بدأت الامتحانات بمحافظة الحديدة هذا العام في أوضاع تكاد تكون في غاية من الصعوبة فيما يتعلق بالانقطاعات الكهربائية التي تلازم المحافظة ليلاً ونهاراً والتي تسبب جواً من القلق والتعب للطالب سواء أثناء المذاكرة أم أثناء الامتحانات.. ونناقش الامتحانات والخروقات التي لازمت الامتحانات في محافظة الحديدة والتي سجّلت في الأسبوع الأول للامتحانات.. النماذج الأربعة للثانوية والثلاثة للإعدادية الجديد في امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي وامتحانات الأساسية لهذا العام هو النماذج الثلاثة للمرحلة الإعدادية والأربعة للمرحلة الثانوية، ويقال إن الهدف منها هو محاربة الغش في المراكز الامتحانية، وبقدر ما نحترم قرار الوزارة في هذه القفزة الرائعة وتطبيقها مباشرة على طلاب الثانوية دون دراسة ميدانية لهذا القرار؛ فإن عدداً من الأسئلة تطرح نفسها. هل الوزارة على استعداد لإعلان النتيجة كما هي دون معالجات؟!. المتعارف عليه في الامتحانات العامة أن النتيجة النهائية للمرحلتين الأساسية والثانوية ورغم كل هذا الغش الذي تضج به البلاد إلا أن نسبة النجاح لا تتجاوز 30 % في أحسن الحالات، وإذا سلمنا جدلاً أن النماذج الأربعة والثلاثة منعت الغش ووصلت نسبة النجاح هذا العام إلى 30 % فهل الوزارة ستعلن النتيجة كما وردت دون إجراء عملية تجميل عليها؟!. هل النماذج الأربعة والثلاثة منعت الغش فعلا!..؟!. الذي يتابع الامتحانات سواء من داخل المراكز الامتحانية أم من خارجها يجد العكس هو الصحيح، وأن نسبة الغش ارتفعت بنسبة غير معقولة، بل تشكر الوزارة على أنها علمت الطلاب استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية الغش، فنظام ال«whatsApp» ونظام الرسائل بالوسائط لأول مرة يدخل الحديدة، والله يخلّي التكنولوجيا والتلفونات الحديثة والجنود والمشرفين ورؤساء اللجان الذين سمحوا للطلاب باستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل اللجان، ولقد شاهدت بعيني أحد المشاركين في عملية الغش يقف بسيارته بالقرب من أحد المراكز الامتحانية وبداخلها جهاز كمبيوتر محمول يستقبل الرسائل ويرسل الإجابات من داخل السيارة، وقال لي: معي الأربعة النماذج وأنتظر إرسالها عندما يحدد الطلاب النماذج. وقيل إن هذا العام قلّت نسبة النموذجات الورقية وزادت نسبة الجوالات الحديثة وخاصة لأولاد الذوات والميسورين، أما المساكين فلايزالون يتعاملون بالطريقة القديمة «يكتب الأسئلة على ورقة ويرميها؛ وهناك من يتكفل بأخذها وتصويرها وإعادتها محلولة إلى صاحبها وكتابة اسمه عليها والمجاورين له». الخروقات التي حدثت هذا العام في الامتحانات بمحافظة الحديدة اليوم الأول للثانوية العامة مركز عمر بن عبدالعزيز في مديرية الميناء قام شاب بتسلق السور ودخل المركز وصعد إلى الدور الثاني وحاول سحب دفتر من أحد الطلاب؛ إلا أنه رفض فانتقل إلى لجنة أخرى وأخذ الدفتر عنوة من أحد الطلاب داخل اللجنة وسط أنظار المراقبين والمشرفين وذهول رئيس اللجنة، حيث أفاد الطلاب أنه تم الهروب بالدفتر وقامت اللجنة بتعويض الطالب بدفتر آخر. سجلت الحديدة هذا العام أكبر عدد مشرفي من الوزارة؛ فقد أرسلت في البداية 15 مشرفاً وعزّزتهم ب«5» آخرين؛ أربعة من الحديدة، وقال التربويون في الحديدة إن المشرفين الوزاريين “ينخطون” بالهنجمة على الكوادر المحلية ومن هم أكبر منهم سناً ومنصباً وعلماً في لجنة الضبط ما جعل التربويين في الحديدة يتساءلون: هل هؤلاء مشرفون أم جلادون؟!. وفي اليوم الثاني سُجلت العديد من الخروقات أسئلة امتحانات الثانوية العامة لمادة الجغرافيا وجدت مدسوسة في وسط أسئلة الرياضيات للقسم الأدبي في عدد من المراكز الامتحانية (عمار بن ياسر مديرية الميناء - مديرية حيس - مركز خولة بالحوك - مركز عمر بن عبدالعزيز في مديرية الميناء) محافظة الحديدة، وقالت مصادر في التربية والتعليم إن الوزارة سحبت الأسئلة من لجنة الضبط وتم رفعها إلى الوزارة وإعادة نماذج جديدة. رئيس لجنة الضبط عندما علم بكشف الأسئلة أصيب بحالة من الإغماء ولم يفق إلا بعد نصف ساعة، معتقداً أنه تسبّب في كشف الأسئلة، وعندما عرف أن الوزارة هي التي تسبّبت في كشف الأسئلة لوجودها داخل الرياضيات بأعداد متفاوتة عندها عاد إليه صوابه!!. إطلاق نار كثيف من حارس المركز الامتحاني 26سبتمبر (ا) من قوات الأمن العام أثار الفزع والرعب بين أوساط الطلاب، وأشارت المصادر إلى أن إطلاق النار كان بسبب خلاف على عدم الاتفاق على قيمة إدخال الأسئلة. اقتحام مركز السلام في رقاب بمديرية برع من المتجمهرين خارج المركز الامتحاني لتغشيش أبنائهم، وقامت اللجنة الفرعية بنقل المركز الامتحاني إلى مدرسة أخرى في قرية أخرى من قرى مديرية برع. اليوم الثالث كان الأعنف والأقوى في الغش مركز مدرسة عذبان اتهمت رئيسة اللجنة المواطنين بالاعتداء عليها بالشتم والضرب والتهديد ودخول اللجان لتغشيش الطالبات، والمركز الوحيد الذين لا يتواجد فيه الأمن هو مركز عذبان؛ لأنه يقع بالقرب من مركز تجمع الحراك التهامي، وكانت اللجنة الفرعية قد اتخذت قراراً بنقل مركز عذبان إلى مركزين أحدهما علمي في مدرسة 17 يوليو والآخر مدرسة النجاح رغم معارضة مدير تربية الحوك. قام المواطنون في مركز الثورة بمديرية القطيع بمحاصرة المركز الامتحاني وكسروا سيارة مشرف الوزارة وطقماً عسكرياً وحاصروا اللجنة الامتحانية ومشرفي الوزارة ولم يُفرج عنهم إلا بعد وصول تعزيزات أمنية، وأقرت اللجنة الفرعية نقل المركز الامتحاني إلى مجمع كمران قرية الكشوبع مديرية المراوعة. تم تغيير مدير مركز الخنساء الامتحاني للبنات بمديرية باجل لأنه أحضر مدرسات لمنع الطالبات من الدخول إلى المركز مع كتبهن وتلفوناتهن، واتخذت اللجنة الفرعية قراراً بتغييره، وقال مدير المركز إبراهيم يحيى إبراهيم للجنة الفرعية: أريد معرفة أسباب تغييري، والمفترض أن ينقل المركز لا رئيس المركز؟!.. فكان الرد: «حفاظاً على سلامتك» ويمكن أن تبقى رئيساً للمركز ولكن تتحمل المسؤولية!!. في ظل التهافت على مستحقات اللجان والمراقبين في المرحلة الأساسية؛ بعض المركز التعليمية في المديريات تسلم المستحقات المالية إلى إدارة الامتحانات، وبعضها إلى مسؤولي الرقابة في المديرية؛ تُرى من المسؤول عن هذا الجانب في اللائحة المالية؟!. مديرو عدد من المراكز الامتحانية يحرمون المراقبين مستحقاتهم، أو تقسيم المستحق الواحد بين اثنين أو اختصار المرقبين لكل لجنة مراقب واحد بدلاً من مراقبين كما هو معتمد من الوزارة، كما خُفّض عدد الجنود إلى جنديين في كل مركز امتحاني وخاصة في مراكز المدن وذلك خلافاً لتوجيهات الوزارة على لسان الوزير: «هذا العام سندعم العملية الامتحانية بزيادة مخصص المراقبين» وفعلاً تم رفع الميزانية للامتحانات؛ حيث وصلت إلى 52 مليوناً بزيادة 10 ملايين ريال عن العام الماضي، لكن لايزال يُصرف 500 لكل مراقب وعسكري، و2000 ريال لرئيس اللجنة خلافاً للعام الماضي الذي كان يصرف 3000 لرؤساء المراكز ويتم التحايل على المراقبين والاستغناء عن من يرفض التقاسم، مع العلم أن محافظة المحافظة دعمت اللجنة الفرعية ب15 مليوناً حسب إفادة بعض المصادر. اليوم الرابع سجل انتحال شخصية في مركز أروى بمديرية الحالي، وتم ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات. المراقبون في اللجان الامتحانية ثلاثة أنواع: 1 النوع الأول المكلفون من التربية يصلون إلى المراكز لأخذ إخلاء فقط، ولا يبقى منهم إلا مقرّب أو صديق لرئيس المركز، ويعود البقية إلى منازلهم. 2 النوع الثاني مقاولون على اللجان الامتحانية؛ يبدأون بالجمع من الطلاب لتسهيل عملية الغش للطلاب والسمسرة لرئيس المركز الامتحاني، النوع الثالث من له أهل وأقارب يمتحنون في نفس المركز، ويتقبل توجيهات رئيس المركز. أما الجنود فيصلون إلى المركز الامتحاني بمستحق 500 ريال فقط لا غير، وعليهم الحفاظ على الأمن وأمان المركز أمام كل المغريات من داخل المركز وخارج المركز التي تنهال عليهم منذ الوصول إلى بوابة المركز، وقال أحدهم: أدخل النموذج ب3000 ريال، وإيصاله إلى عند الطالب؛ ولكن في الحقيقة هذا العام ارتفعت قيمة إدخال النموذج!!. عن الامتحانات الجديدة قال رئيس لجنة الضبط، نائب رئيس اللجنة الفرعية الأستاذ قاسم الفروي، رئيس شعبة التوجيه والمناهج، قال عن الامتحانات الثانوية العامة: للأمانة هي تجربة جديدة وجيدة؛ ولكن كانت بحاجة إلى تهيئة جيدة للطلاب والمجتمع، وقد أحدثت الامتحانات هذا العام تهيباً لدى الطلاب ما جعل الأهالي يهاجمون المراكز الامتحانية، ومن إيجابية النماذج أنها حدّت كثيراً من الغش. وعن المشاكل التي واجهت لجنة الضبط؛ قال: المشاكل أهمها عدم استلام الأسئلة للثانوية العامة كاملة؛ بل تصل ناقصة ونضطر إلى إرسال مندوب ويأتي المندوب أيضاً بالأسئلة ناقصة وهكذا خاصة المواد الإنجليزية وأسئلة ذوي الاحتياجات الخاصة ورغم أن مندوبينا في صنعاء إلا أن بعض المظاريف تتأخر؛ ولعل أهم مشكلة هي الانطفاءات المتكررة خاصة في غرف الضبط؛ حيث تحوّل حياتنا إلى جحيم، ولا شك أننا نبذل جهداً كبيراً؛ ففي الأعوام السابقة كانت تصل أسئلة ثلاث مواد 15 حقيبة، أما هذا العام مواد اليوم الأول بلغت 40 حقيبة بزيادة ثلاثة أضعاف. وعن أهم الخروقات، قال الأستاذ قاسم الفروي: تسبّب فيها مديرو المديريات والمتنفّذون وبعض الشخصيات وبعض مديري التربة في المديريات، وعدم الخبرة لدى بعض رؤساء المراكز الامتحانية وكذلك وجود تجمهر للمواطنين مثل بعض المراكز في مديريات القطيع باجل وبرع والحوك، وتم التغلب عليها بنقل المراكز الامتحانية إلى أماكن أكثر أمناً. وعن أهم الحلول التي يرى أنها لا شك ستؤدّي إلى إنجاح هذه التجربة؛ قال: يجب الاستعداد من وقت مبكر جداً بحيث تصل الأسئلة في الوقت المناسب، وتدارك أي خلل أو نقص من وقت مبكر، وتهيئة المجتمع والطلاب لهذه التجربة، وتقديم نماذج للطلاب حتى يتعودوا على الأسئلة وأنواع الأسئلة، ووضع آلية جديدة للحراسة الأمنية في المراكز الامتحانية؛ لأن معظم الاختلالات التي تحدث في المراكز الامتحانية من رجال الأمن، وإعادة النظر بالمستحقات المالية للجنود والملاحظين. من جانبه قال الأستاذ عبدالماجد الشميري، نائب مدير التربية والتعليم في الحديدة: لقد حدّت النماذج المتعددة من الغش إلى حد ما، ونتمنى أن تكون في الأعوام القادمة دفاتر الأسئلة والإجابة تحمل بيانات الطالب وصورته الشخصية حتى لا يتم تبادل الدفاتر، وصحيح أن الرسوب هذا العام سيكون كبيراً جداً؛ ولكن نتمنّى أن يكون دافعاً للطلاب لبذل المزيد من الجد والاجتهاد والاعتماد على النفس؛ لأنه للأسف العديد من الطلاب يعتبرون أن الغش حق من حقوقهم؛ ولذلك نجد العديد من المشاكل في هذا العام، فهناك هروب بالدفاتر واقتحامات للمراكز حتى مدارس البنات لم تسلم من الاقتحامات، ونتمنّى أيضاً في الأعوام القادمة أن تتم تهيئة الطلاب في المدارس لمثل هذه النماذج حتى يستطيع الطالب أن يكتسب خبرة ويستعد للأسئلة.