كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها. من نوادره: صورة الشيطان كان (الجاحظ) واقفاً أمام بيته فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له وقالت: لي إليك حاجة. فقال الجاحظ: وما حاجتك؟ قالت: أريدك أن تذهب معي. قال: إلى أين؟ قالت: اتبعني دون سؤال. فتبعها الجاحظ إلى أن وصلا إلى دكان صائغ. وهناك قالت المرأة للصائغ: مثل هذا. وانصرفت. عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن قصد ما قالته المرأة. فقال له: لا مؤاخذة يا سيدي! لقد اتتني المرأة بخاتم وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان.