Marwan Al-Ghafory دق دق، صباح الخير يا هيلين، يا ورداً على ألمي صباح ذاب في عينيك، أزهر في ضفاف دمي. هيلينا، يا مخبأ الشمس يا ألماً ناعماً في حقائب الملائكة البارحة قضيت وقتاً في الحديقة بمفردي. ألقيت ظهري على الحشائش، فسمعت العم درويش يغني: رجل وخشف في الحديقة يلعبان معاً أقول لصاحبي: من أين جاء ابن الغزال؟ يقولُ : جاء من السماء. عندما أطلعت الأصدقاء على نصوصي قالوا لي لا ترهقها بقصص الحروب والأديان حسناً أغمضي عينيك يا لغتي، نعم أنت، أنت لغتي. في عامك الأول ستغني لك فيروز: يللا تنام يللا تنام وادبحلا طير الحمام. في عامك الخامس ستخبرك أمك أن الإنسانية العميقة تحرم المساس بالحمام ستعود الست فيروز في عامك العاشر لتغني لك: أنا مش سودا بس الليل سودني بجناحو مرقوا الخيالة ع الخيل تركوني وراحوا. في عامك العشرين ستغني فيروز تلك الأغاني التي على شاكلة “ويروح وينساها وتدبل بالشتي” الألم، يا طفلتي، خبز البشرية الدافئ دعيني، إذن، أقص عليك بعض الألم.. لا تزال المرأة، في بعض قرى بلد أبيك، تنتظر حتى يفرغ الرجال من الطعام فتأكل ما تبقى. أخبرني بعض الأصدقاء، وقليل من الأهل، أنهم يشعرون بخيبتي لأني سأكون أباً لفتاة حتى أكثر المستنيرين يكتبون أسماءهم فقط على بطاقات الأعراس المرأة استسلمت لهذه الأقدار، وتواطأت معها يا هيلين. سقط أبوك في الغرام حوالي 17 مرة. ليس بينهم غرام بلدي واحد، فهو لم يسبق له أن رأى ملامح أنثى في بلده عشق صديقي فتاة بلدية كنا رفيقين في مصر وكنت أطلع أحياناً على رسائل الهوى التي يكتبها لها. وعندما كانت ترد عليه كانت تقول له: أرجوك، لا تكتب مثل هذا الكلام وإلا شطبت صداقتنا، لا أريد أن أخون ثقة أهلي. كنت ألاحظ كيف يصعد هواها بداخله، وكيف انهار بعد ذلك. في مرة ما تعرف على صبية تحت العشرين. كان خارجاً للتو من حبيبة، واهناً مثل شموس الشمال. بعد حوالي ثلاثة أيام كتبت له الصبية إس إم إس: لا يهمني كيف ستفهم هذه الرسالة. الحقيقة أني وقعت في غرامك. أضاءت ذلك الفانوس العميق بداخله فرأى الجسر والنهر واليمام ها هي الآن تتحدث بفخر بين صديقاتها عندما تقول إنه رفيقها. أفهم فخرها، فهو لم يكن شاباً عادياً. كان مخيفاً في قدراته الذهنية، لطالما زلزل ثقة أبيك بنفسه. أما الفتاة التي قررت أن لا تخون ثقة أهلها فقد خانوها فور عودتها من القاهرة وتزوجت رجلاً غريباً لا يأبه للحب ولا للرياضيات. هيلين، أنت فتاة من لبن العصافير وقصة من ريش النعام لا أقول لك إن ما تفعله النسوة في بلدي بأنفسهن خطيئة فقط أريد أن أحدثك عن المعذبين في الأرض. افعلي شيئاً، يا هيلين..