عماد البريهي نملةٌ زرقاء ظلامٌ يَحلقُ رأسه على بوابة القرية أمامه عجوزٌ تقصُّ للعابرين عن معنى لم يُخْلقْ بعد تقول: إنها ستعودُ امرأةً شابَّة حسناء وسوف تنام جميعُ العصافير بين يديها وسيأتي إليها الخاطبون من جميع البقاع معبدُ ( بلقيس) ستعود إليه الشمس مشرقةً من جديد مرَّ جسرٌ من نملٍ تحملُ في حقائبها بقايا الماضي تسللتُ إلى الطريق لأدخلَ المدينة فوَقفتْ نملةٌ زرقاءُ في طريقي وسدتْ الأفق قائلةُ : اذهبْ من طريقي وإلاّ فسوفَ أبتلعُ المدينةَ من يديك راودني الخوف ... كان هدهدُ الأنباء يسمع الحديث يلوكُ بمنقاره غصناً من القات يقولُ: إنّه سيأتي زمنٌ يتحولُ فيه البدرُ إلى لصٍّ جائع السماء ستتحول إلى رقاقةٍ من عجين و ستحبلُ الأشجارُ بقمر ٍ أسود ثمَّ ترضعه الصحراء لم تكنْ الأجواءُ صافيةً بعد
على حافّة الطريق كانتْ شمّاعة الوادي تجلجل بصوتها الخرافي مجنونٌ يأكلُ بملعقةٍ من رياح يمشطُ أقدامه عند النهر أحياناً في الصحراء يقول : إنّ أبا الهول سيعود من جديد عصفورٌ بلا أجنحةٍ يطير يحمل دلواً من قمحٍ أخضر تذكّرَ الشتاءَ عندما كان يقول له جدُه : لا تخرجْ يا ولدي سيأتي خريفٌ يَحلِق للأشجار وسيبتلعُ الخوفُ مداخل المدينة ... ولن يبقى إلاّ من طال عمرُه مختار المريري عند مرتفع الشوق تَرتبكُ القصيدةُ يفقد الكأس عنوان الطريق إلينا يبا غتنا دربٌ من لحظات تقيم مأدبةً على ماتبقى من قُبلنا اليابسة لستُ أنا حين يصرخ كأسُك في قلبي ثم لايستطيع التعرف عليه لست أنتِ عندما لاتستطيع شفاهك إخراجي من وهدات الألم ومن أخاديد احتضاري، كيف تشتاقني وأنت تريق كأسك في شفاه الرمل ،قطرةٌ منه تنفح الروح في أوردة اللحظة السالكة إليك الناسكة في محراب عينيك. وأنتِ عني لاهية تخلقين عذابي وتنفخين الروح في آهات اغترابي حيث لا أدرك مابي رغم أني مريض بك كل شئ أصبح مموهاً يتراقص في الأوردة الجمر والماء بُغضي وجنون لوعتي نسياني واشتياقي حضوري وغيابي جدائلكِ ومساءاتي الملتهبة خدودُك وأخاديدانتظاري ،مُدامُك وصدئي كيف أعود إليّ بدونك كيف أحسُّني بغير أناملك وكيف أتقن ابتهالاتي بدون هذيانك ، كيف أكتب إليك بغير رموشك شكراًلكِ دوام نأيك عني وشكراً لي خلودحنيني إليك