Mohammad Amrani قبل زمن كان هناك مشروع قومي قام بالأساس لتعزيز الحضور الفعلي للجماعة العربية ككتلة موحدة تحاول التأثير على توجهات القرار العالمي وتستقل في إرادتها السياسية والثقافية وتعزز من تواجدها على الرقعة العالمية . تم ضرب هذا المشروع تماما وبأكثر من وسيلة حتى تحول لاحقا لمجموعة من الدول القطرية تتقاتل فيما بينها وترفع ذات الشعارات التي تدعو إلى الوحدة العربية . حين تقرأ ماكتبه ساطع الحصري وقسطنطين زريق والكواكبي و ميشيل عفلق وغيرهم تدرك أن مشروعا كان هناك أسقطته بريطانيا وقوى الغرب بالتعاون مع دول البترودولار . التاريخ الآن يعيد نفسه ولو بصورة مختلفة ثمة مشروع قائم على خلفية إسلامية يعمل على توحيد الجماعة العربية أيضا في محاولة لمشروع نهضوي يقدم الجماعة العربية ومعها الجسد الإسلامي بشكل فاعل في المجتمع الدولي ويعيد رسم الخارطة التي أسقطتها كامب ديفيد . تجري الآن محاربة هذا التوجه بذات الأطراف التي أسقطت مشروع التوحد الأول وبذات الوسائل ، ويشترك معهم الكثير من أبناء الأمة العربية كما اشترك معهم الإسلاميون من قبل في ضرب المشروع القومي وتحويله لمشاريع عائلية تتنكر للوحدة عمليا وترفعها شعارا نظريا . حين أتحدث عن ملامح مشروع إسلامي يتعثر فأنا أقصد هذا التشكل الجديد ، أيا كانت خلفياته الثقافية و وسائله السياسية . المشروع الذي يحاول أن يكون حدثا في المنطقة وكانت مصر ومعها ليبيا و تركيا وتونس وبقية المناطق العربية التي تنحاز إليها الجماهير بوصفها مبادرة للخروج من الحالة العربية والإسلامية الآسنة . من الواضح أن هذه التشكيلة أو أي تشكيلة تحاول لملمة الصف بعيدا عن عمقها الأيديولوجي و مهما كان غطاؤها السياسي تسبب قلقا للقوى الكبرى فتوعز لأطرافها أن تقوم بمهمة العرقلة وتحاول أن تفكك هذا التوجه . لافرق بين الإسلامي وبين القومي أو غيره . المهم هو ضرب أي محاولة لتواجد حر ومستقل في المنطقة . سيلاحظ الجميع أن مشاريع متعددة تتصارع في هذه المنطقة ، وليس بينها مشروعا حقيقيا بأيد عربية . محمد عابد الجابري انتصار العرفان وتحول البيان إلى عقل عادة والبرهان إلى عادة عقلية ، تلك هي المظاهر الرئيسية لظاهرة استقالة العقل في الثقافة العربية الإسلامية في عصر التراجع والانحطاط ، هذه الاستقالة مازال مفعولها ساريا إلى اليوم في كثير من الأوساط المثقفة ، إن لم يكن في كلها تقريبا ، دع عنك الأغلبية الساحقة من الجماهير الأمية