و القرابة والملكية الخاصة للمنصب الوظيفي وعدم تكافؤ الفرص وتسرب الكفاءات و صعود عديمي الخبرة والكفاءة وهلم جرا من ممارسات مرادفة تتنافى مطلقاً مع وجود مسمى الدولة عملياً. عبدالجليل الحقب في الرؤى المقدمة من الاحزاب اليمنية الرؤية ضبابية ان لم تكن غائبة لكثير من قضايا المستقبل حتى الحديث عن شكل الدولة لايخرج عن كونه حديثاً هلامياً مطاطياً لايعبِّر عن تصور محكم لواقع منشود يمكن تحقيقه. وليد ألأباره من أكثر معيقات التحول ان الكثير من القوى التقليدية مصابة ب فوبيا المستقبل, فالمستقبل بالنسبة لها شر مستطير ، وبدعة هائل سلام ثمة فرق بين العولمة والعمالة. الأولى تعني التفاعل بوعي وإدراك مع العالم. والثانية تعني التبعية والانقياد الاعمى للخارج. استراتيجيات الهيمنة في العلاقات الدولية تعتمد مبدأ افساد كل من لم يفسد بعد،ليصبح الجميع مدانين تحت الطلب. كن ذاتك وسيحترمك العالم أحلام مستغانمي في تاريخ المجازر يتكلّم الموت أوّلاً ، ثم يتكلّم القتيل ، ثم يتكلّم القاتل.