شركة نفط عدن: بين مطرقة وزارة النفط وسندان الإدارة العامة!    منسقية متعاقدو جامعة عدن تكذب ما نسب إليها من إساءات    إب.. ضابط امن يصب الزيت المغلي على بائع مسن    دعوة للمواطنين من دار الافتاء    مسؤول إيراني: لم نتلقَ أي اقتراح أميركي جديد بشأن الخلافات المتبقية    اجتماع طارئ في تعز يتخذ حلول إسعافية لأزمة المياه ويقر تسعيرة موحدة    وزير النقل يتفقد حركة الملاحة بميناء الحديدة    اختتام مؤتمر الطب التشخيصي المخبري الخامس "الواقع والطموح" بصنعاء    السيد القائد: نفذنا 9 عمليات في أسبوع .. احداها تزامنت مع كلمة ترامب    قبائل عزلة بلاد غيل بالمحويت تعلن النفير لمواجهة العدو الصهيوني    ترامب يصل إلى الإمارات في ختام جولته الخليجية    حياة مرضى السكر بشبوة في خطر: نداء إنساني عاجل إلى المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية    رحيل الشاعر اليمني ياسين البكالي بعد مسيرة أدبية حافلة    حين تكلّم اليمن في المؤتمر الإسلامي!    الامم المتحدة: نصف أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية ونقص الموارد يهدد إغلاق مئات المرافق الصحية    رحيل الشاعر اليمني ياسين البكالي بعد مسيرة أدبية حافلة    توقعات استئناف رحلات اليمنية عبر مطار صنعاء الساعات القادمة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 15 مايو/آيار 2025    سيناتور أمريكي: ترامب أوقف العملية ضد اليمن لأنها مكلفة للغاية    هل من الضرورة أن يكون كل سائق باص قليل أدب    نص الاحاطة الصحفية للمبعوث الأممي إلى اليمن ورده على أسئلة الصحفيين    الهجري:نخوض معركة مصيرية لحماية الجمهورية وكل اليمنيين ضد الحوثي وليس معه إلا إيران    الدوري الإسباني: ريال مدريد يهزم مايوركا ويؤجل تتويج برشلونة    ارتفاع طفيف للذهب مع إقبال المستثمرين على الشراء    صفقات جادة في مزاد النوايا    مكة المكرمة.. و منها دَعا إبراهيم    اليوم التاريخي العظيم 21مايو1994    اليوم عشر رحلات الى مطار صنعاء    ثري جدا ورئيس أغنى دولة في العالم.. يتصرف ك "طرار قليل حياء" (صور)    ريال مدريد يؤجل تتويج برشلونة ب"الليغا"    اختتام دورة في مهارات إعداد الخطة التشغيلية للعام 1447ه بوزارة العدل    بيان هام من شركة النفط    أعداء الجنوب يستخدمون النساء للإيقاع بالإعلاميين الجنوبيين    حضرموت إلى أين؟.. بين مطالب الحكم الذاتي واستحقاقات الشراكة في الجنوب    السلطات في اليمن تعفي الشركات النفطية من مسئولياتها تجاه المجتمع    شخطة العشلة ل صفقة "جنة هنت رشاد"، و قطاع عبد الحافظ رقم (5).    شركة النفط توضح حول الاجراءات بشأن الوقود الوقود وتمدد فترة تلقي الشكاوي    الجمارك العمانية تعلن ضبط أجهزة اتصالات كانت في طريقها إلى اليمن    اتلاف أكثر من 3 آلاف لغم وذخيرة في باب المندب    ولد علي يبدأ مهمة اعداد منتخب اليمن لمواجهة لبنان    المولّد وجمعان يكرمان الفائزين في سباق رياضي لمنتسبي المدارس الصيفية بالأمانة    فاجعة تهز إب.. وفاة 6 أشخاص من أسرة واحدة اختناقا داخل بئر مياه    الوزير البكري يلتقي نائب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)    الأسهم الأوروبية تسجيل استقرارا بعد الهدنة التجارية بين أمريكا والصين    تدشين أولى رحلات تفويج الحجاج جواً من مطار عدن الدولي    بروتوكول تعاون بين "المصرية الهندسية" والاتحاد المصرى للدارتس    كريستيانو جونيور يكتب أول سطر من مسيرته الدولية    بلجيكا.. اكتشاف أنبوب مياه روماني فريد من نوعه    دخول تخفيضات الرسوم الجمركية الإضافية بين بكين وواشنطن حيز التنفيذ    الفقيد صالح علي السعدي.. من الرعيل المؤسس لنادي شعب حضرموت    علماء روس يطورون طريقة للتنبؤ بالأمراض الوراثية والمناعية    الكلمةُ شرفٌ لا يُباع.. ومسؤولية لا تُزوَّر    مناقشة أوجه التعاون بين وزارة النفط والمركز الوطني للوثائق    مصر تستعيد 25 قطعة أثرية من واشنطن    كفى عبثًا!!    علماء يحققون اكتشافا مذهلا عن الأصول الحقيقية لليابانيين    المناخ الثوري..    قراءة نقدية في كتاب موت الطفل في الشعر العربي المعاصر .. الخطاب والشعرية للدكتور منير فوزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب للجميع , القضية لأنصارها !
نشر في عدن الغد يوم 06 - 05 - 2012

لا زالت ذاكرتي مبتلة بالمشهد الدراماتيكي الذي طُرد فيه " تامر حسني " المغني المصري " الروش " نقلاً على الأحذية و اللعنات خارج كرامات ميدان التحرير في وسط القاهرة , الميدان الذي خطف أحداق العالم و وجهّها نحو ثورة مكتملة النصاب و المعايير من حيث وضوح الأهداف و الاستراتيجية و التخطيط و " وحدة الصف " , ثورة 25 يناير التي أسقطت رؤوس واحداً من أعتى الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة إن لم يكن في العالم كله , بغض النظر عما حدث لاحقا عندما ترك أرباب الميدان ميدانهم, ليتسرب من شقوق هذه الثورة الغضّة أصحاب المصالح و النزق السلطوي أو ربما الانتقامي !
في الجنوب نحن نعيش ثورة شعبية كبرى , طويلة العمر , كحال كل الثورات التحريرية التي حدثت في التاريخ , تختلف في طبيعتها و أمدها عن ثورات إسقاط الأنظمة , لكنها تتوقّد بذات الإرادة الإنسانية , و بترنيمة " الشابي" التي رتلها في محاريب الحرية ذات قهر ( إذا الشعب يومًا أراد الحياة ...الخ ) , هذه الإرادة التي قامت عليها الثورة المفترض بها أنها تعرف بالتحديد ما تريده و تعرف جيدًا أنصارها الذين ينذرون أرواحهم و مجهوداتهم لتأطيرها وفق دائرة ثورية متجانسة , تنتسب فكريًا و أخلاقيًا و مبادئيًا لها و ليس ( ديموجرافيًا ) ,
الحديث هنا يقودنا إلى مصطلحات يجري تداولها بطريقة مستوردة من ثورة التغيير في شمال اليمن , لنقل ممن خطفوا ثورة التغيير , حقٌ يراد به باطل و يجب أن نتنبه له : ( وحدة الصف ) و ( شق الصف ) , الجنوب للجميع هذا مما لاشك فيه و لكن القضية لمن يؤمن بها , لا يأتي أحد يقف في صف أعداء القضية أو من استلب حواضرها و يريد أن يحشر نفسه في مفرداتها فقط لأجل انتمائه الجنوبي , الشارع سيحتكم في النهاية للأغلبية , و هذ التباين موجود في كل ثورات العالم , هناك المؤيد للتغيير و غيره غير المؤيد و صاحب موقف الحياد, لكن التغيير يقوده من يؤمن به ,و هكذا فإن الإقصاء لايكون من الخارج بل من الداخل , باختصار ( من يقف خارج دائرتي لا يمكن أن يتهمني بإقصائه الا عندما يدخلها ) , المهم هو أن لا يتم استلاب حقوق هؤلاء المعارضين في حال تم التغيير , و هنا ما يهم بالفعل ,
العملاء لا مكان لهم في قضيتنا , المتلونون لامكان لهم في قضيتنا , و المرتزقة لا مكان لهم في قضيتنا و من يساند أعداء القضية لا مكان لهم في قضيتنا, و أصحاب المصالح السابقة لا مكان لهم في قضيتنا , و من العبثي جدا أن يأتي أحد و يقول وحدة الصف من أجل القضية , و يشمل هؤلاء في دائرة التغيير الذي يناصبونه العداء أصلًا ,
يستطيع أيًا كان أن يستنبط الديباجة أعلاه , لكنه سيواجه في النهاية بمئات الأسئلة التي تقتتل في جمجمته ليس أقلّها قدرًا : لماذا لا نضع بوضوح تام حدود المطالب للقضية الجنوبية ؟ لماذا هذا التراخي في إعلانها كقضية استرجاع دولة أيًا كانت تنظيرات الوصول لهذه الدولة ( عودة إلى فك الارتباط قانونيًا وفق اتفاقيات الوحدة المغدورة نفسها أو بالمطالبة بحق تقرير المصير ) ؟
هذا الخلط في توزيع حوامل القضية على الجميع وفق انتمائهم الجنوبي فقط , لن يكون إلا طريقًا مختصرة لتمييع القضية و تشعيب الأهواء حولها كما هو بالفعل حادث اليوم , الأخطر و الأدهي من كل هذا صناعة قضية جنوبية بحوامل مفصلة حسب الطلب يتم تلبيسهها واجهة المسرح في العرض الدولي عند الحاجة ,
لا أفهم بالتحديد المعايير التي ينتهجها البعض في تقييم وحدة الصف الجنوبي و في تعريفهم للإقصاء من حيث المبدأ , لعل آخر ملاحظاتي في هذا الخصوص الأصوات التي ارتفعت تدين فصل " جماجم " من عضوية الحركة الطلابية و الشبابية و تتهم رئاسة الحركة بالإقصاء , حبًا بالله !
لا حصانة لجماجم و لا لغيره ممن يتساقطون برحمة الله عن القضية و نقاوتها , الجهات التي قد تكون زرعت جماجم و أمثاله في صدارة القضية عادت و استردت وديعتها غير مأسوف عليها , هذا أمر طبيعي , لن أدخل الآن في تنظيرات العلاقة اللصيقة بين أنصار الشريعة و قوى الشرعية التي تمشي على قدمين الآن في الجنوب , و لكني أعود و أؤكد أن الوقت قد حان فعلا للفرز , حان الوقت لنُلقي بأشباه " تامر حسني " خارج ميدان القضية محمولين باللعنات و بإرادة واضحة لحماية الجنوب من أبواق الرياء و النفاق و المشوّشين على القضية ,
لا أريد أن تذهب التخيلات الطارئة لاعتقاد أني أدعو لاغلاق الأبواب في وجه المترددين أو غير الواعين أو المتخوفين من مناصرة القضية , أبدا و مطلقا, القضية تكبر بأمثال هؤلاء و تصحو كل يوم لتأخذ المزيد من أبناءها في كفالتها , و لكنني أقصد بالتحديد المدفوعين بأغراض دنيئة للتشويش على قوامها,
عن نفسي أستبشر كثيرًا بفكرة النقابات العمالية الجنوبية , و أجدها أداة رائعة , إن حملت معنى القضية من ناحيتها النضالية , سيكون أمامنا و أمام هذه النقابات العمالية طريق وعرة لنعبدها أمام القضية , نزيل عنها الأذى و الأحراش قبل أن نلتقي في آخرها و نتحدث عن وحدة الصف و قيمة التعايش السلمي الذي نعرفه و تعرفه حاضرتنا " عدن " بالتحديد منذ الأزل .
[email protected]

* خاص عدن الغد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.